نفس الاقوال صدرت لاحقا في فرنسا بحق المهاجرين البرتغاليين والبولنديين واليهود ولكن جميع هؤلاء اصبحوا جزءا لا يتجزأ من المجتمع الفرنسي. \r\n \r\n يوجد الآن في أوروبا حوالي 16 مليون مسلم وينظر اليهم الكثيرون على أنهم أناس ليس بمقدورهم الاندماج في المجتمعات الاوروبية التي يعيشون فيها. بعد خمسين عاما على وصولهم الى أوروبا لاتزال نسب البطالة عالية في صفوفهم بالاضافة الى أنهم يقيمون في مناطق منعزلة، نسبة قليلة جدا منهم أناس «أصوليون»، والمسلمون ينجبون أطفالا بنسب أعلى من تلك الموجودة لدى السكان الاوروبيين الاصليين ويتوقع أحد الكتاب من «المحافظين الجدد» في أميركا ويدعى نورمان بدهوريتس أن «المسلمين الفاشيين» سيفتحون أوروبا من داخلها لكن سلسلة المقالات التي نشرتها صحيفة فايننشيال تايمز عن المسلمين في أوروبا لم تورد أي مؤشر على صحة ما ذهب اليه نورمان. \r\n \r\n سلسلة المقالات تلك اثبتت أن كل ما يقال بحق المسلمين مبالغ فيه وبالتالي فإن بإمكان المسلمين أن يندمجوا في مجتمعاتهم الاوروبية مثلهم مثل غيرهم وما يقال اليوم بحقهم سبق أن قيل قديما بحق الايطاليين. \r\n \r\n الحق يقال إن الاداء المتوسط للمسلمين في المدارس اقل من مثيله للأوروبيين الاصليين وكذلك الامر بالنسبة لسوق العمل ويشكك كاتب أميركي يدعى ديمي وولتر لاكير بإمكانية اندماج المسلمين في مجتمعاتهم الأوروبية ويرفض مقارنتهم باليهود ومثل هذا الشيء فيه الكثير من التجني فالمهاجرون اليهود قدموا الى بلاد كانت لا تهتم في ذلك الوقت بالتعليم لمرحلة ما بعد الابتدائية مما سهل اندماجهم أما المسلمون فهم يصلون اليوم الى أوروبا المتعلمة مما قد يؤخر اندماجهم ولكنه لا يلغيه. \r\n \r\n إن معظم المهاجرين المسلمين أناس مسالمون لا يسعون الى تدمير أوروبا فعندما نظمت وزارة الخارجية الأميركية استبيانا في أوساط المسلمين الفرنسيين في عام 2005 أعرب حوالي 95% عن رأي إيجابي تجاه فرنسا، نفس هذه النتيجة ظهرت في استفتاء آخر نظم للمسلمين في هولندا. \r\n \r\n إن القول إن تكاثر المسلمين سيؤدي الى تمكينهم من فتح القارة الأوروبية من الداخل فيه الكثير من الوهم ولا تسنده الحقائق ، السيد لاكير قلق من تراجع نسبة الانجاب الأوروبية ولكن الحقيقة أن نسبة الانجاب في أوساط المسلمين تراجعت بحدة وبمعدلات اسرع بكثير من مثيلاتها الاوروبية ففي عام 1970 كان متوسط الانجاب لدى السيدة الجزائرية والمغربية هو سبعة أطفال وقد تراجعت هذه النسبة حالياً إلى أقل من ثلاثة أطفال، وتقدر وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية هذا المتوسط بالنسبة للسيدات الجزائريات والتركيات والتونسيات إلى أقل من طفلين حالياً وهي أقل من النسبة في فرنسا، ويقول ايمانويل تود المتخصص في التعداد السكاني انه كلما ارتفع المستوى التعليمي للرجل، تراجعت نسبة الانجاب في اسرته.الوضع الحالي للمسلم العادي في أوروبا يمكن تصويره على النحو التالي: رجل لديه طفلان أو ثلاثة يذهبون إلى مدارس غير دينية، وضعه المادي غير جيد، وهو نسبياً فقير، ولكنه راض بحياته، وهو في نفس الوقت غاضب على العنصرية التي تمارس تجاهه، ويشعر انه اكثر تديناً الآن مقارنة بما كان عيه قبل عشر سنوات، ومع ذلك فهو يعارض العنف ولا يعرف من يمارسونه وان كان يعرف أشخاصاً يتعاطفون معهم، اهتمامه السياسي ينصب على الشؤون الداخلية للبلد الذي يقيم فيه. \r\n \r\n يختلف المسلمون البريطانيون قليلاً في هذا الشأن كونهم يتسامحون إلى حد ما تجاه الجهاد ويهتمون بالسياسة الخارجية، وربما يكون السبب في ذلك هو مشاركة بريطانيا في حرب العراق والتعددية الثقافية البريطانية. \r\n \r\n ربما يكون هناك فقط عدة آلاف من المسلمين الأوروبيين يهتمون بالعنف ويؤيدونه، يضاف إليهم الأوروبيون الاصليون الذين اعتنقوا الإسلام وعلى أوروبا أن تلاحق مثل هؤلاء ولكن دون ان تصاب بهستيريا، فأعداد الأوروبيين الذين يموتون من التدخين أكبر بكثير من أعداد من يموت منهم بسبب «الأصولية الإسلامية». \r\n \r\n التاريخ لا يثبت أبداً أن الإسلام دين عنف وكل ما علينا هو النظر لحروب أوروبا المحلية والعالمية، وهي حروب قامت بين المسيحيين وشابها الكثير من الأعمال الوحشية، ولم يكن للإسلام علاقة بها. \r\n \r\n هناك ثلاثة اقتراحات يمكن ان تساعد المسلمين على الاندماج في مجتمعاتهم، الاقتراح الأول: إلغاء العزل القائم ضدهم في مجال الإسكان، فمن الصعب على أي مسلم ان يصبح بريطانيا أو فرنسيا، إذا لم يختلط مع السكان الاصليين.الاقتراح الثاني: تشجيع المهاجرين على تعلم اللغة الاصلية للبلاد التي يقيمون فيها. \r\n \r\n المقترح الثالث: على السلطات ألا تصاب بالذعر نتيجة لتغيير البعض لمعتقداتهم، فبإمكان الناس ان يؤمنوا بأي معتقد يريدون طالما انهم يطيعون القانون. \r\n \r\n علينا ألا ننظر للإسلام على أنه دين لا يمكن استيعابه أو هضمه، المهاجرون الجدد ينظرون إلى أنفسهم على انهم مهاجرون ولكن أبناءهم لا يتكلمون سوى لغة البلاد التي يقيمون فيها، مثلهم مثل السكان الاصليين وكل ما يطمحون اليه هو ان يعيشوا حياة طبيعية شأنهم شأن غيرهم. \r\n \r\n