\r\n العلاقات التقليدية مع العالم العربي وعلاقات معقدة تاريخيا مع اسرائيل وظاهرة الرهاب من الاسلام ومعاداة السامية والادعاءات بدور خاص في تسوية شرق اوسطية وبحث عن مكان في الساحة الدولية والهوية الوطنية وتأثير الوضع السياسي المحلي والوضع الاجتماعي-الديمغرافي على السياسة الخارجية-هل ذلك يهم فرنسا كما يهم روسيا. \r\n في مقالها\"مشاكل الهجرة في فرنسا عشية الانتخابات الرئاسية\"كتبت ارينا موخوفا استاذة العلوم السياسية الروسية ان المجتمع الفرنسي يعيد التفكير في هويته الوطنية.حيث تنطلق فرنسا من مبدأ الدولة القومية والذي في اطاره كي يكون فرنسيا فانه يجب على المواطن ان يشاطر الافكار الجمهورية بغض النظر عن أصله العرقي او دينه.على الاقل فان هذه القضية مثارة حتى الان. \r\n بشكل رسمي فان فرنسا لاتزال ملتزمة بهذا المبدأ غير ان حقائق الاشياء مختلفة.فجزء كبير من المهاجرين يحتفظون بهويتهم العرقية والدينية ولم يندمجوا في المجتمع الفرنسي.وساركوزي نفسه المنحدر من مهاجرين(يهود مجريين ويونانيين) يريد تحديد من يستطيع ان يدعي بحق العيش في فرنسا. \r\n وتذكر موخوفا انه في يونيو 2006 مرر مجلس الشيوخ الفرنسي مشروع قانون بقواعد أكثر صرامة بشأن العمال الضيوف.وتم تقديم مشروع القانون من قبل وزير الداخلية في ذلك الوقت ساركوزي.وقد وضع عددا من المتطلبات الجديدة امام المهاجرين.حيث يكون عليهم التوقيع على اتفاق مع الدولة بشان الاعتراف والجنسية ويتعين ان يكون المهاجر يجيد التحدث بالفرنسية.وحظر اضفاء الطابع الشرعي بشكل تلقائي على الاجانب بعد 10 سنوات من الإقامة على الاراضي الفرنسية.ويتم النظر في كل طلب للحصول على الجنسية على حدة وأن يلبي معايير محددة.وكان احد العناصر الحاسمة هو كيف يتم لابناء المهاجرين غير الشرعيين استيعاب الثقافة الفرنسية. \r\n وصوت المعارضون السياسيون لساركوزي ضد مشروع القانون لانه ينتهك حقوق المهاجرين ويمكن ان يصعد الاتجاهات التي تزيد من رهاب الاجانب في فرنسا.ودافعوا عن انفاق اكبر وطني واوروبي على صيانة مراكز الدعم والتكيف للمهاجرين واصروا على استعادة الحق بالطابع الشرعي بعد 10 سنوات من الإقامة غير المشروعة في فرنسا. \r\n على أي حال فإن الجهود الفرنسية لحل مشكلة الهجرة هي في مصلحة روسيا التي تواجه تدفق يتزايد بشكل مطرد من المهاجرين.وليس لدى الحكومة الروسية سياسة بشأن اندماجها.حيث كان يبدو ذلك غير ضروري لأن الكم الهائل من الأشخاص الذين كانوا يفدون إلى روسيا كانوا يأتون من نفس البيئة السوفيتية مثلهم في ذلك مثل الروس.لكن 15سنة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي كانت كافية لتدمير ما كان مشتركا بين مواطنيه بما في ذلك اللغة الروسية.وليس نادرا ان يكون ابناء المهاجرين لايتكلمون الروسية واذا تكلموها فانه يكونوا اميين ويجدون من الصعوبة الالتحاق بالمدرسة.غير ان هذه ليست سوى حبة في كومة قش. \r\n فالجنسية تمثل مشكلة ملحة بالنسبة لروسياوفرنسا وكذلك الحال بالنسبة لبقية دول اوروبا.فكيف يتم اندماج الوافدين الجدد في المجتمع؟وهل هم السبب الوحيد في تفاقم مشكلة الهوية؟ \r\n علينا ألا ننسى ان قضية الهجرة وثيقة الصلة ليس فقط بالامن الداخلي بل بالسياسة الخارجية ايضا. \r\n يصنف بعض الفرنسيين ووسائل إعلام اخرى ساركوزي بانه مصاب بالرهاب من الاسلام في اتجاهه نحو المهاجرين ورفض قبول فكرة انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي.ومن المصادفة ان المشكلة التركية تتفاعل مع قضية الهجرة.حيث انها ترتبط بنفس قضية الهوية وان كان على المستوى الاوروبي وليس على المستوى الفرنسي فقط وكذلك بنفس قضية الاندماج. \r\n عدد من البلدان الاسلامية قلقة من صورة ساركوزي المصاب بالسعار من الإسلام وينظرون بشكل كبير إلى جذوره اليهودية وصداقته مع إسرائيل. وكثيرون يخشون من إعادة تقارب بين باريس وواشنطن وانعكاس ذلك على الوضع في الشرق الاوسط. بيد ان التحالف الأميركي- الفرنسي وجد في ظل حكم جاك شيراك.وعارضت باريس الحرب في العراق وكانت أكثر تحفظا بشان القضية الايرانية لكنها متوافقة مع واشنطن بشان لبنان وسورية. \r\n انطلقت فرنسا شيراك من مصالحها الوطنية ولاتوجد اي مبررات للاعتقاد بان الرئيس الجديد سوف يتخلى عن ذلك. \r\n مع ذلك فان ساركوزي يواجه لغزا وهو كيف يوحد الفرنسيين ويتجنب تحديات الاندماج الاوروبي ويحافظ على التوازن بين العالم الاسلامي واسرائيل وياخذ بعين الاعتبار مصالح الجاليات الاسلامية واليهودية؟ \r\n \r\n ماريانا بيلينكايا \r\n معلقة سياسية في وكالة الانباء الروسية.خدمة ام سي تي خاص ب(الوطن). \r\n