\r\n وترتكز المقالة التي كتبها هيرش المعروف بعلاقاته القوية مع مسئولي الإدرة الأميركية، والتي تلمح لإمكانية شن هجوم على 400 هدف عسكري في إيران، على معلومات من بعض مسئولي الإدارة الأميركية. ولكن هذه المعلومات لم ترهب طهران على الرغم من تأكيد هيرش على إمكانية استخدام أسلحة نووية تكتيكية في الهجوم. وقد ذكر محللون عسكريون نفس العدد من الأهداف عندما كتبوا عن الهجوم المحتمل الذي يمكن أن تشنه إيران على 400 هدف عسكري في إسرائيل إذا أقدمت الولاياتالمتحدة على مهاجمة المواقع العسكرية الإيرانية. \r\n ولن يؤدي الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية التكتيكية إلى دهشة المسئولين الإيرانيين لأن استرتيجية الأمن الوطنية الأميركية التي أعلنت عنها واشنطن في 16 مارس الماضي أعادت التأكيد على نية الإدارة الأميركية لاستخدام هذه الأسلحة في الهجمات الوقائية. \r\n وقد استجابت طهران لمقال هيرش بالتأكيد على أن العلماء الإيرانيين نجحوا في تخصيب اليورانيوم المستنضب وأنهم سينتهون من تجميع 3000 وحدة من وحدات الطرد المركزي قريباً. وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد: إيران سوف تنضم إلى النادي الدولي الذي يضم الدول التي تمتلك تكنولوجيا نووية قريباً. \r\n وقد أكدت الإدارة الأميركية على أن هذا التصريح دليل إضافي على استخفاف النظام الإيراني بالمجتمع الدولي. ولكن ما هي المدة التي سيستمر خلالها الطرفان في تبادل الاتهامات والهجمات الكلامية وما هي النهاية؟ \r\n وقد نجح التصعيد الأميركي للصراع بشأن البرنامج النووي الإيراني في الحصول على قوة دفع جديدة. وفي بداية شهر مارس الماضي، رفضت الولاياتالمتحدة فكرة عقد اجتماع مع المجموعة الثلاثية الأوروبية والصين من أجل التوصل إلى استراتيجية جديدة بشأن الأزمة النووية الإيرانية. وفي إحدي مقابلاته الصحفية، أشار نيكولاس بيرنز، وكيل وزارة الخارجية الأميركي للشئون السياسية إلى احتمال تكوين إئتلاف سياسي مناهض لإيران. \r\n وكانت استراتيجة الأمن الوطني الأميركية الجديدة قد صنفت إيران على أنها العدو الأساسي للولايات المتحدة. وفي منتصف شهر مارس الماضي بدأت واشنطن في حشد قواتها على الحدود مع إيران وأعلنت عن نيتها في تطهير هذه المنطقة من المسلحين العراقيين والأجانب الذين يقودون عمليات المقاومة ضد القوات الأميركية في العراق. \r\n وفي غضون ذلك، رفضت إيران الإذعان لمطالب لجنة محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن تطبيق البروتوكول الإضافي من معاهدة حظر الإنتشار النووي والذي يسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بإجراء عمليات تفتيش مفاجئة على المنشآت النووية الإيرانية. ولم توافق طهران أيضاً على وقف مشاريع تخصيب اليورانيوم. \r\n ويعتقد المسؤولون الإيرانيون أن الولاياتالمتحدة لن تفكر أبداً في بدء عملية عسكرية على المواقع الإيرانية بسبب المصاعب التي تواجهها القوات الأميركية في العراق وأفغانستان ومعارضة الشعب الأميركي لشن حرب جديدة ضد إيران. ومن المستبعد مشاركة إسرائيل في أي عملية عسكرية على ايران خصوصاً في ظل تزايد الصراع والنزاع داخل الأراضي الفلسطينية. وأخيراً، يقول الخبراء إن ايران أقوى بكثير من العراق وأن واشنطن يجب أن تضع هذا الأمر في اعتبارها. ويمكن القول بأن كل الأمور التي سبق ذكرها صحيحة، ولكن القوات الأميركية لا تؤدي مهماتها العسكرية في أفغانستان بنفس القدر من السوء الذي يميز عمليات هذه القوات في العراق، ولهذا فإن احتمال شن عملية عسكرية أخرى بالتزامن مع العمليات العسكرية في أفغانستان لا يبدو أمراً مستبعداً. ومن المؤكد أن واشنطن تدرك أن إيران تتفوق على العراق في القوة العسكرية، ولهذا فإن العملية العسكرية الأميركية المحتملة على إيران لن تكون نسخة طبق الأصل من الحرب التي شنتها واشنطن على العراق. \r\n وبالنظر إلى المشاكل التي تواجهها إسرائيل من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية، من المتسبعد أن تنظر الولاياتالمتحدة بإعتدال إلى نية إيران في أن تصبح قوة عظمى إقليمية في المنطقة وهو هدف طهران المعلن في الآونة الأخيرة. وتنظر واشنطن إلى وضعية إيران غير المبشرة بمشاعر القلق والريب إزاء رغبة طهران في إمتلاك التكنولوجيا النووية وتراها مقدمة نحو سعيها لإمتلاك القنبلة النووية، رغم أن إيران تزعم أنها تسعى لاستخدام التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية. \r\n ويرى المسؤولون الأميركيون أن هناك أكثر من سبب للشك في نوايا إيران النووية. وتساءلوا عن الأسباب التي تدعو طهران لإمتلاك حلقة نووية كاملة إذا كانت تكلفة إنتاج الوقود النووي أغلى 4 مرات من تكلفة شرائه. \r\n ولكن هل تقرر الولاياتالمتحدة شن عملية عسكرية لإجهاض طموحات إيران النووية؟ من الصعب الإجابة على هذا السؤال لأن المصالح الأميركية في المنطقة سوف تتعرض وقتها للخطر. \r\n وفرض عقوبات من قبل مجلس الأمن الدولي على إيران عنصر آخر للصراع في هذه المسألة. وقد اقترحت إسرائيل الحليف الإسترتيجي للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط فرض عقوبان قاسية على إيران. ولهذا، قد تفكر واشنطن في شن عملية عسكرية ضد إيران كآخر خيار يمكن أن تلجأ إليه إذا لم يقر أعضاء مجلس الأمن فرض عقوبات اقتصادية على طهران. وباختصار، لا يستطيع أي فرد الآن أن يجزم بأن الولاياتالمتحدة سوف تتجنب خوض حرب وقائية ضد إيران. \r\n \r\n ريتور غونشاروف \r\n معلق سياسي لوكالة نوفوستي الروسية للأنباء والمعلومات. \r\n خدمة كيه. آر . تي خاص ب (الوطن)