\r\n \r\n ان نواب وزراء الخارجية الاميركيين والروس والبريطانيين والفرنسيين والصينيين والالمان سوف يجتمعون في مطلع الاسبوع المقبل من اجل وضع مسودة قرار لمجلس الامن الدولي وتحديد الاستراتيجية التالية في التعاطي مع طهران. وسوف يكون عليهم تقرير ما اذا كان القرار سينضوي على عقوبات اما سيطالب طهران مرة اخرى بالالتفات الى نصائح الوكالة الدولية للطاقة الذرية. \r\n ربما يبدو الامر من المفارقات الا ان اعضاء مجلس الامن الدولي لازالوا منقسمين حيال البرنامج النووي الإيراني.حيث تعارض روسيا والصين اي عقوبات في حين لن تسمح الولاياتالمتحدةلإيران بتنفيذ برنامجها النووي. \r\n ولاتزال موسكووبكين تفضلان مقاربة الانتظار والترقب.حيث اعلن وزير الخارجية الصيني انه يجب حل المشكلة النووية الإيرانية عبر الجهود الدبلوماسية. كما تعارض بكين التي تصر على ان توقف إيران مشاريعها النووية اي عقوبات مشددة حال رفض طهران. وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف انه قد يكون من السابق لاوانه ومن غير المناسب على الاقل مناقشة عقوبات على إيران الان.وقال\" على اي حال فاننا سنواصل الدفاع عن تسوية سياسية ودبلوماسية اضافة الى الازعان الكامل والمستمر لنظام منع الانتشارالنووي\". وتتعهد الولاياتالمتحدة باقامة ائتلاف معارض لإيران اذا عارضت روسيا والصين قرار لمجلس الامن يشترط فرض عقوبات ضد طهران. \r\n هناك اسئلة اكثر من الاجوبة في هذا الموقف.حيث انه من غير الواضح كيف يمكن للمرء في وقت واحد ان يدافع عن حل سياسي ودبلوماسي وضمان انصياع دائم مع نظام منع الانتشار النووي.وماذا اذا اتضح ان إيران تهدف الى تطوير اسلحة نووية؟فضلا عن ذلك فما هي الدول التي ستنضم الى الائتلاف المناهض لإيران الذي تدعمه الولاياتالمتحدة والذي قد يعلن عن عقوبات احادية ضد إيران؟حيث تلتزم اوروبا في مجملها بالصمت وتعلن عن بيانات مسكنة للجانب الإيراني بدلا من ذلك. \r\n ما الهدف النهائي الذي سيكون لدى الولاياتالمتحدة في الاصرار على فرض عقوبات فورية على إيران؟ \r\n اعلن بيت هويكيسترا رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب الاميركي ان روسيا والصين ليست عازمتين على تقريع إيران وسوف تمنعان الولاياتالمتحدة من فرض عقوبات اقتصادية ضد طهران.وشكا من ان الرئيس بوش يمكن ان يجد انه من الصعب إجازة هجوم عسكري ضد إيران اذا فشلت العقوبات. وهويكيسترا محق بشكل واضح في القول ان العقوبات الاقتصادية قد لاتعمل اذا اتضح انه يتخللها ثغرات كبيرة يمكن لروسيا والصين وربما بعض حلفاء اميركا تقديم مساعدة اقتصادية لإيران من خلال هذه الثغرات. من جهة اخرى تبدو هذه العقوبات غير محتملة طالما ان واشنطن تعتبرها خطوة اولى صوب تمرير قرار تالي لمجلس الامن الدولي يدعو الى القيام بعمل من الجو او البحر او القوات البرية اذا تطلب الامر ذلك من اجل الحفاظ على او استعادة السلم والامن الدوليين بما يتفق مع المادة 42 من ميثاق الاممالمتحدة.ومع ذلك فان روسيا والصين اضافة الى بعض حلفاء الولاياتالمتحدة يمكن ان يعارضون مثل هذه العقوبات. وتستمر إيران التي تستفيد بشكل واضح من فشل الستة الكبار في الاتفاق على عقوبات محتملة في وضع الاسفين بين اعضائها.اذ ليس مصادفة ان تزور الوفود الإيرانية المرتبطة بالبرنامج النووي الوطني موسكووبكين وطوكيو في اغسطس الماضي.فضلا عن ذلك فقد اعلنت طهران لتوها عن مناقصة لبناء محطتين طاقة نووية ودعت شركات اوروبية الى المشاركة في المناقصة.كما ان الامين الاعلى لمجلس الامن القومي على لاريجاني وغيره من المسئولين الإيرانيين اخذوا يخففون الان من حدة خطابهم السياسي. فعلى ما يبدو فان طهران تدرك ان اعضاء الاممالمتحدة يوافقون على قبول وتنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي بما يتفق مع المادة 25 من ميثاق المنظة الدولية.وقد ابلغ وزير الخارجية الروسي طهران بانه يجب عليها التصرف على هذا الاساس. يتعين على الستة الكبار التوصل الى اجماع وتقرير ما اذا كان عليهم ان يعاقبوا إيران او ان يتركوها لحال سبيلها. \r\n \r\n بيوتر غونشاروف \r\n معلق سياسي في وكالة نوفوستي الروسية للانباء والمعلومات.خدمة \r\n ام سي تي خاص ب(الوطن).