\r\n \r\n لتاسع والعشرين من يونيو , سيجتمع وزراء خارجية دول مجموعة الثماني في موسكو لمناقشة أساس المسألة الإيرانية . ويجب أن يحددوا إذا كانت هناك أسباب قوية كافية لاستئناف المحادثات , أو أن الملف النووي الإيراني يجب أن يترك لمجلس الأمن الدولي . إن وزراء الخارجية يجب أن يعرفوا موقف طهران من عرض \" دول 5+1 \" لاتخاذ قرار حول إبقاء الملف في الأممالمتحدة أو إعادته إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية . وقرارهم سيتم توقيعه من قبل قادة دول مجموعة الثماني . \r\n وخلال اجتماعهم في فيينا في الأول من يونيو , وافق وزراء خارجية الدول الست على حزمة من العروض المخصصة لإقناع إيران بوقف تخصيب اليورانيوم . واعتقدت الدول الست أن عرضها كان جذابا تماما لإيران , وأملت في أن قبولا سيساعد في استئناف المحادثات . \r\n فما الذي يكمن وراء تصريح أحمدي نجاد ؟ بالتأكيد ليس فقط \" الكم من الغموض وعدم الوضوح \" في العرض , كما قال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي في إيطاليا . فطهران على الأرجح غير راضية عن الفقرة أوالبند الخاص بتجميد التخصيب كشرط إجباري لاستئناف المحادثات . \r\n وقالت السلطات الإيرانية إن ذلك البند شوًه جوهر المحادثات القادمة . وفي الواقع , إنها تحتاج إلى المحادثات أساسا لمناقشة تجميد تخصيب اليورانيوم استجابة للتنازلات الغربية . \r\n ويبدو أن إعلان طهران كان ردا على تصريح للرئيس بوش , الذي توعد إيران ب \" عقوبات سياسية واقتصادية أقوى كثيرا \" إذا رفضت طهران تعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم بشكل متحقق منه . \r\n ويمكن أن يكون أيضا أن موسكو دفعت وعجلت على نحو متعمد بقرار طهران السلبي . فقد قال الوكيل الأول لوزير الخارجية الروسي أندريه دينيسوف , والذي قاد الوفد الروسي في جلسة وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي في باكو بأذربيجان , قال إن روسيا لن تدعم قرارات من مجلس الأمن الدولي تجيز استخدام القوة العسكرية ضد إيران. \r\n وفي نفس اليوم , أخبر مساعد الرئيس الروسي إيغور شوفالاوف الصحفيين أن روسيا ستصر ايضا على عدم قبول العقوبات الاقتصادية ضد إيران حتى لو تصادم موقفها مع موقف المشاركين الآخرين في قمة مجموعة الثماني في سان بطرسبيرغ . \r\n وإذا كانت هذه الفرضية صحيحة , فإنها تعني أن طهران قد أنزلت وحطت من مكانة روسيا مرة أخرى . \r\n لقد استخدمت طهران على الأرجح العلاقات المعقدة بين واشنطن والاتحاد الأوروبي حول إيران ( فالبيت الأبيض يريد دعما غير مقسم من أوروبا في مسألة الوقود النووي الإيراني ) لفرض قواعد اللعبة الخاصة بها على الشركاء . \r\n والسؤال المطروح هو لماذا توصلت سلطات طهران إلى هذا القرار , وخصوصا إذا كان ردها الأولي على عرض \" دول 5+1 \" إيجابيا ؟ \r\n تزعم بعض الصحف أن الزعيم الروحي الإيراني أية الله خامنئي كان مبدئيا ضد عرض الدول الست , والذي وصفه ب \" الضعيف والمخيب للآمال \" . ويمكن أن تستخدم طهران مرة أخرى التكتيك الذي يسميه خامنئي ب \" الدبلوماسية البارعة \" , أي فن التصرف في العلاقات الدولية بالطريقة التي تحمي وتدعم المصالح الوطنية إلى أقصى درجة وأعلى مستوى . \r\n ومن ناحية أخرى , يقول كثير من المحللين إن المؤسسة السياسية الإيرانية كانت منقسمة إزاء برنامج الوقود النووي وعرض الدول الست . فالأغلبية تود قبول الحق في تخصيب محدود , ولكن هذه المجموعة لا تشمل أية الله خامنئي أو الرئيس أحمدي نجاد , اللذين يرفضان كل وأي قيود . وإذا كان هذا صحيحا , فإن هذا الخلل وعدم التوازن في القيادة الإيرانية هو السبب الرئيسي لإرجاء الرد حتى نهاية أغسطس . \r\n إن العالم يمكن أن ينتظر \" لحظة حقيقة \" أخرى فيما يتعلق بإيران , ولكن هل ستستفيد إيران أو تعاني من التأجيل والتأخير؟ فالأحداث يمكن أن تتخذ الآن أي منعطف , بما في ذلك منعطف سيأتي معاكسا للرأي الروسي والصيني . \r\n \r\n بيوتر غونشاروف \r\n معلق سياسي في وكالة الأنباء الروسية \" نوفوستي \" \r\n خدمة \" كيه آر تي \" - خاص ب \" الوطن \"