\r\n \r\n \r\n وجرياً على عادة اليابانيين، انحنى \"آبي\" ذو ال52 سنة، أمام المشرعين بعدما حصد 339 من بين 476 صوتاً في غرفة البرلمان المسؤولة عن اختيار رئيس الحكومة. وفي وقت سابق من يوم تنصيب \"آبي\"، أخلى سلفه \"جونيشيرو كويزومي\" مقر إقامته الرسمية وسط طوكيو للقادم الجديد بعد خمس سنوات ونصف أمضاها على رأس الحكومة. وقد تأكد صعود \"شينزو آبي\" إلى المنصب ذاته بعد فوزه بقيادة الحزب \"الديمقراطي الليبرالي\" الذي حكم اليابان طيلة الخمسين سنة الماضية. ويعتبر \"آبي\" أصغر رئيس حكومة تعرفه اليابان منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. ويبدو أن صعوده إلى السلطة يشي بانتقال اليابان إلى لعب دور عالمي أكبر بعدما ارتضت لنفسها الابتعاد عن مسرح الأحداث العالمية منذ هزيمتها سنة 1945. \r\n \r\n ويصل \"شينزو آبي\" إلى السلطة بشعبية كاسحة تعزى إلى خطابه الذي تعهد فيه بتجديد الشعور القومي الذي وجد له صدى كبيراً في الأوساط الشعبية، خاصة بعد انتعاش الاقتصاد الياباني واستعادته لقوته. وفي هذا السياق صرح \"آبي\" في أول مؤتمر صحفي عقده بعد توليه رئاسة الحكومة قائلاً \"على اليابان أن تشارك في قيادة العالم، وأن تكون بلداً محترماً ومحبوباً من قبل جميع الدول\". وفي الوقت نفسه أكد \"شينزو آبي\" رغبته في تطوير العلاقات مع كوريا الشمالية والصين التي توترت إثر الزيارة التي قام بها كويزومي إلى مزار \"ياسوكوني\"، الذي يمجد القتلى اليابانيين في الحرب العالمية الثانية. وقد وجه \"آبي\" دعوة إلى قادة كوريا الجنوبية والصين لعقد لقاء معه، وهو ما أصر البلدان على رفض القيام به مع سلفه، لاسيما في ظل الغموض الذي يلف به \"آبي\" موضوع قيامه بزيارة إلى المزار المثير للجدل. \r\n \r\n ولم يخفِ رئيس الوزراء الجديد تطلع حكومته لمراجعة الدستور الياباني وتعديل توجهه السلمي الذي أقر عقب الحرب العالمية الثانية من قبل قوات الاحتلال والتعهد ببناء جيش قوي. وقد شدد \"شينزو آبي\" على رغبته في تعميق العلاقات العسكرية مع الولاياتالمتحدة، وهو ما أثار بعض القلق في أوساط يابانية توجست من أن يؤدي تطوير القدرات العسكرية اليابانية إلى إلحاق الضرر بعلاقة اليابان مع جيرانها الآسيويين، وإحياء الآلة العسكرية اليابانية مرة أخرى. وبعد تأكد فوزه في انتخابات الحزب الحاكم التي جرت الأسبوع الماضي، انسحب \"آبي\" إلى منتجع ريفي بالقرب من جبل \"فوجي\"، وانكب على اختيار أسماء الحكومة الجديدة. وفي هذا الصدد أوضح \"توماوكي إيواي\"، أستاذ السياسة في جامعة \"نيهون\" اليابانية أن الشخصيات التي وقع عليها الاختيار لتشكيل الحكومة تؤشر على الميول القومية و\"المحافظة\" للحكومة المقبلة. فقد أضاف \"شينزو آبي\" مستشارين جدداً لرئيس الحكومة متخصصين في الأمن القومي والتعليم، ناهيك عن أن الحكومة الجديدة تضم شخصيات مهتمة بمسألة المواطنين اليابانيين المحتجزين لدى كوريا الشمالية. \r\n \r\n ولعل أكثر التعيينات أهمية هي إحداث منصب مستشار الأمن القومي الجديد الذي أُسند إلى المعلقة التلفزيونية السابقة \"يوري كويكي\" التي تعتبر إحدى الأصوات القوية المطالبة بفرض عقوبات اقتصادية على كوريا الشمالية بسبب رفضها الإدلاء بمعلومات حول المواطنين اليابانيين المحتجزين لديها. وبالإضافة إلى ذلك، هناك منصب مستشار التعليم \"إيريكو ياماتاني\"، المعروف بانتقاده لإدخال التربية الجنسية في مناهج التعليم، ورفضه التركيز المبالغ فيه على المساواة بين الجنسين في المدارس الحكومية. أما وزير الدولة الجديد المكلف بملف المساواة بين الجنسين \"سيناي تاكايشي\"، فقد عارض السماح للنساء بحمل أسماء عائلية تختلف عن أسماء أزواجهن بعدما انتزعت المرأة في اليابان ذلك الحق منذ الثمانينيات. \r\n \r\n \r\n \r\n مارتن فاكلير \r\n \r\n مراسل \"نيويورك تايمز\" في طوكيو \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"نيويورك تايمز\" \r\n \r\n