\r\n \r\n \r\n وهي الرحلات التي شملت الأرجنتين خلال الأسبوع الماضي لحضور قمة إقليمية، ثم زيارته للمناطق الجنوبية لكوبا للاحتفال بذكرى الثورة التي تزامنت مع 26 يوليو الماضي. ورغم ما يروج من أن كاسترو الذي سيبلغ الثمانين بحلول 13 أغسطس الجاري يعاني من مرض الباركنسون، إلا أنه لا يوجد لحد الآن ما يثبت ذلك وسط التعتيم المطبق الذي يغلف الحالة الصحية للزعيم الكوبي. ومن جانبها لم تدل الحكومة الكوبية بأي تصريح حول نتائج العملية التي خضع لها فيدال كاسترو واكتفت بالقول إن الرئيس أدخل المستشفى وسيتماثل للشفاء خلال الأسابيع المقبلة. \r\n ويسلط قرار كاسترو بتسليم كافة السلطات إلى أخيه راوول ذيال 75 عاماً، لحظات فقط قبل دخوله غرفة العمليات، الضوء على النقاش الدائر في دهاليز السلطة الكوبية بين المسؤولين الكبار حول تسيير دفة السلطة في البلاد بعد غياب رجل كوبا القوي. وقد فصلت رسالة كاسترو التي بثت على أمواج التلفزيون بأن راوول كاسترو سيتسلم سلطات الرئيس، فضلا عن توليه مسؤولية الرئيس الأعلى لهيئة أركان الجيش الكوبي، كما سيكون رئيسا للحزب الشيوعي. وأوضحت الرسالة أيضا أن الاحتفالات التي كان مقررا تنظيمها بمناسبة عيد ميلاد كاسترو الثمانين بما تشمله من عروض موسيقية وحضور شخصيات يسارية عالمية، أرجئت إلى غاية 2 ديسمبر موعد الذكرى الخمسين لإنشاء القوات الكوبية المسلحة. أما في واشنطن التي تعتبر المعقل الرئيسي للمعارضة السياسية لنظام كاسترو طيلة العقود المنصرمة فقد صرح المتحدث باسم البيت الأبيض بيتر واتكينز قائلا: \"لا نستطيع التكهن بحالته الصحية على وجه الدقة، لكننا ما زلنا نعمل بجد لنرى اليوم الذي تصبح فيه كوبا بلدا حرا\". \r\n ولم تختلف ردود الأفعال في ولاية ميامي الأميركية التي تعد الملاذ الأول للكوبيين المعارضين لنظام كاسترو عن الموقف الأميركي الرسمي، حيث خرج العشرات من المواطنين إلى شوارع المدينة الأميركية المشمسة وجهروا بابتهاجهم لقرب رحيل كاسترو وانعتاق بلادهم من نير سنوات حكمه الطويلة. وفي هذا الصدد قالت جابرييلا بورميز التي شاركت في المسيرات \"إني أدعو الله أن يحقق معجزة ويترك ذلك الرجل يموت\". \r\n وفيما يشكل موضوع موت كاسترو أحد المواضيع المفضلة في أوساط المعارضة في الولاياتالمتحدة وغيرها من الدول، يعتبر الحديث عن الحالة الصحية لكاسترو داخل كوبا من الأمور التي يحظر الخوض فيها. غير أن الحظر بدأ يرفع قليلاً بعدما أغمي على الرئيس الكوبي أثناء إلقائه لإحدى خطبه الطويلة في يونيو 2001، وتضاعفت الأحاديث أكثر حول وضعه الصحي عندما سقط وهو يلقي خطاباً سنة 2004 وكسر كتفه وركبته. وحتى بعد ذلك استمر كاسترو في مزاجه الساخر حيث تندر على تقرير أصدرته وكالة الاستخبارات المركزية جاء فيه أن الرئيس الكوبي يعاني من مرض الباركنسون حيث أكد بأنه \"رغم المحاولات المتعددة التي بذلتها الولاياتالمتحدة الأميركية، هاهي تلجأ اليوم إلى الأكاذيب، لكني لم أكن أفضل حالا مما أنا عليه الآن\". \r\n غير أن كاسترو سبق وأن ألمح إلى مسألة وفاته قبل عدة شهور في لقاء أجراه مع صحفي فرنسي أكد فيه بأن أخاه أيضا تقدم به العمر، وبأن قيادة كوبا ستؤول في النهاية إلى الكوادر الشابة في الحزب الشيوعي. وفي هذا الإطار يبرز وزير الخارجية الكوبي فيليب بيريز روكي الذي مازال في عقده الأربعين، كأحد الأعضاء الأكثر تشددا في الحزب الشيوعي والمرشح الأول لقيادة البلاد. ويأتي بعده كارلوس لاجي دافيلا الذي يشغل منصب نائب الرئيس ولم يتجاوز عامه الستين كأحد أقوى المرشحين لخلافة كاسترو وقيادة كوبا خلال الفترة المقبلة. ورغم أن كاسترو استطاع الحفاظ على صحة جيدة طيلة سنواته المديدة وظل يظهر مرارا على شاشات التلفزيون ليلهب مشاعر مواطنيه ويؤلبهم ضد الولاياتالمتحدة غارساً فيهم معنى التضامن لمواجهة الصعوبات الاقتصادية، إلا أنه في الآونة الأخيرة بدأ التعب يظهر على محياه ونال منه الإرهاق والمرض. ولم تمنع سياسة الانفتاح النسبية التي انتهجها كاسترو بعد سقوط الاتحاد السوفييتي حيث سمح بفتح بعض المشاريع الخاصة مثل المطاعم وبعض المرافق السياحية من رجوعه مؤخراً إلى تشدده القديم بعدما تعهد بالقضاء على فوارق الدخل في كوبا. \r\n \r\n كارول ويليامز \r\n مراسل \"لوس أنجلوس تايمز\" في كوبا \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست\" \r\n \r\n