\r\n وبينما تظل تلك القاعدة صحيحة بالنسبة لأغلب الدول التى تحفل بصراع داخلى مسلح، فإن الصومال تعانى من مشكلة أخرى لأنها تفتقر إلى الدولة، إلا انها تتمتع بحكومة تتلقى دعم من الدولة الأثيوبية بالإضافة إلى عدد من المليشيات العسكرية والتى تتراوح بين المليشيات المتمركزة فى العشائر القبلية وتلك المليشيات الإسلامية وتلك التى تعتمد على الأعمال. ويمكن مقارنة ذلك الإجتماع الذى حضرته بأى من مثل تلك الإجتماعات التى يقيمها الناشطون الذين يهتموا ببلادهم فى العالم، ولقد دارت المناقشة فى هذا الإجتماع حول كيفية تهدئة الجماعات المتصارعة. وإن السؤال الذى فرض نفسه فى هذا الشأن هو كيفية تحرك القضية الصومالية من مرحلة \"الفوضى نصف المنظمة\" إلى \"الفوضى المنظمة\" ثم وصولاً إلى الإستقرار. وبكونى الفرد الوحيد الحاضر من خارج الصومال، طُلب منى التحدث عن \"الأساليب الغربية وبعض الأساليب الأخرى لفك الصراع\". \r\n \r\n ولقد كان لدى الصوماليوين رغبة كبرى فى التعلم منى بعض الأشياء التى تدور حول باقى أنحاء العالم. ولكن كما يحدث دائماً فى تلك المواقف، ستكتشف بسرعة أن العالم الذى تحمله معك وذلك العالم المقابل له لا يختلفا عن بعض كثيراً، وأن هذا الشخص الذى يصل \"والذى من المفترض أن يلقى عليهم التعاليم\" يتعلم بنفس القدر الذى يتعلمون به، أو حتى أكثر من الشخص الموجود هناك بالفعل \"والذى من المفترض أن يتعلم\". \r\n \r\n ولقد تكون الإجتماع من ثلاثة أجزاء. الجزء الأول، رأسه شيخ أحد المساجد المحلية، وأعتمد على القرآن لحل الصراع. والثاني، رأسه كبير إحدى القبائل، وأعتمد على الطرق الصومالية التقليدية لحل الصراع. والجزء الثالث، كنت أرأسه أنا شخصياً، وأعتمد هذا الجزء على الأساليب الغربية والأساليب الأخرى لحل النزاع. وبعدما قمت بإلقاء محاضرتى توجهنا لتناول غداء صومالى من الأرز ولحم الماعز. وبينما كنت أدفع بالطعام إلى فمي، قام أحد المشاركين فى الغداء- وأحد مفتى من بلدة كبيرة- بسؤالى بشكل مهذب \"من خلال مترجمي\" إذا ما كان بإمكانه أن يسألنى سؤالاً صغيراً أم لا. \r\n ولقد طلبت منه ذكر هذا السؤال على الفور، ولقد تحدث قائلاً: \"بروفسور رام، كيف يمكننا حل تلك المشكلة بين الإسلام والغرب؟\" \r\n \r\n لم يكن هذا بالسؤال السهل الذى يمكن الرد عليه أثناء تناول الغداء. صحيح أن هذا السؤال قد انحرف عن المسار قليلاً عن المناقشة التى جرت فى اليومين السابقين، على الرغم من أننا قد ركزنا أفكارنا على القضية الأكثر تأثيراً ألا وهى الحرب الأهلية فى الصومال. ولقد ناضلت محاولاً التفكير فى حتى كيف يمكننى أن أبدا فى الإجابة على سؤاله بينما كان فمى يمتلئ بلحم الماعز الرقيق. وفى النهاية، سيطرت شهوة التذوق على عقلى وفكري. ولقد كان الخيار الوحيد أمامى هو أن أعيد السؤال: \"يا أيها المفتي، ما هى بإعتقادك المشكلة الموجودة بين الإسلام والغرب؟