ويبدو ان هذا الهجوم تم بناء على اوامر صدرت عن بعض القيادات العليا في حماس التي اظهرت عدم اكتراث بتوقيت هذا العمل، وبما قد ينتج عنه من تداعيات سياسية وعسكرية. \r\n \r\n الهجوم العسكري الأخير وأسر احد الجنود الإسرائيليين سيدفع الطرفين دون شك إلى حافة جولة جديدة من الكوارث في المستقبل القريب وهذا يتطلب من جميع الاطراف المعنية التركيز في جهودها العلاجية على العنوان الصحيح. \r\n \r\n رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لم يخف رغبته في ان تتم ممارسة الضغوط على الجناح العسكري لحركة حماس وعلى زعيم حماس الموجود خارج الاراضي الفلسطينية خالد مشعل ليأمر باطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المختطف. \r\n \r\n قبل ان تشن حماس هجومها الاخير على موقع إسرائيلي داخل اسرائيل، كان عباس يجري محادثات مع رئيس الوزراء الحماسي اسماعيل هنية وتوصل معه إلى اتفاق اولي حول تقاسم السلطات وحول وقف الهجمات المسلحة داخل إسرائيل. \r\n \r\n ويبدو ان الهجوم الأخير شن بشكل متعمد من قبل مشعل لتخريب التفاهم الذي تم التوصل إليه بين عباس وهنية. واذا لم يتم اطلاق سراح الجندي الإسرائيلي دون ان يلحق به اي ضرر فإن إسرائيل ستقوم على الاغلب بتنفيذ هجمات انتقامية. \r\n \r\n من الناحية السياسية، ستؤدي عودة النزاع المسلح إلى انهاء اي امل في حصول تقاسم للسلطة بين عباس وحماس وربما يضع ذلك ايضا حدا لتجربة حماس في الحكم وربما أيضا اختفاء السلطة الفلسطينية. \r\n \r\n على الجانب الإسرائيلي، فإن التأثير سيتمثل في تقوية وجهة نظر الصقور الذين يقولون ان الانسحاب من غزة كان خطأ وترك إسرائيل اكثر عرضة للهجمات الإرهابية. \r\n \r\n الاسوأ من ذلك ان لا تتكرر عملية الانسحاب الإسرائيلي من اي مستوطنات جديدة في الضفة الغربية على غرار ما حصل في غزة. وقد يجد اولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه في وضع سياسي صعب للانسحاب من المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية كما خطط لفعل ذلك واعلن صراحة خلال حملته الانتخابية وخلال جولاته الخارجية التي تلت فوزه في الانتخابات. من الناحية الانسانية، فإن الفشل في حل الأزمة الحالية سيزيد دون شك من معاناة الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. \r\n \r\n في هذه الاثناء يحاول الدبلوماسيون المصريون وضباط المخابرات اقناع مشعل في دمشق باطلاق سراح الجندي الإسرائيلي العريف شاليت واذا ما ساد عدم التعقل فإن موجة جديدة من المعاناة ستنفجر لتصيب شعوب المنطقة. \r\n