\r\n ثمة عدد من الانجازات الملحوظة تبدأ بالنجاح العملي لوكالة المخابرات امام تنظيم القاعدة منذ 2001.حيث تم تخصيص مزيد من الاهتمام للفشل في اعتقال اسامة بن لادن وتم اعطاء اهتمام غير كاف للاعاقة اللوجيستية والمالية لتنظيمه كي يقلص قدرة بن لادن على التخطيط لعمليات اخرى في الولاياتالمتحدة وخارجها. \r\n وتعمل وكالة المخابرات ومكتب التحقيقات اضافة الى اجهزة مخابرات اجنبية ذات الصلة بشكل فعال على اعتقال وقتل زعماء كبار في القاعدة.ومع ذلك فعندما يدعي مدير مكتب التحقيقات روبرت مولر انه يعرف ان القاعدة تحتفظ بالقدرة والنية لايقاع عدد كبير من الضحايا في الولاياتالمتحدة بقليل من الانتباه فان ذلك يستدعي لجان المخابرات في الكونغرس ان تطالبه بتقديم الدليل. \r\n لقد وفر انشاء المركز الوطني لمكافحة الارهاب في يناير 2005 البداية لمخزن مركزي للمعلومات عن الارهاب واتصال اكبر بين ال16 وكالة استخباراتية وقواعد بياناتها.حقيقة ان وكالة المخابرات تهيمن على العاملين في المركز غير ان كل الوكالات ممثلة ومن مسئولية ممثليها هؤلاء تقاسم المعلومات مع الوكالات الراعية لهم.فهناك تشاطر اكبر للمعلومات لاسيما في نظام وضع قوائم للمراقبة اكثر شمولا والذي اسفر عن الايقاع بخالد المحضار ونواف الحازمي. \r\n مع ذلك لايزال هناك تدفق غير مناسب للمعلومات بين وكالات الاستخبارات على المستوى الفيدرالي والولايات والمستوى المحلي ويبدو ان القيادة العسكرية للمركز الوطني لمكافحة الارهاب غير مؤهلة لدعم وتعزيز المخابرات الاستراتيجية المطلوبة لحملة على الارهاب طويلة الأجل. وقد نظمت وكالة المخابرات المركزية مركز مكافحة ارهاب خاص بها مركزة في ذلك على خطط عملية اكثر ابتكارا ضد اهداف الارهاب.والمركز مرتبط بشكل افضل بوكالات المخابرات الاخرى لكنه لم يتخل عن مفهوم \"مركز الانصهار\" الذي يمزج المحللين الاستخباراتين بالعناصر السرية.وقد ادى انصهار المحللين والعناصر الى تسييس المخابرات مع وجود فكرة الحالة الاسوء وهي ان يمارس عناصر الوكالة نفوذا على المنتج الاستخباراتي النهائي. \r\n هناك الكثير المطلوب عمله.وقد كانت توصية لجنة 11 سبتمبر بمدير للمخابرات الوطنية فكرة سيئة لدرجة انها جعلت الامور تسير للاسوأ بسبب الزيادة البيروقراطية.حيث ان لمكتب المدير ميزانية تزيد على بليون دولار وموظفين يزيد عددهم عن الف موظف.وتم تجنيد عدد كبير جدا من الموظفين على المستوى العالي من وكالة المخابرات المركزية وغيرها من الوكالات الاستخباراتية الاخرى مما زاد من ضعف هذه الوكالات.ولم يتم عمل الكثير للحد من سيطرة البنتاغون على ما يقرب من 85% من ميزانية المخابرات و90%من العاملين في المخابرات.كما ان وكيل وزارة الدفاع لشئون المخابرات ستيفين كامبون له نفوذ على الادارة اليومية للمخابرات الوطنية بشكل اكبر بكثير من مديرها جون نيغروبونتي. \r\n وتمضي العيوب الاساسية لوكالة المخابرات المركزية التي اسهمت في الفشل في منع هجمات سبتمبر الى حد كبير بدون تصحيح.حيث يتم اعطاء اهتمام كبير جدا بالاستخبارات الحالية والتكتيكية واهتمام غير كافي باحتياجات الصورة الكبيرة الى استخبارات استراتيجية.وينتاب وكالة المخابرات المركزية القلق من الاحتياجات الاستخباراتية لشن حرب وتكريس اهتمام اقل بكثير للمصالح الجيبولوتيكية بعيدة المدى لصانع السياسة.ومن غير المحتمل ان يعالج التعيين الذي تم مؤخرا للجنرال صاحب الاربع نجوم مياكل هايدين هذه المشكلة حيث كان هايدين مديرا لوكالة الامن القومي ومدافع عن سياسة التنصت ولا يعد بشيرا بمصداقية وكالة المخابرات المركزية. \r\n كما عقدت انشطة وكالة المخابرات المركزية المتجاوزة للقانون لاسيما عمليات تسليم من يشتبه بانهم ارهابيون لتعذيبهم في بلدان اخرى والسجون السرية من مهمة الحفاظ على علاقات جديرة بالثقة مع حلفاء اميركا في الحرب على الارهاب.فقد طلبت محكمة ايطالية مؤخرا تسليم 24 من عناصر وكالة المخابرات المركزية الذين تركت الوسائل المثيرة للشفقة التي استخدموها في العمليات السرية بصمات للوكالة على عمليات تسليم ما يشتبه بانهم ارهابيون لتعذيبهم في بلدان اخرى. \r\n اخيرا فان التعاطي الهزيل لوزارة الامن الداخلي مع اعصار كاترينا والحملة العقيمة لمكتب التحقيقات الفيدرالية ضد المهاجرين العرب والمسلمين في الولاياتالمتحدة تظهر ان هناك الكثير من العمل المطلوب القيام به على صعيد الوزارة والمكتب.ان الدولة تفقتد لمخزن مركزي لكل المعلومات عن الارهاب الوطني والدولي ويجب ان تكون وزارة الامن الداخلي هي الموطن لهذا المخزن.ولايزال مكتب التحقيقات ينقصه نظام حاسوب فعال لتنسيق المعلومات الاستخباراتية الذي يعد امرا محوريا لمنع وقوع هجوم ارهابي اخر. \r\n ولعل الانتكاسة الاكبر امام الجهود الاميركية هي الحملة العسكرية المتداعية في العراق والتي خلقت مصدر جديد للارهاب ومزيد من الارهابيين ومن ثم اضعفت الحملة على الارهاب والامن القومي الاميركي.فقد كان هناك قليل جدا من الجهاديين في العراق قبل ان نغزوه. \r\n ومع ذلك فان اصلاحات ما بعد 11 سبتمبر قد جعلت اميركا اكثر امنا على المدى القصير لكن طالما ان الارهابيين يستطيعون القيام بعملياتهم في انحاء العالم فانه يتعين علينا المطالبة بادارة افضل لوكالة مخابراتنا التي تبلغ ميزانيتها 45 بليون دولار ووزارة الامن الداخلي التي تبلغ ميزانيتها 40 بليون دولار. \r\n \r\n ميلفين غودمان \r\n باحث بارز في مركز السياسة الدولية وعمل محلل في وكالة المخابرات المركزية الاميركية في الفترة من 1966 الى 1990. \r\n خدمة لوس انجلوس تايمز-واشنطن بوست خاص ب(الوطن). \r\n