بعد أن ترأس الحكومة عام2006 خلفا لجونتشيرو كوزومي رئيس وزراء اليابان الأسبق عاد الآن ليقود الدفة في بلاده من جديد، ولكن في ظل مرحلة بالغة الصعوبة تتسم بمزيد من التحديات والمشكلات التي تواجهها دولته بدءا من نزاعات إقليمية بشأن عدد من الجزر الحدودية مع بعض دول الجوار الصين وكوريا الجنوبية وروسيا انتهاء بعقبات اقتصادية تستوجب حلولا آنية. إنه شينزو آبي, رئيس الوزراء الياباني الجديد رقم96 من بين أقرانه السابقين وسابع رئيس حكومة لبلاده خلال الأعوام الستة الأخيرة يبلغ من العمر58 عاما وانتخبه برلمان بلاده في ال26 من ديسمبر, المتقدم بأغلبية أصوات النواب بعد10 أيام فقط من الانتصار الساحق الذي حققه حزبه الليبرالي الديمقراطي اليميني المحافظ في الانتخابات التشريعية التي جرت عقب استقالة سلفه يوشيهيكو نودا. فآبي, المولود عام1954, سياسي بالنشأة, حيث إنه تربي في كنف عائلة مارس أفرادها الحكم والقيادة فجده نوبوسوكي كيتشي شغل منصب رئيس الوزراء خلال الفترة بين1957 و1969, عضوا بمجلس الوزراء في أثناء الحرب العالمية الثانية في الفترة مابين1954,1939, وقد اشتبه الحلفاء في تورطه في جرائم حرب إلا أن القضية سقطت عنه في النهاية, وأما ولده شينتارو آبي فقد تولي منصب وزير الخارجية حتي عام.1982 ولاشك أن هذا المناخ السياسي الجاد وبامتياز كان له بالغ الأثر في تهيئة الرجل ودفعه إلي الدخول مبكرا إلي آتون المعترك السياسي الذي طرقه بالفعل عام2891 كمساعد لوالده الذي كان يمثل رأس الدبلوماسية اليابانية وقتها وزيرا للخارجية. وعقب وفاة والده متأثرا بمرض السرطان طرق آبي أبواب الحياة السياسية بقوة أكبر, حيث ترشح لعضوية البرلمان وانتخب نائبا عام.1993 ولم تتوقف طموحات آبي عند هذا الحد, فقد أخذ الرجل يثبت كفاءته شيئا فشيئا حتي أسند اليه منصب كبير أمناء مجلس الوزراء في الحكومة التي قادها رئيس الوزراء الياباني الأسبق جونشيرو كوزومي, وفي عام2006 تمكن الرجل من الوصول إلي سدة الحكم في بلاده كأول رئيس وزراء ياباني مولود بعد الحرب العالمية الثانية وكأصغر رئيس وزراء لليابان. ولكن الرياح أحيانا تأتي بما لاتشتهي السفن, حيث تسببت سلسلة من الفضائح والأخطاء التي واجهت حكومته في استقالة6 من وزرائه وانتحار سابع, ثم مني حزبه الليبرالي الديمقراطي بهزيمة ساحقة في انتخابات مجلس الشيوخ عام2007, وفشل في السيطرة علي المجلس لأول مرة في تاريخ الحزب, وهو مااضطره إلي الاستقالة من منصبه في سبتمبر من العام ذاته, وذلك بسبب تلك الفضائح التي ألقت بظلالها علي الفترة الأولي لترأسه للوزراء وتسببت في تآكل رأسماله السياسي, فضلا عن أسباب صحية يقول إنها لم تعد تمثل له أي مشكلة أو تحول دون ممارسته لهذا لمنصب الآن. وآبي معروف بتوجهاته القومية وإخلاصه القوي لبلاده ومحاولته التخلص من عقلية الرضوخ والمهادنة التي سادت في بلاده عقب الحرب العالمية الثانية, فضلا عن طموحه اللامحدود في تعديل دستور بلاده الذي بدأ العمل به في عام.1947 ولاأدل علي ترسخ نزعة التشدد لدي آبي للانتصار لكرامة بلاده في التعامل مع قضايا النزاع مع الآخر من تبنيه موقف صارم ضد كوريا الشمالية, خاصة عقب اختطاف نظام بيونج يانج لمواطنين يابانيين.