\r\n وقد صعق هذا الاعلان غير المتوقع المرشحين الرسميين الخمسة للمنصب وهم الامير الاردني زيد الحسين ووزير الخارجية الكوري الجنوبي بان كي-موون ومساعد الامين العام للامم المتحدة لشئون العلاقات العامة شاشي ثارور الهندي ونائب رئيس الوزراء التايلاندي سوركيارت ساثيراثاي ومسئول الاممالمتحدة السابق لنزع السلاح السريلانكي جايانثا ضانابالا وهم غير كارهين للنساء.لكنهم يحترمون قاعدة التناوب او التوزيع الجغرافي والتي وفقا لها فان المنصب يجب ان ينتقل من قارة لاخرى. \r\n وحاليا قد جاء دور اسيا.حيث مثل الامينان السابقان للامم المتحدة كوفي انان (غانا) وبطرس بطرس غالي(مصر) افريقيا.وقبلهم جاء ثلاث رؤساء للامم المتحدة من اوروبا وواحد من اميركا الجنوبية وواحد من اسيا.ورأس خافير دي كويلار المنظمة في الثمانينات. \r\n لكن اسيا لم يتم تمثيلها منذ يوثانت(بورما) الذي شغل المنصب في الفترة من 1961 الى 1971.ولا غرو ان يستاء المجتمع الدبلوماسي الاسيوي من ذلك ويشاركه في ذلك المندوبون الافارقة.ومن المعلوم ان اسيا وافريقيا يشكلان معا غالبية الجمعية العامة والذين يجب الالتفات الى رأيهم. \r\n اما رئيسة لاتفيا فانها لا تعتقد ذلك.بل انها رفضت بشدة المبدأ الجغرافي في بيانها وطرحت وجهة نظر اخرى وهي انه لم تشغل اي امرأة منصب الامين العام للامم المتحدة على مدى تاريخ المنظمة الممتد لستين سنة. \r\n هذا حقيقي ويجب ان تكون هناك حصة عادلة بين الجنسين في سلطات الاممالمتحدة.وهناك مجموعة من السياسيات الجديرات بان يتم انتخابهن لهذا المنصب من بينهن رئيسة فنلندا تارجا هالونين ورئيسة وزراء نيوزيلاند هيلين كلارك والرئيسة السابقة لمنظمة الصحة العالمية غرون هارليم بروندتلاند. \r\n غير ان هذه النسوة لا تنظر الى رئيسة لاتفيا بوصفها المنافس المناسب. وبرأيهن والذي يشاطرهن فيه اغلبية المجتمع الدولي ان امام هذه الرئيسة عقبة كبيرة وهي ان لاتفيا عضو في حلف شمال الاطلنطي(ناتو). \r\n وما عليك الا ان تتخيل فقط امين عام للامم المتحدة يضيع الوقت بين جلسات مجلس الامن من اجل اصدار امر بان تطير حراسة من الناتو الى حدود روسيا (منذ انضمام دول البلطيق الى الناتو ويتم نشر مقاتلي الكتلة في قواعدهم الجوية على مسافة قريبة جدا من الحدود الروسية). \r\n من ناحية اخرى ربما تنظر بعض الدول الى عضوية الناتو بوصفها عنصرا ايجابيا.وقد ظهر اول اعلان لرأي رئيسة لاتفيا في وسائل الاعلام الاميركية ويميل المعلقون الاميركيون الى النظر لها بوصفها مرشحا مناسبا تماما.وفي الواقع فانها ربما تقترب من كل من مقر الاممالمتحدة في نيويورك ومقر الناتو في بروكسل. \r\n ربما يكون المثير بشكل كبير هنا هو ان رئيسة لاتفيا ذكرتنا في بيانها ان الاممالمتحدة تلعب دورا رئيسيا في حماية مجموعات مختلفة من الناس في البلدان الغنية والفقيرة.وقد دفعني ذلك الى التفكير في مجموعة معينة من الناس -475 الف نسمة- يمكن لرئيسة لاتفيا ان تشرع في حمايتهم الان دون الانتقال الى نيويورك. \r\n وهؤلاء هم المتحدثون للروسية في لاتفيا الذين لا يزالون يحملون جوازات سفر مذلة تصنفهم بانهم \"ليسوا مواطنين\".حيث يتمتع هؤلاء الذي يشكلون اكثر من 40% من سكان لاتفيا بحقوق سياسية ومدنية محدودة ويتم منعهم من المشاركة في بعض المهن ويتم التفريق بينهم في المال والاعمال وبشكل عام فانهم يعاملون على انهم اشخاص من الدرجة الثانية. \r\n وهذا هو نتيجة لاختيار سياسي من قبل السلطات اللاتفية واختيار شخصي من قبل فيرا فيك-فريبيرا.وقد تحدثت الرئيسة بصراحة مفرطة عن الاقلية الروسية في مقابلة معها مؤخرا حيث قالت\"يجب ان يعترفوا بان هذا بلد مستقل وانهم اصبحوا لاتفيين من اصل روسي.واذا ارادوا ان يظلوا روسا فان عليهم الذهاب الى روسيا\". \r\n وتحرم رئيسة لاتفيا بشكل علني ما يقرب من نصف سكان بلدها من الحق في لغة وتقاليد وثقافة قومية. فمن اجل الحصول على حق المواطنة يتعين على متحدثي الروسية ان يتظاهروا بانهم اصبحوا لاتفيين. \r\n ان تجاهل لاتفيا لحقوق الاقليات العرقية قد تصاعد الى تحد واضح منذ الاول من مايو 2004 عندما انضمت الى الاتحاد الاوروبي.ولدى انضمامها تعهدت بالاذعان لما يطلق عليه معايير كوبنهاجن.وتتطلب هذه المعايير من الدولة المنضمة ان يكون لديها المؤسسات الضرورية للحفاظ على الحكم الديمقراطي وحماية حقوق الانسان واقتصاد سوق عامل والقبول بالتزامات ومقاصد الاتحاد الاوروبي. ومع ذلك فان التفرقة في المعاملة حيال متحدثي الروسية في لاتفيا قد زادت كثافة من ذلك الوقت. \r\n والان وفي الوقت الذي يستعد فيه المجتمع الدولي لانتخاب امين عام للامم المتحدة هل يقبل بان يكون هناك مثل هذه السياسية كي يشاطرها هذه الرؤية غير المقبولة للقيم الانسانية,بحيث ييسر لها ان يكون لها فرصة اكبر لنشر فكر عدم التسامح على صعيد حقوق الاقليات العرقية على المستوى العالمي؟ \r\n \r\n فلاديمير سيمونوف \r\n معلق سياسي في وكالة الانباء الروسية.خدمة ام سي تي خاص ب(الوطن).