استعدادا لمؤتمرالسلام الدولى، وفى اطارالمشاورات المتواصلة لاحياء عملية السلام واقامة الدولة الفلسطينية ،جاء لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس في القدسالغربية اليوم الاربعاء الموافق 3 أكتوبربحضور وفدي المفاوضات من الجانبين. وتركزت المباحثات على محاولة لصياغة تصور ل"إعلان مشترك" حول القضايا الرئيسية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لتقديمه في ختام مؤتمر السلام الذي دعا إليه الرئيس الأميريكي في الخريف المقبل،و الذي يتوقع أن يحضره ممثلون عن ست وثلاثين دولة، ويعقد في ولاية ميريلاند الأمريكية. واتفق الطرفان على بدء المفاوضات الرسمية بشأن اقامة الدولة الفلسطينية بعد المؤتمر المرتقب ، وقد صرح ديفيد بيكر المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية بأن المناقشات التي جرت بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الفلسطيني "هيأت جوا من الايجابية تمهيدا للمؤتمر الدولي المزمع". واضاف بيكرأن الزعيمين اتفقا على ان تبدأ فرق تفاوضية مختصة بوضع مسودات اتفاقات عملها الاسبوع المقبل، ومن المقررأن يجتمع اولمرت وعباس مرتين في الشهر. لكن ما زالت هناك خلافات واسعة بين الجانبين حيث يسعى الجانب الفلسطيني الى تحديد جدول زمني لبدء مفاوضات قضايا الوضع النهائي ومنها قضية الحدود ووضع مدينة القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين بينما يتجنب الإسرائيليون حتى الآن التطرق لأي مواعيد نهائية حيث رفض اولمرت دعوة عباس لوضع جدول زمنى لحل قضايا الوضع النهائى ، حيث يتعرض اولمرت لضغوط من الحكومة لكى لا يقدم تنازلات بشأن القضايا الحساسة ، ويسعى الى بيان مشترك يصلح وثيقة اساسية تنطلق منها محادثات مؤتمر الشرق الاوسط . وقد انتقدت الحكومة الفلسطينية المقالة بقطاع غزة نتائج اللقاء معربة فى بيان صحفى عن قلقها وارتيابها ازاء الخطوات المتسارعة فى اللقاءات بين المسئولين الفلسطينيين والاسرائيليين للتوصل الى اتفاق نهائى . كما اعتبرت حركة الجهاد الاسلامى مثل هذه اللقاءات الدورية غير مجدية ودعت الى فتح باب التحاور من أجل تثبيت دعائم الوحدة الفلسطينية . ولم يتضح بعد إلى أى مدى أولمرت مستعد لبحث قضايا الوضع النهائى مع رئيس فلسطينى- يرى المحللون- أن سلطته صارت محدودة لأنه يسيطر على الضفة الغربية فقط ، خاصة وأن رئيس الوزراء الاسرائيلى أولمرت أصبح أيضا -فى رأى بعض المحللين- ضعيفاً سياسياً منذ الحرب فى لبنان العام الماضى مما أثار شكوكاً بين الإسرائيليين والفلسطينيين بشأن قدرته على تنفيذ وعوده بشأن السلام . وأشارت صحيفة هااّرتس إلى أن أولمرت يطلب أيضاً أن يتضمن الإعلان إشارة إلى وثيقتين سابقتين وهما خطاب بوش إلى رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق أرئيل شارون فى الرابع عشر من شهر أبريل عام 2004 حول الحدود بين إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية، وخريطة الطريق الخاصة بتسوية للصراع الإسرائيلى الفلسطينى . وأوضحت الصحيفة أن عباس ومؤيديه فى القيادة الفلسطينية يخشون من تبنى الولاياتالمتحدة لموقف إسرائيل بشأن موضوع الإعلان وأنهم سوف يفضلون بياناً عاماً فيما يطالب الفلسطينيون بوثيقة مفصلة تتضمن إشارات واضحة لكافة " الموضوعات الجوهرية " الخاصة بتسوية دائمة وهى الحدود والقدس واللاجئين ويرغبون فى رؤية جدول زمنى واضح . وذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية ان المقربين من اولمرت يعتبرون ان المفاوضات حول صياغة مثل هذه الوثيقة ستستغرق بضعة اسابيع، ومن المقررأن يحيل اولمرت بعد ذلك الوثيقة الى الحكومة واذا كان ذلك ضروريا الى البرلمان فى نهاية اكتوبر. كما أعلن صائب عريقات كبيرالمفاوضين الفلسطينيين ان المؤتمر الدولى سيكون بداية لمفاوضات الوضع النهائى التى انهارت اوائل 2001 من أجل الوصول لمعاهدة سلام شاملة. بينما يعترف المسئولون الفلسطينيون بصعوبة التوصل إلى وثيقة تتضمن جداول زمنية محددة لتطبيق حل قضايا الوضع النهائى .. وقال قريع : هل ممكن التوصل إلى وثيقة قبل منتصف نوفمبر .. هذا ليس سهلاً .. سنرى ، وأضاف .. نحن لا نبدأ من الصفر، هناك أسس متضمنة فى مفاوضات كامب ديفيد وطابا وستوكهولم ، وغيرها" ويعد هذا اللقاء سادس اجتماع قمة بين الزعيمين خلال الأشهر القليلة الماضية رغم ما تواجهه سلسلة محادثات عباس وأولمرت التي تكثفت منذ سيطرة حركة (حماس) على غزة منذ يونيو الماضى، من صعوبات بسبب تباين الموقفين الفلسطيني والإسرائيلي حول حلول قضايا اللاجئين والمستوطنات والحدود والسيادة. وقد سبق لقاء أولمرت وعباس إشارة تصالحية بإفراج إسرائيل عن عدد من أسرى حركة فتح لديها..