يضيع رجال السياسة في متاهة الفضاء الالكتروني وهم يناضلون من أجل الوصول الى جيل جديد من الناخبين البارعين في امور التكنولوجيا من خلال المدونات ومواقع الشبكات الاجتماعية وتبادل ملفات الفيديو. \r\n \r\n \r\n ففي الولاياتالمتحدة استخدمت هيلاري كلينتون وباراك اوباما موقعيهما على الانترنت لبدء حملتهما لانتخابات الرئاسة لعام 2008. \r\n \r\n \r\n وفي فرنسا اشتبك انصار المرشحين الرئيسيين لمنصب الرئيس بشأن القضايا السياسية في لعبة الكمبيوتر (الحياة الثانية) وهي عالم افتراضي يدخله أكثر من مليوني مستخدم. وفي يناير/كانون الثاني احتلت مشاحنة صورت خنازير افتراضية تنفجر الصفحة الاولى لاحدى الصحف. \r\n \r\n \r\n وفي ارجاء العالم نشر المرشحون السياسيون لمحات عن حياتهم الشخصية على مواقع الكترونية اجتماعية وبلغ بهم الامر الى درجة فتح مكاتب في (الحياة الثانية). \r\n \r\n \r\n ولكن هناك شعورا بان الامر غالبا ما يسير في اتجاه واحد: \"منهم\" و\"الينا\". ويقول محللون ان السياسيين بحاجة الى توسيع طموحاتهم على الانترنت لتكون أكثر تفاعلية وجذبا للمستخدمين. \r\n \r\n \r\n وتقول البروفسور هيلين مارغيتس مديرة الابحاث في مؤسسة اكسفورد للانترنت التابعة لجامعة اوكسفورد ان \"الحكومات كانت بطيئة للغاية في القيام بهذا\". \r\n \r\n \r\n \"اذا ما نظرنا الى الحكومات في ارجاء العالم سنجد ان هناك استخداما محدودا جدا لتطبيقات الانترنت الحديثة التي تتيح مزيدا من التعاون والاتصال بين المستخدمين وفرصا قليلة للمواطنين لتقديم محتوى\". \r\n \r\n \r\n وللوصول الى جمهور الناخبين المتخم برسائل من وسائل الاعلام الجديدة والقديمة يتعين على السياسيين استخدام الصحف الالكترونية والمدونات ومواقع مثل فيس بوك وماي سبيس بصورة اكثر. كما يحتاجون الى الدخول الى مواقع تبادل ملفات الفيديو والمنتديات التي يمكن فيها مناقشة الافكار والسياسات على شبكة المعلومات. \r\n \r\n \r\n وقالت مارغيتس \"لم يكونوا (الساسة) مبتكرين\" وأضافت ان السياسات ذات الطابع القديم المعتمدة على طرق الابواب لتجنيد الاعضاء ونشر الدعاية لم تعد صالحة. \r\n \r\n \r\n \"انهم يميلون الى العودة الى فكرة انهم سيحصلون على الكثير من الاعضاء مرة اخرى وان الناس سيجوبون الشوارع ويقنعون غيرهم. اظن ان هذه الايام ولت\". \r\n \r\n \r\n واذا لم يقد السياسيون الطريق فإن الاخرين سوف يفعلون. \r\n \r\n \r\n وكان الخلاف الذي دب هذا الشهر حول قيام رئيس البنك الدولي بول ولفويتز بترقية وزيادة مرتب صديقته قد أدى الى انعاش موقع \"دبليو دبليو دبليو دوت وورلد بانك بريزيدنت دوت اورغ\" للحديث عن تكهنات بشأن خليفة محتمل له برغم ان ولفويتز لم يقدم استقالته بالفعل. \r\n \r\n \r\n وهذا الشهر ظهر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في موقع يو تيوب لشن حملة حزب العمال الحاكم \"الرؤية العمالية\" ليتيح