\r\n ويتوقع المحللون في اليابان أن يقوم \"آبي\" بالتركيز في المقام الأول على الأمور الداخلية لأنه إن لم يفعل ذلك فسوف يكون خارج منصبه خلال عشرة شهور. ويتوقع الناخبون اليابانيون منه أن يعالج مشاكل الرفاهية الاجتماعية، والرعاية الصحية، والاقتصاد والتعليم، قبل أن يبدأ التعامل مع العلاقات الخارجية. \r\n \r\n والاختبار الأول لالتزام \"آبي\" بالإصلاحات الشاملة التي بدأها كويزومي سيكون اليوم الثلاثاء عندما يقوم باختيار مجلس وزرائه. وحول ذلك يقول \"روبرت فيلدمان\" كبير الخبراء الاقتصاديين في مؤسسة \"مورجان ستانلي\" المالية في طوكيو: \"إذا ما قام آبي بتعيين أكثر من 4 وزراء (من بين السبعة عشر وزيراً المتوقعين) من القطاع الخاص، فإن ذلك سيرسل رسالة قوية مؤداها أنه ينوي متابعة برنامج الإصلاح الجذري الذي كان كويزومي قد بدأه\". \r\n \r\n على الرغم من أن تحسين العلاقات مع الجيران سيأتي بعد السياسات المحلية من حيث الأهمية بالنسبة ل\"آبي\"، فإن ذلك لا يعني أنه غير مُبالٍ بالهموم الدولية. الدليل على ذلك هو ما قاله أثناء سباق الزعامة الذي خاضه من أن موضوع تحسين العلاقات مع الصين وكوريا الجنوبية سيكون من أوائل الموضوعات التي سيعالجها بمجرد توليه لمهام منصبه. ومن المعروف أن مستوى العلاقات مع هذين البلدين متدنٍ في الوقت الراهن، بسبب النزاعات الإقليمية المستمرة والمجادلات التي تدور بشأن دور اليابان في الحرب العالمية الثانية. وقد قام كويزومي بإثارة العواطف أكثر بإصراره على القيام بزيارات سنوية لمزار \"ياسوكوني\" تخليداً لذكرى 2,5 مليون ياباني لقوا حتفهم في الحرب. وأدت حقيقة أن 14 شخصاً من الفئة الأولى من مجرمي الحرب اليابانيين مدفونون في هذا المزار، إلى دفع كل من بكين وسيئول إلى تجميد جزئي للاتصالات العالية المستوى التي كانت تتم بينهما وبين اليابان. \r\n \r\n وأشار \"آبي\" إلى أنه سيهدف إلى الالتقاء مع الزعماء الصينيين في نوفمبر القادم على هامش قمة التعاون الاقتصادي بين آسيا والباسيفيكي(APEC) التي ستعقد في فيتنام في محاولة لرأب الصدع في العلاقات بين البلدين. \r\n \r\n وتشير الدلائل إلى أن الصين بدورها تتطلع إلى إشارة مبكرة تبين كيف سيقوم \"آبي\" بمعالجة الموضوع الإقليمي الحساس الخاص بماضي اليابان. ويذكر أن \"آبي\" على النقيض من كويزومي لم يجعل من زيارة مزار \"ياسوكوني\" وعداً من وعود حملته الانتخابية وإن كان خطابة القومي يسبب بعض القلق في الصين. \r\n \r\n وحول هذه النقطة يعلق \"هوانج داهوي\" أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الشعب في بكين: \"إذا ما قام آبي بمحاولات للتقارب من أجل تحسين العلاقات فإن الصين يمكن أن تلتقي به في منتصف الطريق\". \r\n \r\n بيد أن الاهتمام الشعبي الياباني بالعلاقات الدولية منخفض. وتشير استطلاعات الرأي أن أغلبية اليابانيين يعتقدون أن موقف حكومة كويزومي بشأن العلاقات الخارجية بحاجة إلى تغيير، وأن نسبة اليابانيين الذين يريدون من الحكومة