فبعد جلسة عقداها في منزل اولمرت, ودامت قرابة ثلاث ساعات, لم يعلن اي منهما عن اي اختراق جديد. وقد جرت المباحثات بينهما مقتصرة عليهما معظم الوقت. \r\n \r\n وقال متحدثون باسمهما, ان الزعيمين تناولا الخلافات الاساسية التي تقف في طريق الاتفاق الذي سيؤدي الى قيام دولة فلسطينية, وتتضمن الحدود النهائية, ووضع القدس, ومصير اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا من ديارهم التي اصبحت اسرائيل حاليا. وكان الزعيمان قد بحثا هذه القضايا التي تعتبر جوهرية في لقاء جمعهما قبل ثلاثة اسابيع في مدينة اريحا بالضفة الغربية. \r\n \r\n فقال صائب عريقات, احد مساعدي عباس, في وصفه للمباحثات الاخيرة, انها مباحثات جادة, لكن الزعيمين لم يتطرقا الى التفاصيل, ولم يصلا الى درجة وضع تبادل الاراء بشكل مكتوب على الورق. وابلغ عريقات الصحافيين في مدينة رام الله بالضفة الغربية, قائلا: »انني اقلل من اهمية هذه المباحثات, لكنني في الوقت ذاته لا احاول اثارة المزيد من التكهنات«. \r\n \r\n وقال مارك ريجي, الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية, »ان الغاية المرسومة تقضي احراز اكبر قدر ممكن من الانجاز »قبل انعقاد المؤتمر. مضيفا »لدينا الاحساس بأننا نسير في الاتجاه الصحيح, ونحقق تقدما جيدا فيه«. \r\n \r\n وفي شهر تموز الماضي, صرح الرئيس بوش بان ادارته ستجمع الزعماء الاسرائيليين والفلسطينيين والعرب معا لاحياء عملية السلام التي تقود الى اقامة دولة فلسطينية-ولم يعلن في حينه عن مكان هذا الاجتماع وموعده, ومن سيشارك فيه, غير ان مسؤولين اسرائيليين قالوا انهم فهموا انه سيعقد في واشنطن في شهر تشرين الثاني. \r\n \r\n لقد ادى التغير الذي حصل في المشهد السياسي الفلسطيني, منذ ان تحكمت حركة حماس الاسلامية, وبالعنف, على قطاع غزة, في شهر حزيران الماضي, الى ذيوع حديث كثير عن انبلاج فرص جديدة لتحقيق سلام بين اسرائيل وعباس, الذي يعتبر معتدلا نسبيا, وانحصرت سلطته عمليا حاليا على الضفة الغربية. \r\n \r\n وفي الاشهر الاخيرة, واصلت ادارة الرئيس بوش, التي واجهت الانتقاد منذ وقت طويل, على تقصيرها في التوصل الى سلام بين اسرائيل والفلسطينيين, ضغطها على الطرفين لعقد مباحثات بينهما. ومنذ ان اقصت حماس حركة فتح التي يرأسها عباس, عن غزة, ابدت ادارة بوش رغبة خاصة لتدعيم سلطة عباس وحكومته الفلسطينية في الضفة الغربية, ورئيس الحكومة سلام فياض المحبوب في الغرب. \r\n \r\n ان من شأن التوصل الى اتفاق فلسطيني-اسرائيلي على اطار عام لعقد اتفاق سلام مستقبلا, تشجيع دول عربية رئيسية, مثل العربية السعودية-الحليف القوي للولايات المتحدة ولا تقيم علاقات دبلوماسية مع اسرائيل-على المشاركة في المؤتمر. كما انه يشكل دفعة قوية للدبلوماسية الاقليمية للادارة الامريكية الغارقة في مستنقع الحرب على العراق. \r\n \r\n ومع ذلك, ما يزال غير واضح ان كانت اسرائيل والفلسطينيون يستطيعون التوصل بسرعة الى اتفاق جوهري وتفصيلي على نحو كاف بحيث يرضي السعوديين وغيرهم من المتشككين. اما قادة حماس فقالوا ان هذه المباحثات ستمنى بالفشل. \r\n \r\n لم تعقد اية مفاوضات سلام منذ عام ,2001 فقد رفض رئيس الحكومة السابق اريئيل شارون, كما رفض مؤخرا ايهود اولمرت, البحث في قضايا »التجاوب-القطيعة« مع الفلسطينيين, وراحوا يتماحكون بدلا من ذلك على شؤون دنيا, مثل ازالة نقاط التفتيش واطلاق سراح السجناء الفلسطينيين. \r\n \r\n في اشارة محتملة عن تكثيف المباحثات, ذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان بعض المقترحات قد طفت على السطح من الجانب الاسرائيلي, بما فيها مساحات من الاراضي, وتقاسم القدس, وبعض الحلول الممكنة لقضية اللاجئين. \r\n \r\n هناك للطرفين اجندتان متناقضتان. فالزعماء الفلسطينيون يريدون اجراء مفاوضات تفصيلية بشأن عناصر اتفاقية السلام, بينما تبدو اسرائيل الان انها تحبذ اجراء مباحثات محدودة على الخوض في المبادىء العامة لتسوية في المستقبل. \r\n \r\n ان اولمرت وعباس ضعيفان سياسيا, الامر الذي يزيد من تعقيد امر تقديم تنازلات في القضايا الاكثر تفجرا واستثارة, وفي الوقت ذاته, فان ظهور بعض التقدم على جبهة السلام قد ينفخ نفحة حياة جديدة لهما, كما يرى محللون. فعلى سبيل المثال, ان من شأن بروز علامات تقدم في عملية سلام مستجدة ان يساعد اولمرت على الاحتماء من الاسقاطات المتوقعة من نتائج عمل لجنة قامت بالتحقيق في حرب اسرائيل مع حزب الله العام الماضي في لبنان. ومن المقرر لهذه اللجنة المعروفة باسم »لجنة فينوغراد«, ان تقدم تقريرها خلال الاسابيع المقبلة. وقد تؤدي العواقب الصعبة والقاسية, لقيادة اولمرت وقت الحرب, الى الدعوة الى استقالته, وعلى نحو اكثر شراسة حتى من تلك المطالبة التي اثارها التقرير المؤقت للجنة اوائل هذا العام. \r\n \r\n وعباس مسؤول, من جانبه, عن جزء فقط لما سيصبح دولة فلسطينية, وفي وضع مهزوز تماما. وبالتالي, فان من شأن التوصل الى اتفاق, ذي مصداقية, على خطوط عامة لسلام نهائي مع اسرائيل, ان يصلب موقفه, ويشحذ همة »فتح« المحاصرة, ومع هذا يحذر مسؤولون اسرائيليون من احتمال ان تسعى حماس الى احباط المحاولات المستجدة للسلام, بشن موجة جديدة من الهجمات على اسرائيل, واستشهد هؤلاء المسؤولون بحادثة وقعت قبل يوم واحد من عقد اجتماع بين عباس واولمرت كدليل على تحسن روح التعاون بينهما, ويذكر في هذا المجال ان قوى الامن الفلسطينية انقذت ضابطا اسرائيليا من هجوم متوقع عليه, بعد دخوله مدينة جنين بطريق الخطأ. ورافقته الشرطة الفلسطينية بعيدا عن حشد من الناس تجمعوا حوله, بغاية ايذائه. لكنه عاد سليما. \r\n