\r\n الانتخابات في العادة ليست سوى سباق ما بين الواقعيين والحالمين، الواقعيون سيقولون لك ان الشعار الذي يرفعه فريق اوباما والقائل «نعم، بوسعنا تحقيق ذلك» هو من قبيل احلام اليقظة لاشهر، والواقعيون يقولون «لا، ليس بوسعهم فعل ذلك» الادلة والبراهين التي يقدمونها لتدعيم رأيهم تقال في المجالس الخاصة وفي القاعات المغلقة وليس في العلن. \r\n \r\n يقول هؤلاء: نعم، قطعت الولاياتالمتحدة شوطا بعيدا في مجال التحرر من العنصرية، ولكنها ليست مستعدة لتخطف خط النهاية وتنصيب رجل أسود في البيت الابيض. \r\n \r\n الواقعيون ليسوا كلهم من مناصري هيلاري كلنتون او هم يقولون صراحة ولكن بهمس انه لا يزال هناك نوع من التمييز العنصري في الولاياتالمتحدة، مما يعني ان اعدادا كبيرة من البيض لن تصوت لمرشح اسود ليصبح رئيسا لاميركا تحت اي ظرف. \r\n \r\n يعمل اوباما وفريقه بجد من أجل كسب صوت الأقلية اللاتينية ولكن دون تحقيق اي نتائج ذات مغزى حتى الآن هناك الكثير من «الديمقراطيين» البيض يقولون إنه يمكن ان يصوتوا لمرشح اسود ، ولكنهم يخافون ان يذهب صوتهم سدى لأن معظم البيض لن يصوتوا لأوباما ويشير هؤلاء إلى حقيقة ظاهرة وهي ان اوباما لم يكسب غالبية البيض، في اي انتخابات حتى الآن. \r\n \r\n وسيقول لك هؤلاء الناخبون البيض، ان انتخابات هذا العام مهمة جدا وبالتالي فهم غير مستعدين لتحمل اي مخاطر مهما كانت ويقولون صراحة انه وبعد ثماني سنوات من حكم جورج بوش فإن اي اربع أو ثماني سنوات لحكم آخر جمهوري ستكون كارثة عليهم. \r\n \r\n بعض البيض من الواقعيين يقولون انهم لا يعانون من اي مشاعر عنصرية ولكنهم مع ذلك يشعرون ان اوباما ليس الرجل المناسب لشغل منصب الرئيس، ويرى هؤلاء في اوباما شخصا غير منناسب أو يرون في نفس الوقت في هيلاري كلنتون امرأة ذكية وصلبة ولديها من القدرات ما يمكنها من ان تصبح رئيسة للولايات المتحدة. يقول محلل ديمقراطي عندما انظر إلى الارقام التي نشرت أرى انه ليس امام اوباما اي فرصة للفوز. \r\n \r\n افضل طريقة لفهم ما يحصل هي القفز فوق عامل الاجيال. الواقعيون أناس اكبر سنا واكثر خبرة في المجال السياسي والعنصري اما الذين يؤيدون اوباما فهم في معظمهم من الشباب. خلال سلسلة من المقابلات التي اجريت مع طلاب احدى الجامعات الأميركية العريقة وهي جامعة ستانفورد عبر الكثير من الطلاب عن اهتمامهم بالانتخابات ولكهم لم يبدوا اي اهتمام لعوامل مثل عرق اوباما. تقول جوليا ليبيز ان الطلاب يحبون اوباما لانه وجه جديد وشخصية لافكار جديدة. هيلاري ستعمل اشياء رائعة لأميركا، ولكن الشباب اكثر استجابة لرسالة اوباما الداعية إلى توحيد الشعب الأميركي البعض يتحمس لاوباما مثل اليزابيث تيرو وهي بروفيسور في جامعة كاليفورنيا الجنوبية، ان هذا الجيل يهتم بحق بالتنوع والمساواة. \r\n \r\n الشباب في الولاياتالمتحدة يشعرون حاليا بالمرارة والانقسام وعدم الفعالية، وهي امور تسببت بها الحكومة والسياسات التي تأخذ بها. ان السبب الذي يدفع الشباب ايضا للتصويت لأوباما هو انهم ملوا الوضع الحالي ويريدون التغيير، وقد وجدوا ضالتهم في اوباما. \r\n \r\n المزايا تصب في صالح كلنتون بصورة رئيسية فالواقعيون ليسوا أناسا من المجانين قبل كل شيء، ولنفس الشيء يمكن ان يقال عن الحالمين فإذا ما كنت تسافر اليوم ضد الريح فقد يكون اتجاه الريح غدا مختلفا. هناك بالتأكيد اشياء قليلة اكثر قوة من رياح التاريخ.