\r\n وفي هذا السياق، قال \"آب\" خلال مؤتمر إقليمي لحزبه بمدينة هيروشيما \"بصفتي رئيس \"الحزب الديمقراطي الليبرالي\" المقبل، أود وضع مراجعة الدستور ضمن الأجندة السياسية\"، وأضاف قائلاً \"أريد صياغة دستور جديد بيدي\". ومما يذكر هنا أن الدستور الحالي الذي ينبذ الحرب، والذي صيغ من قبل الأميركيين أثناء احتلالهم للبلاد في أعقاب الحرب العالمية الثانية، لا يسمح لليابان بالتوفر على جيش حقيقي. \r\n \r\n ومن شبه المؤكد أن يخلف \"آب\" رئيس الوزراء الحالي جونيشيرو كويوزومي، الذي من المرتقب أن يتقاعد في وقت لاحق من هذا الشهر وفق قوانين الحزب، على اعتبار أن \"الديمقراطيين الليبراليين\" يبسطون سيطرتهم على البرلمان التي يعود إليه أمر اختيار رئيس الوزراء. \r\n \r\n هذا وقد أعلن سياسيان آخران ترشحهما لانتخابات الحزب المزمع إجراؤها في العشرين من سبتمبر الجاري، وهما: تارو آسو، وزير الخارجية المتشدد؛ وساداكازو تانيغاكي، وزير المالية، الذي يشدد على ضرورة إصلاح ما فسد من علاقات اليابان المتوترة مع الصين وكوريا الجنوبية. غير أن استطلاعات الرأي تشير إلى أنهما غير قادرين على تشكيل تحد حقيقي بالنسبة ل\"آب\"، الذي يظل الاختيار الأول بالنسبة للجمهور العام، والأهم من ذلك، بالنسبة لنواب وأعضاء الحزب الذين سيدلون بأصواتهم. وهكذا، بدت اليابان خلال الأسابيع الأخيرة تتأهب لما يبدو أنه انتصار لا مناص منه ل\"آب\"، وخصوصاً بعد أن قرر منافسه الأقوى البرلماني المخضرم \"ياسو فوكودا\" العدول عن ترشحه في وقت سابق من هذا الصيف. \r\n \r\n ويحكى عن رئيس الوزراء الحالي \"كويوزومي\" تأييده الطويل والقوي ل\"آب\"، الذي عينه أميناً عاماً للحكومة، وهو ثاني أبرز منصب في الحكومة بعد رئاسة الوزراء. فقد بدا \"آب\" مؤخراً أنه قد تسلم المهام والمسؤوليات حتى قبل انتخابه، وذلك في وقت بدا فيه اهتمام كويوزومي بالحكومة خلال أسابيعه الأخيرة في السلطة آخذا في التقلص. \r\n \r\n وقد تقوت صورة كويوزومي أكثر باعتباره المرشح الأوفر حظا لخلافة رئيس الوزراء الحالي بعد أن قامت كوريا الشمالية باختبار صواريخ طويلة المدى في أوائل شهر يوليو؛ حيث سمح ما بدا حينها تهديداً من كوريا الشمالية بظهور \"آب\" كواحد من أبرز \"صقور\" السياسة في اليابان، إذ بادر بالدعوة إلى أن تقوم اليابان، وهي البلد المهادن والمسالم، بمناقشة ما إن كان عليها أن تمتلك القدرة العسكرية من أجل ضربة وقائية. \r\n \r\n في سن الواحدة والخمسين، من المرتقب أن يصبح \"آب\" إذن أصغر رئيس وزراء في يابان ما بعد الحرب وأول رئيس وزراء يولد بعد الحرب العالمية الثانية. غير أنه يفتقر إلى التجربة سياسياً مقارنة مع منافسيه، ذلك أنه لم يسبق له أن شغل منصباً حكومياً قبل منصبه الحالي. فحتى عهد قريب، كان \"آب\" معروفا في أوساط الناخبين بدرجة كبيرة باعتباره ابن الديمقراطي الليبرالي \"شينتارو آب\"، الذي كاد يصبح رئيساً للوزراء؛ وحفيد \"نوبوسوكي كيشي\"، عضو الحكومة خلال الحرب والذي سُجن باعتباره مشتبها في ارتكابه جرائم حرب؛ غير أنه لم يحاكم أبدا وأصبح رئيس وزراء اليابان عام 1957. \r\n \r\n وقد سطع نجم \"آب\"، على الساحة السياسية في اليابان، بفضل مواقفه المتشددة تجاه كوريا الشمالية، التي اعترفت عام 2002 بأنها اختطفت عدداً من المواطنين اليابانيين خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات؛ حيث خلق \"آب\" لنفسه، من خلال إعرابه عن الغضب الشعبي تجاه كوريا الشمالية، صورة الزعيم القوي التي ساهمت كثيراً في ارتفاع شعبيته. \r\n \r\n ويتوقع الخبراء أن يلتزم \"آب\" بسياسات كويوزومي الداخلية والخارجية. فعلى غرار كويوزومي، اتخذ \"آب\" موقفاً متشدداً تجاه الصين وكوريا الجنوبية، اللتين رفضتا عقد مؤتمرات قمة مع اليابان بسبب زيارات كويوزومي السنوية لمزار \"ياسوكوني\"، الذي يضم أضرحة قتلى الحرب اليابانيين ومن بينهم مجرمو حرب. بل إن اليابانيين ينظرون إلى \"آب\"، الذي أيد بقوة هذه الزيارات، على أنه أكثر تشدداً من كويوزومي؛ حيث لم يقبل \"آب\" بصحة محاكمات طوكيو لزعماء اليابان زمن الحرب، وذلك خلافا لكويوزومي الذي قبل بها. ومن جهة أخرى، تزعم \"كويوزومي\" الجهود الرامية إلى تغيير القانون الامبراطوري من أجل السماح للنساء باعتلاء العرش الامبراطوري، في حين عُرف عن \"آب\" معارضته للمقترح. كما أيد \"آب\" على مر السنين الخبراء القوميين في جهودهم الرامية إلى مراجعة المقررات المدرسية التي يرون أنها تفرط في التركيز على ما ارتكبته اليابان زمن الحرب. \r\n \r\n أما على صعيد السياسة الخارجية، فقد شدد \"آب\" على أهمية توطيد علاقات اليابان مع أستراليا والهند ودول أخرى يقول إنها تشترك مع اليابان في قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان– وهي تصريحات تم تأويلها من قبل البعض على أنها محاولة من اليابان للنأي بنفسها عن الصين. وعلى غرار كويوزومي، قال آب إن تعزيز تحالف اليابان مع الولاياتالمتحدة من شأنه ضمان رخاء اليابان وازدهارها إذ قال \"إن تحالف اليابان-الولاياتالمتحدة هو أهم شيء بالنسبة لدبلوماسية وأمن بلدنا القومي\". \r\n \r\n \r\n \r\n نوريمتسو أونيشي \r\n \r\n \r\n مراسل \"نيويورك تايمز\" في طوكيو \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"نيويورك تايمز\" \r\n \r\n