يتحدث الباحث الفرنسى بيير ريغولو مدير معهد التاريخ الاجتماعى فى باريس في كتابه الصادر مؤخرا بعنوان "غروب الشمس على هافانا" عن الحياة السياسية والاجتماعية لكوبا فى عهد كاسترو، فربما كان زعيم الثورة الكوبية - كما يصفه الكتاب - هو عميد الحكام فى العالم كله، وقد حكم بلاده منذ أكثر من سبعة وأربعين عاما متواصلة حتى مرض مؤخرا وتخلى عن ممارسة السلطة المباشرة لأخيه راؤول. ثم يردف المؤلف قائلا - وفقا لجريدة "العرب اللندنية" - : "نظرا للمرض الذى أصاب كاسترو وأقعده فى المستشفى طويلا فإنه يمكن القول بأن تغيير النظام فى كوبا أصبح ممكنا للمرة الأولى، ولا ريب فى أن اختفاء القائد مكسيموس كما يدعونه فى كوبا سوف يكون حدثاً تاريخياً مهماً بالنسبة لكوبا والكوبيين وربما للعالم بأسره". ويضيف ريغولو: لقد احتفل كاسترو يوم 13 أغسطس 2006 بعيد ميلاده الثمانين فى المستشفى، وقد نشرت السلطات الكوبية بعض الصور بهذه المناسبة، ومن بينها صوره الشخصية وهو يحاول أن يسترد قوته المنهارة، وكذلك صور القادة الذين زاروه بهذه المناسبة لتهنئته، ومن بينهم صورة أخيه راؤول كاسترو، وصورة رئيس فنزويلا هيغو شافيز الذى يريد أن يحلّ محلّه فى أميركا اللاتينية كقائد للنضال ضد الإمبريالية الأميركية، وصورة الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفى عنان. ولكن الشئ المؤكد هو أنه سواء أكان كاسترو ميتاً أم حياً فإن شبحه سوف يظل يحوم على كوبا لفترة طويلة من الزمن، فلا أحد يستطيع الحلول محله بصفته شخصية أسطورية حكمت البلاد طيلة نصف قرن تقريبا، ولا أحد يستطيع أن يحل محل أب الأمة الكوبية ومؤسّسها، ومدشن النظام الاشتراكى فيها. ولكن بالمقابل لا أحد يتمنى فى كوبا أن يستمر وجود كاسترو حتى ولو على هيئة شبح! فالجميع يحلم بالتغيير بعد كل هذا العهد الشيوعى الطويل، فقد مل الناس من الشعارات الايديولوجية والأفكار الشيوعية التى سقطت فى كل مكان ما عدا فى كوبا وكوريا الشمالية إن الناس بدئوا يحلمون بالتغيير والانتقال إلى العهد الديمقراطى التعددى الذى أخذ يسود فى معظم مناطق العالم بما فيها أميركا اللاتينية. ووفقا لنفس المصدر - يقدم المؤلف صورة متكاملة عن تاريخ كوبا فى عهد كاسترو ، كما يتحدث عن علاقة كاسترو بكل من الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة الأميركية ثم ينتقل المؤلف بعد ذلك للتحدث عن الفشل الاقتصادى للثورة الكوبية. وفي النهاية يقول الكاتب: علينا ألا ننسي أن كاسترو لعب دوراً مهماً فى يقظة الشعوب الأخرى، فقد دعم الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسى وكانت له علاقات جيدة مع قادة جبهة التحرير الوطني.