فقد أفرجت إسرائيل يوم الثلاثاء عن 29 معتقلا سياسيا، بعد تأخير ليوم واحد ،ونحو 90 سجينا فلسطينيا،ولا تزال إسرائيل تحتفظ بأكثر من 10 آلاف سجين فلسطيني بينهم مئات وضعوا رهن الاعتقال الإداري. وفى هذا السياق ، ذكرت صحيفة " فلسطين " المقربة من حركة حماس نقلاً عن مصادر فلسطينية مطلعة تأكيدها إن إحدى العواصم العربية ذات الصلة تشهد حراكاً سياسياً بشأن الأزمة الفلسطينية الداخلية وبإمكانها جمع حركتى فتح وحماس على طاولة الحوار للخروج من الأزمة الراهنة، وأعلنت المصادر أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس وافق على اللقاء مع حركة حماس من خلال وفد مكلف من قبله ترأسه شخصية سياسية كبيرة فى حركة فتح، تولت العديد من المناصب فى الحكومات السابقة . وأشارت المصادر إلى أن حركة حماس وافقت على المشاركة فى هذا اللقاء، وأنها شكلت وفداً على مستوى قيادى عال، وأن الترتيبات تجرى على قدم وساق ليكون اللقاء قريباً ليتم خلاله وضع جدول أعمال للحوار بين الحركتين وصولا الى دولة مستقرة ، ومن المتوقع أن يكون بعد عيد الفطرالمبارك. وقد وصف مراقبون هذه الخطوة بأنها تأتى فى الاتجاه الصحيح فى سياق استدراك خطورة حالة الإنقسام الداخلى وتأثيرها على مصالح الشعب الفلسطينى، وأوضحوا أن استجابة حركة فتح للقاء بقيادة حماس تستهدف وضع جدول للحوارالمتبادل . ومن المنتظر أن تزور وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس المنطقة خلال أسبوعين لتقييم إيقاع الاستعدادات للمؤتمر،ويعتبرهذا المؤتمرالمتوقع أن يعقد فى مدينة أنابوليس الامريكية جزءً من جهود ترعاها الولاياتالمتحدة لدعم الرئيس الفلسطينى عباس وحكومته فى الضفة الغربية وعزل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التى سيطرت على قطاع غزة. وقد أعلن نبيل عمرو مستشار الرئيس الفلسطينى– الذى يزور مصر حالياً – إن لقاءه مع المسئولين المصريين فى وقت لاحق اليوم " الأربعاء " يتضمن تبادل الآراء بشأن تطورات الأوضاع فى الاراضى المحتلة و التمهيد لمؤتمر السلام الدولى وذلك بالتزامن مع بدء جولة جديدة من المفاوضات مع الجانب الإسرائيلى بلقاء الرئيس أبو مازن ورئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت يليه لقاء وفدى التفاوض الإسرائيلى والفلسطينى، وأضاف عمرو أن هذه المفاوضات تأتى فى محاولة للتوصل إلى صياغة محددة لنقاط الاتفاق قبل انتهاء مؤتمر السلام الذى دعت إليه واشنطن . وأشار"عمرو" إلى أن هناك تباينات فى وجهات النظر والمواقف، وتقييم أبعاد مؤتمر السلام القادم، وأنه من هذا الوقت وحتى موعد المؤتمر المرتقب سنحاول التوصل إلى تفهمات مع الجانب الإسرائيلى. وتعقيبا على دور مصر فى دفع مفاوضات السلام ، قال مستشار الرئيس الفلسطينى :" إننا دائماً نشيد بالدعم المصرى للقضية الفلسطينية والالتزام بالحقوق الوطنية الفلسطينية ونحن من جانبنا نحرص على التنسيق التفصيلى بيننا وبين مصر واضعين فى الاعتبار تجربة مصر الرائدة وخبرتها الكبيرة فى مجال العمل التفاوضى مع إسرائيل وغيرها " . وفى غضون ذلك ، تواصلت الممارسات الاسرائيلية العدوانية بالاراضى المحتلة حيث استشهدأكثرمن ثلاثة فلسطينيين اليوم الاربعاء في قطاع غزة في الصراع مع قوات الاحتلال فيما تبادلت حماس والحكومة الفلسطينية المقالة من جهة وحركة التحرير الفلسطيني (فتح) من جهة أخرى الاتهامات حول انفجار سيارة أمس الثلاثاء أودى بحياة ثلاثة ناشطين من كتائب شهداء الأقصى ومدني فلسطيني. وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية قد شنت غارة على مدينة رفح جنوب قطاع غزة بعد منتصف الليلة الماضية، مما أدى إلى استشهاد فلسطيني وإصابة آخر بجراح خطيرة. 3/10/2007