إن وجود القوات الاجنبية يعطي الشرعية للمقاومة، قبل أيام وزعت وكالة الأنباء الفرنسية صورة تؤكد لماذا سيحكم على «التصعيد» بالفشل ولن يحقق اي أهداف وأن أي نجاح سيكون مؤقتا وسيحكم في النهاية على المشروع الاميركي بالفشل. \r\n \r\n في الصورة نرى أربعة جنود أميركيين مدججين بالسلاح يقفون في غرفة معيشة بغدادية في وسط الغرفة سجادة تجلس عليها امرأة عراقية مغمى عليها الرجل الذي يمسك بها هو ابنها وهو حافي القدمين ويبدو أن عملية التفتيش التي طالت منزله جاءت فجأة ودون مقدمات. \r\n \r\n تحدث جوشوا بارتلو من صحيفة «واشنطن بوست» عن المحاولات التي يبذلها الجنود الأميركيون ليتصرفوا بصورة معقولة مع العراقيين. \r\n \r\n يقول المراسل خلال ست ساعات من القيام بدورية راجلة عمل الاميركيون على توزيع الصحف العراقية والعلكة على المارة العراقيين. \r\n \r\n هذا الشيء وجدنا نقيضه عندما تم تفتيش بعض المنازل حيث سحب السلاح وجهز لإطلاق النار عندما فتشت غرف النوم وطلبت بطاقات الهوية الشخصية. \r\n \r\n عندما يتحدث الرئيس بوش ومؤيدوه عن استعادة النظام والقانون في بغداد فإنهم يقللون من حقيقة أن وجود الجنود الأميركيين هو الذي يعطي الدافع للمقاومة وبالتالي خلق الظروف الفوضوية التي تمكن المجرمين وقطاع الطرق من العمل قد يحاول الجنود الأميركيون القيام بمهمتهم بصورة أكثر إنسانية ولكن طبيعة العمل الذي يقومون به مع ما يصاحبه من وحشية يعطي نتائج عكسية. \r\n \r\n القوات المحتلة في العادة عندما تسيطر على بلد فإنها تحاول الاحتفاظ بتركيبة السلطة القائمة فيه كما فعل البريطانيون في العراق خلال حكمهم له أو يحاولون قلب الوضع القائم والاتيان بنظام جديد كما فعل الاميركيون من خلال استبدال السنة بالشيعة بالنسبة للولايات المتحدة فمن الواضح أنها لا تحب الطريقة التي تسير بها الأمور في العراق وبالتالي قررت أن تحارب كلا من المقاومين السنة والميليشيات الشيعية مما سيجعلها طرفا في الحرب الأهلية. \r\n \r\n العراقيون الى من ينحازون للجانب الأميركي أو يعملون معه على أنهم خونة وكلما طال بقاء القوات الاميركية في العراق ازدادت اعداد العراقيين الذين ينظرون اليها على أنها قوات غزو. \r\n \r\n إن حل مشاكل العراق لن يكون بوجود القوات الاجنبية على ترابة والقول إن القوات الاميركية تعمل على خلق الاستقرار في العراق لم يعد ينطلي على أحد. \r\n