ويقول بلير انه يتوجب على الغرب ان يتولى عباس ويدعم دعوته لتنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة لأن الغرب من وجهة نظره يمكن ان يتعامل فقط مع اولئك المستعدين للاعتراف بحق اسرائيل في الوجود. \r\n \r\n عباس اليوم مجرد شخص ضعيف يمتلك القليل من السلطة لتنفيذ مراسيمه او فرض ارادته. فبعد مرور عامين على انتخابه رئيسا للسلطة خلفا لياسر عرفات اتفق معظم الفلسطينيين على انه فشل في تحقيق اي اصلاحات حقيقية سواء في حركة فتح او في السلطة الفلسطينية نفسها كما انه فشل في تحقيق اي تحسن على حياة الفلسطينيين في الوقت الذي يستمر في عرض خدماته على الاسرائيليين والاميركيين. \r\n \r\n قد يكون الوضع اصبح متأخرا لعباس ولفتح لتحسين وضعيهما حتى مع كل الدعم المقدم لهما من الغرب. \r\n \r\n وقبل ايام وقف عباس في المكان المخصص لبناء مسجد ونصب تذكاري لعرفات ليعلن عن اجراء انتخابات مبكرة ومن الواضح انه لن يكون قادرا على تنظيمها. \r\n \r\n استند عباس في قراره إلى مبادىء دستورية مهزوزة ومن الواضح انه لا يملك الحق القانوني لحل البرلمان فوق ذلك يفتقر عباس للسلطة والنفوذ الحقيقيين لتنفيذ ما يصدر في مراسيم. \r\n \r\n ذكرت حماس انها ستقاطع تلك الانتخابات البرلمانية وستعمل على تشويشها معتبرة اياها محاولة انقلابية ضدها مقاطعة حماس لأي انتخابات ستجعل من اي انتخابات تجرى مجرد انتخابات فارغة لا معنى لها. \r\n \r\n في المقابل نجد ان حماس قد ترحب باستقالة عباس التي تعني اجراء انتخابات رئاسية مبكرة مما سيعطي الحركة الاسلامية الفرصة لحشد نفوذها وبالتالي السيطرة بالكامل على السلطة الفلسطينية. \r\n \r\n يقول خالد دوزدار المحلل السياسي الفلسطيني لقد اعلن عباس عن اجراء انتخابات مبكرة نحن نعرف جميعا ان تنفيذ ذلك لن يكون سهلا ويقول دوزدار ان عباس لم يعلن حالة الطوارىء في الاراضي الفلسطينية لأنه يدرك جيدا انه ليس بوسعه تطبيها. لقد اصبح الوقت الآن متأخرا جدا لاتخاذ اي عمل ضد حماس ولكن يبدو ان عباس لا يدرك ذلك وربما تشكل دعوة عباس للانتخابات نوعا من الضغوط على حماس لاجراء مفاوضات حول تشكيل حكومة وحدة وطنية. \r\n \r\n الفلسطينيون يدركون جيدا مدى خطورة اندلاع حرب اهلية لأن المستفيد الاول من اي حرب هو الاحتلال نفسه ويأمل الشعب الفلسطيني رغم اوضاعه الصعبة في ان تتوصل فتح وحماس الى اتفاق سياسي يمكنهما من تشكيل الحكومة الموعودة على اساس وثيقة المصالحة بما يمكن من تحسين حياة الناس وتحسن الاوضاع الامنية. \r\n \r\n يقول معين رباني احد المحللين العاملين في «جماعة الازمة الدولية» وهي جماعة بحوث مستقلة، أن دعم فصيل فلسطيني ضد آخر لن يؤدي الى اي نتيجة وان الطريقة المثلى هي تشجيع الفلسطينيين على التوصل الى اجماع حتى ولو كان الغرب لا يحب بعض الاطراف الفلسطينية ويقول رباني قد يكن لدى الاسرة الدولية بعض التفصيلات ولكن نأمل الوصول الى تقدم عبر افتعال انقسامات بين الفلسطينيين ستؤدي في النهاية الى ردود افعال سلبية. \r\n \r\n طروحات عباس الناعمة للتوصل الى اتفاق سلام مع اسرائيل غير مقبولة لدى الحكومة الاسرائيلية الحالية او السابقة. ويرى اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي في عباس زعيما ضعيفا غير قادر على تنفيذ ما قد يتفق عليه وبالتالي فان موقف عباس ومراهناته على السلام مع اسرائيل قد وصلت الى طريق مسدود واصبحت ذات مضمون فارغ. \r\n \r\n التقدم حتى بالنسبة لبعض القضايا الصغيرة للتعايش المشترك اوقف بعد قيام بعض التنظيمات الفلسطينية بأسر جندي اسرائيلي يدعى العريف شاليط.. ومصير اولمرت على عدم مقايسة عباس حتى يتم اطلاق سراح شاليط وباشتراطه ذلك يكون اولمرت قد اعطى حركة حماس فعليا حق الفيتو على اي تقدم وهذا يزيد من تقويض موقف عباس. \r\n \r\n واذا ما نجحت حماس في اجراء عملية تبادل للاسرى مع اسرائيل وتمكنت من اطلاق سراح آلاف السجناء الفلسطينيين فان ذلك سيقوي من مقولة حماس ان اسرائيل لا تفهم سوى لغة «المقاومة» وليس دعوات اللاعنف والمناداة بالصبر التي يدعو لها عباس. \r\n