\r\n وقد أغضب تحرك كوريا الجنوبية مسؤولي جارتهم الشمالية الذين قطعوا فوراً محادثاتهم مع الجنوبيين وقرروا العودة إلى بلدهم. ويشكل قرار سيئول تأجيل النظر في طلب كوريا الشمالية الحصول على 500 ألف طن من الأرز أول تحرك من نوعه تقدم عليه كوريا الجنوبية لاتخاذ إجراءات عقابية ضد جارتها الفقيرة منذ الرابع من يوليو عندما أطلقت بيونج يانج سبعة صواريخ إلى جانب صاروخ \"تايبدونج 2\" بعيد المدى. وتأتي هذه الخطوة في وقت تواجه فيه حكومة كوريا الجنوبية انتقادات شعبية حادة بسبب ما يعتبره العديدون رداً ضعيفاً على تجربة إطلاق كوريا الشمالية للصواريخ. \r\n ومع ذلك شددت كوريا الجنوبية على معارضتها التامة للمساعي الأميركية واليابانية التي تدفع في اتجاه فرض عقوبات واسعة على كوريا الشمالية من خلال مشروع قرار طرح في مجلس الأمن. فقد تعهدت سيئول مرة أخرى بالحفاظ على \"سياسة الشمس المشرقة\" التي ساهمت في تحسين العلاقات بين الجارتين الشمالية والجنوبية منذ انتهاء الحرب الكورية إلى طريق مسدود قبل أكثر من نصف قرن. غير أن القرار الذي اتخذته سيئول بتعليق المساعدات الغذائية إلى بيونج يانج بعد التهديد الذي أعلنت عنه في وقت سابق وتشكيك البعض في مدى التزامها به أظهر رغبة سيئول في استخدام نفوذها الاقتصادي من أجل الضغط على الشمال. \r\n من ناحيتهم بدا المسؤولون في كوريا الشمالية الذين تحتل مساعدات جارتهم الجنوبية المرتبة الثانية بعد الصين في ذهول تام. فقد غادر وفد كوريا الشمالية مساء الخميس الماضي مدينة \"بوسان\" في كوريا الجنوبية على نحو مفاجئ حيث كان مقرراً أن يمكثوا بها إلى غاية يوم الجمعة. إلى ذلك أفادت الأنباء الواردة من كوريا الجنوبية قيام وفد الجارة الشمالية بتوزيع بيان أرجع قطع المحادثات إلى محاولات سيئول \"المتهورة\" إثارة \"قضايا غير ذات صلة\". وهي القضايا التي أعلن المسؤولون في كوريا الجنوبية أنها تمحورت حول التجارب الأخيرة لإطلاق الصواريخ ورفض كوريا الشمالية استئناف المحادثات السداسية مع الأطراف الدولية بشأن برنامجها النووي. ومن جهتها أدانت كوريا الشمالية قرار سيئول بتعليق المساعدات الغذائية قائلة \"سيدفع الجنوب ثمن انهيار المحادثات الوزارية أمام الأمة ونسفها للعلاقات الشمالية- الجنوبية\". يذكر أن المسؤولين في كوريا الجنوبية الذين دأبوا في السنوات الأخيرة على فرش السجاد الأحمر لزوارهم من الشمال اكتفوا هذه المرة بدعوتهم إلى وجبة طعام بسيطة دون اصطحابهم في جولات كما المرات السابقة، أو التقاط الصور الثنائية. وعندما أدرك الزوار أنه لن يكون بوسعهم الرجوع إلى بلادهم محملين بتعهدات تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية من قبل الجنوب تركوا المكان وغادروا إلى كوريا الشمالية. \r\n وبالنسبة للولايات المتحدةواليابان اللتين تحاولان تمرير مشروع قرار قوي عبر الأممالمتحدة يقضي بفرض حصار دولي على بيع كوريا الشمالية لصواريخها، أو باقي التكنولوجيا العسكرية يعتبر قرار كوريا الجنوبية تعليق مساعداتها لبيونج يانج خطوة دبلوماسية نادرة من سيئول. ومن ناحيته غادر \"كريستوفر هيل\" المبعوث الأميركي لشؤون كوريا الشمالية الصين بعدما اتضح أن محاولات الصينيين إقناع كوريا الشمالية بالرجوع إلى طاولة المحادثات منيت بالفشل. وقد أكد \"هيل\" قبل مغادرته الصين أنه لا توجد أية إشارات في الأفق تدل على قرب إنهاء كوريا الشمالية مقاطعتها للمحادثات السداسية المتوقفة منذ شهر ديسمبر الماضي. أما اليابان التي بدت منزعجة من تجربة إطلاق الصواريخ فقد عملت على إصدار قرار صارم من مجلس الأمن يفرض عقوبات على كوريا الشمالية. لكن خدمة أخبار \"كيودو\" التابعة لليابان أعلنت أن طوكيو مستعدة لدراسة قرار أقل حدة تقدمت به الصين وروسيا يقضي بفرض عقوبات تطوعية على بيونج يانج بدل العقوبات الشاملة. \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"لوس أنجلوس تايمز واشنطن بوست\" \r\n