للوزراء التحدث مباشرة الى الناخبين. \r\n \r\n \r\n ورحب بذلك كثيرون باعتباره محاولة شجاعة لايجاد سبيل جديد للاعلان عن سياسات الحكومة ومناقشتها. ولكن منتقدين سخروا من المحاولة باعتبارها \"عملا رخيصا\" للفت الانتباه وسط اغاني البوب المصورة والكلاب الراقصة والعاب الكمبيوتر. \r\n \r\n \r\n وتساءل احد مستخدمي يو تيوب \"هل يظن حقا ان الحديث الى الاولاد بهذه الصورة سيأتي باي شيء اكثر مما ستأتي به محاولة أب أن يكون لطيفا في حفل للمراهقين؟\". وقال اخر \"رائع. الان يمكنني التندر على حزب العمال بصورة اكثر فورية\". \r\n \r\n \r\n وشاهد اكثر من 17000 رسالة بلير وهو رقم يقل 87000 عمن شاهدوا فيلما لخليفته المفترض وزير المالية غوردون براون وهو يفرك أنفه خلال خطاب لبلير امام البرلمان. \r\n \r\n \r\n وقال روس فيرغسون مدير الديمقراطية الالكترونية في جمعية هانسارد التي تروج للديمقراطية انه برغم المشكلات المصاحبة لمرحلة النشوء فان اجهزة التلفزيون الرقمية والهواتف المحمولة والانترنت \"ستضخ الدماء في عروق\" السياسة. \r\n \r\n \r\n واضاف \"ما من سبب يجعل السياسيين والبرلمانات والحكومات تقاوم التكنولوجيا. انها ستتيح لهم اتصالات افضل وستجعلهم اكثر مسؤولية وتجعل العملية اكثر شفافية. \r\n \r\n \r\n \"ربما نبدأ في رؤية اقبال متزايد على التصويت في الانتخابات\". \r\n \r\n \r\n ويتفق نشطاء الانترنت مع هذا الرأي. فهم يتحدثون عن حقبة جديدة من قوة الجماهير التي منحت الناخبين الذين كانوا لا يبالون يوما ما الوسيلة والارادة للحديث مع ممثليهم المنتخبين. \r\n \r\n \r\n واشاروا الى التوقيعات غير المسبوقة التي بلغ عددها 1.8 مليون توقيع على التماس نشر على موقع بلير يطالب بنهاية لرسوم الطرق المقررة. \r\n \r\n \r\n وقال بيتر روبرتس من وسط انجلترا الذي اثار التماسه بشأن ضرائب الطرق جدلا حادا \"الانترنت ايقظت الناس. سيكون هناك تغيير هائل في السياسات خلال 10 الى 15 عاما\". \r\n \r\n \r\n واعتبر المنتقدون الحديث عن عهد سياسي جديد مجرد طنطنة. ويمكن لممارسة الضغط السياسي عبر الانترنت ان تضعف الديمقراطية من خلال توفير منبر لجماعات الضغط ذات المصالح المتقلبة والضيقة. \r\n \r\n \r\n ويرى الدكتور توني رايت عضو البرلمان ورئيس لجنة الادارة العامة البريطانية ان الديمقراطية الحقيقية تتطلب النقاش والوصول لتسوية والثقة في الاشخاص الذين انتخبوا لاتخاذ قرارات صعبة. \r\n \r\n \r\n وقال \"مجرد الضغط على زر لتقول انك ضد شيء ما لا يبدو لي تعبيرا عظيما عن المشاركة الديمقراطية\". \r\n \r\n \r\n ويرى اخرون ان هناك حاجة دوما الى نشاط \"في العالم الواقعي\" لاحداث التغيير. \r\n \r\n \r\n وكتب الاكاديمي الاسترالي اليسون اور في وقت سابق هذا العام \"المحتوي الذي يشارك فيه المستخدمون يشيع الوهم عن مواطنين لهم نفوذ لكن على ارض الواقع ليس لدينا سوى نفس الاختيارات\".