القادمة أن تضع هذا الموضوع في موضع من الأهمية يفوق الشأن الداخلي لا تزيد عن عشرة في المئة فقط. ويبدو هذا أمراً طبيعياً إذا ما عرفنا أن تركيز \"آبي\" على الشؤون الداخلية مثل توفير فرص العمل، وإعادة الهيكلة هو الذي مكنه من تحقيق انتصار ساحق حيث فاز بفارق 464 صوتاً من إجمالي 703 صوتاً من أصوات الحزب. \r\n \r\n \r\n ويأمل \"آبي\" خلال الشهور القادمة أن يتمكن من تعزيز منصب رئيس الوزراء في محاولة لإحباط مساعي البيروقراطيين المحترفين العاملين في الوزارات والذين يقومون بتعطيل الإصلاحات من خلال الروتين. \r\n \r\n علاوة على ذلك جعل \"آبي\" من الإصلاح التعليمي موضوعه المفضل حيث يرغب في تطبيق امتحان قبول في الجامعات، ونظام لترتيب الطلاب حسب الأداء في المدارس، وإجراءات محاسبة لإدارات المدارس التي تقصر في تحسين مستويات الطلاب الذين يقدمون أداء منخفضاً. \r\n \r\n ومن بين أولويات \"آبي\" الأخرى تخفيف القيود على الهجرة لإتاحة الفرصة لمزيد من الأجانب للعمل في اليابان وكذلك معالجة الفجوة المتزايدة في الدخول، كما يهدف أيضاً إلى إدخال برامج يتيح الفرصة للموظفين غير القادرين على التأقلم مع بيئة العمل شديدة التنافسية لإعادة التدريب واستخدام مهاراتهم في بيئات أخرى. \r\n \r\n هناك كلمتان تعتبران من الكلمات الرئيسية في سياسات \"آبي\" هما \"الانفتاح والإبداع\". والانفتاح يعتبر إشارة غير مباشرة للسماح بمزيد من الاستثمارات المباشرة والمنافسة في محاولة لتحسين كفاءة الإنتاج وذلك كما يقول \"هايديو كومانو\" الأستاذ بمعهد \"داييتشي لايف للأبحاث\". ويضيف كومانو إلى ما سبق قوله: \"إن آبي يقصد بالانفتاح مبادئ السوق المفتوحة كما تجسدها اتفاقيات منظمة التجارة الحرة مع دول في آسيا. فهو ينظر إلى تلك الاتفاقيات على أنها طريقة من الطرق الرئيسية التي يمكن استخدامها في فتح أسواق العمل في اليابان أمام الأجانب. وفي هذا المجال اتفقت طوكيو ومانيلا مؤخراً على زيادة أعداد رعايا الفلبين العاملين والعاملات في حقل الرعاية الطبية للقدوم إلى اليابان بموجب اتفاقيات التجارة الحرة. \r\n \r\n بيد أن المضي قدماً في برنامج إعادة الهيكلة الطموح هذا لن يكون بالأمر السهل خصوصاً إذا ما عرفنا أن \"آبي\" يواجه حرساً قديماً في الحزب الديمقراطي لا يزال متمسكاً بمواقعه كما أنه سيواجه بالمزيد من المعارك الحزبية الداخلية مثل تلك التي شهدها الحزب تحت زعامة كويزومي. \r\n \r\n ولكن مشرعي القانون الأصغر سناً يعرفون أن مستقبلهم السياسي يعتمد على استمرار زخم عملية الإصلاح. وحول هذا يقول \"تارو كونو\" نائب وزير العدل، الذي يتنافس من أجل الحصول على منصب وزير العدل تحت قيادة آبي:\" يجب علينا التحرك للأمام دوماً إذ ليس هناك مجال للعودة إلى أيام ما قبل كويزومي\". \r\n \r\n \r\n \r\n بينيت ريتشاردسون \r\n \r\n مراسل \"كريستيان ساينس مونيتور\" في طوكيو \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"كريستيان ساينس مونيتور\" \r\n \r\n