لم يسمع العالم ردا من طهران حتى الآن. فبعد محادثات مطولة قال نائب الرئيس الإيراني غلام رضا اغازادة : فيما يتعلق بهذا المشروع المشترك, لقد توصلنا إلى اتفاق أساسي. والمحادثات حول إكمال هذه الاتفاقيات سوف تستمر في روسيا خلال المفاوضات القادمة. وأضاف أن المسألة تحمل العديد من الجوانب السياسية. \r\n وكما هو الحال من قبل, حافظ الإيرانيون على إمكانية التراجع ويفعلون كل شئ للتوقف فترة من الزمن الذي أوشك على الانتهاء. والموقف سوف يحتاج إلى مزيد من الإيضاح قبل جلسة مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 6 من مارس الجاري. \r\n وكما هو متوقع, فإن المحادثات الروسية الإيرانية قد أثارت ردا متحفظا في كل من روسيا وبقية دول العالم. إن الاتفاق الإيراني الروسي الأساسي لإقامة مشروع مشترك حول تخصيب اليورانيوم على الأراضي الروسية هو خطوة إيجابية ولكنه ليس خطوة نهائية على سبيل حل مشكلة برنامج إيران النووي, حسب قول كونستانتين كوساتشيف رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما الروسي. \r\n وأضاف :إن هذا الاتفاق هو مجرد جزء من حل المشكلة الذي تحاول روسيا إيجاده. والواضح أن روسيا تسير في الاتجاه الصحيح. \r\n هذا وأخبر مستشار الأمن القومي الأميركي ستيفن هادلي شبكة سي إن إن, أن الوقت مازال مبكرا جدا لكي نقول أي شئ, لأنه في مثل هذه الاتفاقيات تكمن المشكلة كلها في التفاصيل وسوف يتضح مع مرور الزمن ما سينتج عن هذه الاتفاقيات. هذا البيان مبرر بشكل جيد كذلك كما كانت نية وزير الخارجية الياباني تارو اسو اكتشاف مزيد من التفاصيل التي تتعلق بالمشروع الروسي الإيراني المشترك خلال رحلته القادمة إلى طهران. وكان رد الفعل مشابها في عواصم عالمية أخرى. \r\n وحالات القلق والخوف من إيران أمر طبيعي لأنه يولد حالة من انعدام الثقة في طاقة يتم توجيهها بشكل سيئ. ويكفي أن نذكر أن ما حدث هو نتاج 20 عاما من الجهود النووية السرية والعديد من التصريحات التي ذكرها الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد حول رغبته في (محو إسرائيل من على وجه الأرض), والتهرب والمراوغة التي لا تنتهي من الإجابة المباشرة على الاقتراح الخاص بالمشروع الروسي المشترك الذي يلقى ترحيبا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. \r\n والانزعاج يزداد من خلال تصريحات المسؤولين الإيرانيين حول نوايا طهران بالاحتفاظ بحقها في المشاركة في عملية تخصيب على نطاق ضيق وإجراء تجارب نووية محدودة على أراضيها. هذا بالإضافة إلى العمل في المشروع المشترك. ومن حيث التأثير, فإن هذا التصريح يتنصل تماما من فكرة المشروع المشترك. وما هو الحل إذا قامت طهران بعملية التخصيب في كل من روسياوإيران؟ \r\n وصرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف حول هذا الشأن قائلا:إن طهران مازالت تربط تكوين المشروع المشترك بإجراء تجارب نووية محدودة على أراضيها. ولا يمكن لروسيا الموافقة على هذا الأمر إطلاقا وفقا لهذه الشروط لأن هذه الفكرة سوف تختفي ولأنها تتعارض مع قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يحث إيران على وقف أي أعمال تتعلق بتخصيب اليورانيوم. \r\n بمعنى آخر, الأخبار التي تتعلق بتحقيق إنجاز والتوصل إلى اتفاق أساسي في طهران بين كل من سيرجي كيرينكو هو أمر مبالغ فيه تماما. \r\n إن هذا الموقف ليس من المحتمل أن يتغير قبل السادس من مارس الجاري حتى وان اجبر المجتمع الدولي إيران على أن تقول (نعم) في النهاية لروسيا وتوقع على اتفاق حول المشروع المشترك. ومن المؤسف أن نظام طهران وما يصدر عنه من أقوال لا يحظى إطلاقا بدرجة عالية من الثقة على مستوى العالم. \r\n حتى في افضل حالاته, فإن قضية نووي إيران سوف تنتقل بكل بساطة إلى مرحلة أخرى لن يراها كل الجمهور. وخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومسئولو الأمن في العديد من الدول سوف يترقبون انصياع إيران والتزامها بكل القرارات المتعلقة بالأمن والسلامة وبخاصة في منشأتها النووية. \r\n * معلق سياسي في وكالة الأنباء والمعلومات الروسية نوفوتسي \r\n \r\n خدمة كيه آر تي خاص بالوطن \r\n \r\n \r\n \r\n