\" ولقد كان من الواضح أن المفتى قد فكر فى هذا الشأن مراراً وتكراراً، لأنه أجاب على الفور وبتطويل. وهذا ما قاله: \r\n \r\n \"يوجد بالإسلام اشياء يجب أن نفعلها وأشياء لا يجب أن نقوم بها كمسلمين. فعلى سبيل المثال، يذكر القرآن أنه يتوجب علينا أن نصلى عددا معينا من الصلوات فى اليوم، ويجب أن نتبرع بجزء من دخلنا فى صورة صدقة. وبالمثل، يتوجب علينا ألا نأكل أنواعا معينة من الأطعمة ولا يجب علينا أن نكفر بالله. وكمسلم تقي، أقوم بإتباع تلك الأوامر. وفى نفس الوقت يوجد هناك فئة أخرى من الأشياء التى يمكن أو لا يمكن أن نفعلها. وهنا لم يحدد الإسلام ما الذى يجب أن نفعله، ولكنه يسمح لنا كمسلمين أتقياء أن نختار طريقة من بين الطريقتين. ولكن لا يقبل المتشددون تلك الفئة. وما يفعلونه هو الإتجاه نحو تقليل تلك الفئة، وبالتالى يصبح كل شئ تحت السيطرة. فإنهم يحاولوا أن يقللوا من عدد الإختيارات المتاحة امام المسلمين، عن طريق قولهم بأنه يجب علينا أن نفعل هذا ولا يجب أن نفعل ذاك، بينما لم يطلب الإسلام ذاته هذا المطلب منا\". \r\n \r\n \"حتى إن كنا نختلف مع هؤلاء المتعصبين، فإنه لا زال بإمكاننا أن نتاقش معهم، فبإمكانهم أن يعيشوا حياتهم وبإمكاننا أن نعيش حياتنا. ولكن تبدأ المشكلة بالفعل عندما يستخدم بعض الأشخاص البنادق والأسلحة الأخرى من أجل أن يخبروننا ما الذى يجب علينا فعله وما هى الطريقة التى يجب علينا أن نمارس بها ديننا. إنهم لا يجادلون فقط أن الإسلام يطلب منا أن نفعل أشياء محددة بعينها، بينما أنه لا يكون الوضع كذلك، أو أنه يطلب منا ألا نفعل شيئاً بعينه، بينما نؤمن بأن الإسلام يسمح لنا القيام بذلك، ولكنهم يهددودننا أيضاً بالعنف إذا لم نتبع أوامرهم. وتلك هى المشكلة التى نواجهها فى العالم الإسلامي\". \r\n \r\n ولقد سألت فى تلك النقطة بالتحديد، \"وما هى المشكلة التى يعانى منها الغرب؟\" ولقد كان لديه إجابة لهذا السؤال أيضاً: \r\n \r\n \"يقول الغربيون إنهم ليس بإمكانهم تضمين المسلمين بداخلهم فى داخل مجتمعاتهم لأن تلك المجتمعات مسيحية ونحن مسلمون. وبالتالى فإن الغرب يتعامل بعنصرية تجاهنا. وعندما نرد بأننا أعتقدنا أنكم متسامحون تجاه جميع الأديان، وأن دولتكم لا ترتبط بدين معين، فإنه سريعاً ما يغير الغرب موقفه. فيقول الغرب، \"إننا لسنا مسيحيون، وإنما نحن علمانيون. لا يوجد بيننا مكان للدين وأنه ليست مشكلتنا معكم أنكم مسلمين وإنما لأنكم متدينين. وبالتالى فإننا لا نستطيع أن ندمجكم فى مجتمعاتنا.\" إن الغرب ليس متأكداً إن كان مسيحياً أم علمانياً. ولكن، فى كلا الحالتين، إن هذا الغرب متأكد من أنه لا يحب المسلمين\". \r\n \r\n فرق ولا تجمع \r\n \r\n لقد ابهرنى حديث هذا المفتي. فلقد قام بكل دقة بتلخيص جدال معقد للغاية للتوتر المنتشر بين الإسلام والغرب فى جمل بليغة للغاية. ولكن كان هناك لا يزال سؤال واحد يؤرقنى حيال إجابته. ما هو الإختلاف بين التعصب العنيف والتعصب الذى لا يستخدم العنف. ألا يعضد الاثنان بعضهما البعض؟ أليس التعصب السياسى هو الخطوة الأولى للتعصب العنيف؟ وأليس من أجل محاربة التعصب العنيف، يجب على المرء محاربة التعصب السياسي؟ فلقد بدا تسامح المفتى مع التعصب السياسى الإسلامي، حتى عندما أختلف معه، غير ذو ثقة بالنسبة لى نتيجة لرؤيتى مقاومته للتعصب المعتمد على العنف. \r\n ولقد ظل هذا السؤال بدون إجابة بداخل رأسى حتى قابلت فى أحد المنتديات التى حضرها أحد قواد الجيش من إحدى دول جنوب شرق آسيا يعانى من مشكلة إرهابية قاسية. ولقد سألت الرئيس حول جذب المتعصبين. فرد قائلاً: \r\n \r\n \"ماالذى يصنع الفارق بين المتطرفين والإرهابيين. نحن نفضل المتعصبين لأنهم ينقسموا إلى شقين: فمن الممكن أن يذهب شق واحد منهم مع إتجاه العنف ولا يذهب الشق الأخر. \r\n \r\n وبالنسبة للمتطرفين، فإن هذا الشق الثاني، هو الذى يلقى بتأثيره على الشق الأول الذى يلجأ للعنف- وليس هؤلاء الذين يشابهوا المسلمين المعتدلين أو العلمانيين أمثالي. ومن أجل إقناع تلك الدائرة من العنف والتفجيرات على التوقف، فنحن فى حاجة إلى مساعدة المتطرفين. لذا فإنه لا يجب علينا أن نبعدهم. وإنما، يجب أن نعمل معهم يداً بيد من أجل أن نخبر هؤلاء الذين يلجأوا إلى استخدام الأساليب العنيفة والإرهابية أن: أفكاركم على ما يرام، على شرط ان تعبروا عنهم فى إطار النظام السياسى الديموقراطي، وبدون الإلتجاء إلى العنف. ويجب عليكم أن تقنعوا هؤلاء الذين يشاركونكم فى أفكاركم ويستخدموا العنف أن يحذوا حذوكم\". \r\n \r\n تتركز نقطته الأساسية- المتناقضة حدسياً فى إطار \"مستوى\" الإتجاه المعادى للإرهاب- على أنه يمكن أن يصبح المتطرفون حلفاء لنا، وليس بالضرورة أن يكونوا أعداء لنا، فى إطار الحرب ضد الإرهاب. \r\n \r\n وفى إطار توضيح وجهة نظر القائد العسكري، فإننى أفكر فى أوجه التشابه بين \"الحرب على الإرهاب\" وتلك الحرب الأخرى العليا التى قد تفوقت عليها إلى حد ما: ألا وهى \"الحرب على الإدمان\". وبالعديد من الطرق فإن كلا \"الحربين\" متشابهتين. حيث أن كلاهما تشنهما الولاياتالمتحدة؛ ولقد سارت فى كلاهما الولاياتالمتحدة درب طويلة؛ ولقد ادت كلاهما إلى إنفاق الكثير والكثير من الأموال والحيوات والسياسات؛ ولقد أدت كلاهما إلى دخول العديد من الأشخاص إلى السجن؛ وكلاهما بطبيعتها غير محدودة من حيث الوقت؛ ولا تقدم كلاهما دليل واضح على التقدم ناحية أى نوع من أنواع \"النصر\". \r\n ويوجد هناك وجه آخر للتشابه فى الطريقة التى تبرر بها كل حرب من قبل المدافعين عنها. فإن هؤلاء الذين يحاربوا الإرهاب يجادلوا أنه يجب محاربة التطرف السياسى لأنه يؤدى إلى الإرهاب؛ أما هؤلاء الذين يحاربوا فى إطار الحرب على الإدمان يقولوا أنه يجب استئصال بعض أنواع \"المخدرات الخفيفة\" مثل الماريجوانا، لأن تدخين الماريجوانا يؤدى إلى استخدام أنواع أصعب من المخدرات مثل الهيروين. ولكن يقع هذا على الرغم من أن أقل القليل من هؤلاء الذين قد دخنوا الماريجوانا قد تطور بهم الأمر حتى أصبحوا مدمنين للهيروين. ولن يساعد توسيع الموارد من أجل شن