\r\n والواقع أن ثمة سباقين جاريان. فداخل الحزب \"الجمهوري\"، هناك سكوت مطبق على موضوع القوات الأميركية في العراق بسبب الواجب الحزبي القاضي بمؤازرة الرئيس جورج بوش والوقوف إلى جانبه في هذه الأوقات العصيبة، التي أعلن فيها حتى أقرب أصدقائه، رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، بشكل غير متوقع، عن سحب 1600 جندي من قوات بلاده من العراق. \r\n \r\n وفي غضون ذلك، تشير استطلاعات الرأي المختلفة إلى تدني معدلات التأييد الشعبي للرئيس الأميركي؛ حيث كشف استطلاع للرأي أجرته صحيفة \"يو إيس إي توداي\" عن انخفاض شعبية الرئيس بوش إلى 37 في المئة. كما كشف استطلاع آخر للرأي أجرته صحيفة \"واشنطن بوست\" أن 53 في المئة من الأميركيين يفضلون تحديد جدول زمني لسحب القوات من العراق. \r\n \r\n أما بالنسبة للحزب \"الديمقراطي\"، ولاسيما المرشحين الرئاسيين، فإن المشكلة هي ذات شقين: كيفية تبرير عمليات التصويت السابقة، وكيفية التصويت اليوم. ويبدو أن سيناتورة نيويورك هيلاري رودهام كلينتون، التي صوتت للترخيص لاستعمال القوة في أكتوبر 2002، لم تبرر تصويتها على نحو يشفي غليل بعض \"الديمقراطيين\"، وهو ما كان من نتائجه تحول بعض من كبار المانحين لدعم سيناتور إيلينوي، \"باراك أوباما\"، الذي لم يكن عضواً في الكونجرس في 2002. \r\n \r\n وبالنسبة للطامحين إلى الوصول للبيت الأبيض، فإن المشكلة الكبرى تكمن في حمل الرئيس على سحب القوات أو، في حال تعذر ذلك، كيفية استغلال التصور الشعبي المتمثل في أن الرئيس يعمد إلى إطالة وتمديد هذه الحرب الدموية. غير أن جهود مناقشة الموضوع تعثرت إلى غاية عطلة نهاية الأسبوع الماضي بالنظر لسعي بعض \"الجمهوريين\" إلى تعطيل وعرقلة ذلك. يُذكر هنا أن المرشحين الرئاسيين \"جون إدواردز\"، والسيناتور \"أوباما\"، والسيناتورة هيلاري، لديهم جميعاً مخططات تدعو لإعادة نشر للقوات بشروط وعلى مراحل. \r\n \r\n ومن بين التكتيكات التي يبحثها بعض \"الديمقراطيين\" حالياً كبح أو تقييد تمويل الزيادة في عديد القوات الأميركية بالعراق. إلا أنه من المرجح ألا يصمد ذلك أمام مساعي بعض المشرعين الذين يلجأون إلى \"الفيتو\" وتكتيك التعطيل. والحال أن \"الديمقراطيين\" يأملون في أن يؤدي ذلك إلى ظهور بعض العناوين التي تُصور \"الجمهوريين\" على أنهم حزب حرب. \r\n \r\n دانيال شور \r\n \r\n محلل سياسي أميركي \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"كريستيان ساينس مونيتور\" \r\n \r\n