الحرب على الماريجوانا \"التى على أى حال لها تأثير إجتماعى أقل\" على محاربة استخدام الهيروين. فإن الجمع بين الأثنين يمكن أن يكون بمثابة أمر هدام. \r\n \r\n حدود التسامح \r\n \r\n إن تضمينات الوضع الحالى له ثلاثة جوانب: \r\n \r\n التطرف السياسي، الذى على الرغم من أنه يعتبر بمثابة تحد كبير، إلا أنه لا يؤدى إلى العنف والإرهاب، لا يحتاج التسامح مع أفكار هؤلاء المتطرفين أن نعتقد فى التسامح مع هؤلاء الذين يلجأوا إلى العنف والإرهاب من أجل نشر انفسهم إعلامياً. \r\n \r\n يمكن لهؤلاء الذين يحملوا بعض الأفكار المتطرفة أن يخرجوا من الصراع أسرع من هؤلاء البعيدين عن الصراع أن يفهموا بصورة أفضل الدوافع التى تدفع هؤلاء الأشخاص إلى الإلتجاء إلى العنف والإرهاب؛ وبالتالي، فيمكن أن يصبح هؤلاء الأشخاص بمثابة مصدر للدعم فى الصراع فى إطار المضى قدماً تجاه مجتمعات أكثر إستقراراً وأقل عنفاً. \r\n وعلى الرغم من ذلك، فإنه لا يجب أن يختلط التسامح مع المتطرفين أو إدخالهم فى الحوار مع قبول وجهات نظرهم على أنها أفكار عقلانية. وينشأ هذا من فكرة أن إدخال شخص ما \"سواء أكان متطرف أم لا\" يدل على التسليم بأن أفكارهم مقبولة، وبعد ذلك سيؤدى هذا إلى إحداث نقاش سياسى حول كيفية تنفيذ إدعاءاتهم. وأعتقد أن هذا دائماً هو الحال. \r\n \r\n فعلى سبيل المثال، كان تركيز الجنرال فى الحوار على وقف المتطرفين من استخدامهم للعنف من أجل تأمين أهدافهم. وبينما اختلف هذا الجنرال العسكرى مع أهدافهم إلا أنه ذكر انهم يجب أن يستخدموا وسائل ديموقراطية سياسية. ولقد قال هذا الجنرال من حيث التأثير: أنه يوجد هنا أحد المتطرفين أو حتى أناس غير متسامحين الذين يستخدموا وسائل للعنف من أجل الوصول إلى ما ينشدوه؛ وإن وظيفتى كجنرال هى أن أجعلهم يتوقفون عن استخدام العنف، ثم أن يأملوا فى أن يستطيع النظام السياسى \"الديموقراطي\" إيجاد طريقة من أجل ملائمتهم بالإضافة إلى استئصال تطرفهم بصورة سياسية. \r\n \r\n ولكن هذا يدع نقطة إضافية هامة دون النظر إليها حول بعض الممارسات الخاصة فى المجتمعات التى تنتهك ما يمكن إعتباره كقيم ديموقراطية ومتحررة رئيسية، والتى تتضمن الإلتزام بالمساواة بين الحقوق. ويمكن أن تتراوح تلك الممارسات بين القتل وإغتصاب الأطفال وصولاً إلى التمييز على أساس الجنس أو الطائفة الإجتماعية. وما الذى يحدث عندما يحاول الممثلون السياسيون \"حتى وإن كانوا غير مسلحين\" السعى لاستخدام النظام السياسى من أجل تطوير تلك الأنواع من الأهداف؟ وما هى حدود التسامح مع المتطرفين؟ \r\n \r\n لا وجد هناك إجابة واحدة أو بسيطة على هذا السؤال، ولكن يوجد هناك بعض العناصر التى تشكل هذا النموذج: \r\n \r\n يجب أن يكون هناك وجوداً لمثل هذا الحد، خاصة عندما تتضمن أهداف المتطرفين التعصب بالإضافة إلى رفض صارخ للمساواة لمدنية للآخرين- سواء أكان اعتماداً على الجنس أو النوع أو الطائفة الإجتماعية أو المستوى الإجتماعي. ليس هناك للمتطرفين، وبصورة خاصة هؤلاء الذين يتعصبون تجاه غيرهم، حق عام فى أن يعاملوا على أساس تبادلية الإمتيازات، حيث أنهم هم أنفسهم لا يتسامحون مع بعضهم البعض. \r\n \r\n إذا كان سيؤدى التسامح مع المتطرفين إلى إضعاف النظام الديموقراطى الدستوري، فبالتالى يجب أن يولى المرء إهتماما إضافيا قبل إتخاذ أية خطوة- على الرغم من أنه يجب أن يكون الحكم الإفتراضى بأن يكون هناك ثقة بأنه لن تضعف الطبقة الديموقراطية الثابتة \"أينما وجدت\" بتلك الدرجة. من الضرورى وجود مبدأ عامل بأنه يجب معاملة المتطرفين \"حتى هؤلاء غير المتسامحين\"- على افتراض أنهم أيضاً من الممكن أن يعطوا صوتاً للإعتقادات العقلانية التى يجب المناداة بها. ولقد تمثل التوقع والأمل الواسع الذى قد اسفر عنه هذا الإتجاه أنه على مدار الوقت سيغير المتطرفين غير المتسامحين \"حتى وإن كانوا لا يلجأون للعنف\" مواقفهم حيث آنهم يشاركون فى العملية اليموقراطية السياسية ويروا أنهم يعاملوا بشكل عادل مثلهم مثل أمثالهم من البشر، حتى وإن لم تقبل جميع مطالبهم. وتعتبر تلك العملية عملية مألوفة فى التاريخ البرلمانى الأوروبى الحديث، أينما \"على سبيل المثال\" قد مالت الأحزاب اليمينية أو اليسارية الخالصة إلى إحداث تحول داخلى وقد أصبحت حزء من السط اليمينى أو الوسط اليساري. \r\n \r\n الإنسان فى شكله الوحشي \r\n \r\n تتمثل النقطة الأكبر فى أن خلط التسامح مع المتطرفين و/أو إدخالهم فى حوار بالإضافة إلى قبول أفكارهم على أنها أفكار مقبولة أمر قد أخطأنا فى فهمه، حيث أنه ينبع من فكرة أن هذا \"الإرتباط\" يجب أن تستلزم إلى حد ما \"الإذعان\". ولكن فى الواقع إنه من الممكن أن ندخل فى محادثة مع الأشخاص دون قبول أن افكارهم مقبولة بأى طريقة. وتعتبر الجمعية الدولية للصليب الأحمر هى المثال الدستورى الأفضل لتمثيل هذا الإتجاه- والتى قد ساعدت الكثير من الدول التى تعمل بشكل قانونى على إنزال العقاب بالجماعات غير الحكومية المسلحة. \r\n \r\n يعتمد تفكير الجمعية الدولية للصليب الأحمر على أنها يجب عليها أن تواجه محادثيها بإلتزامها المفتوح إلى القانون الإنسانى الدولى \"بما فيها قوانين الحرب\"- وبالتالى فإنه يتم عرض إنتهاكات وتملصات تلك الدول وتلك الجماعات غير الحكومية أمامها بصورة مباشرة. تكمن قوة الجدال الأخلاقى للجمعية الدولية للصليب الأحمر فى أنه ما دام هذا \"الآخر\" هو إنسان، فإنه يجب عليها أن تتوقف عن ممارسة أعمال غير إنسانية \"وليس العكس- حيث أنه نظراً لأنها ملتزمة بفعل تلك الأفعال غير الإنسانية، فإنها لا يمكن أن تصبح جمعية إنسانية\". والآن فالرهان المذكور فى هذا الشأن أن المتطرف أو الشخص أو الجماعة غير المتسامحة ليست جماعة غير بشرية ومقفلة لجميع الأبواب بصورة تامة أمام النقاشات حول الأسلوب المهذب تجاه الآخرين. \r\n \r\n إن النقطة، كما فهمتها، التى أراد قولها كلّ من المفتى والجنرال هى أننا يجب أن نتعامل مع المتطرفين سياسياً، ولكنك فى حاجة إلى ألا تذعن لهم. \r\n