هذا الرقم يشكل نصف الخسائر البريطانية القاتلة منذ غزو أفغانستان في 2001، ويبدو أن هذا الرقم مرشح للزيادة. \r\n \r\n بعثة الناتو التي يشارك بها 3300 جندي بريطاني هي في طريقها لأن تتضاعف وسيتم تشكيل قيادة موحدة لقوات الحلفاء بالاشتراك مع القوات الأميركية والتحرك بعدها إلى باشتون الجنوبية أحد أهم معاقل طالبان، هذا القرار مهم جدا من أجل تهدئة الأوضاع في أفغانستان المبتلاة بالحروب المتواصلة منذ ربع قرن تقريبا. \r\n \r\n من الواضح ان قوات الناتو تعاني من الانتشار الضعيف، فهي موجودة على مساحات واسعة، ولكن بأعداد قليلة، وساهم هذا الشيء في عودة الثقة بالنفس لطالبان، مما دفعها لزيادة وتيرة التمرد ورفعه إلى مستويات جديدة خطيرة. \r\n \r\n الأكثر من ذلك أن المتمردين يعتمدون الآن بدرجة كبيرة على محصول الحشيش الذي يتوقع له أن يدر عائدات ضخمة هذا العام، تعد الأضخم منذ سنوات طويلة أيضا من ذلك عودة الدفء والتحالفات بين طالبان وأمراء المخدرات، وهذا شجع هؤلاء الأمراء على زيادة المساحات المزروعة بالقنب بمقدار ثلاث مرات، حيث وصلت هذه المساحة في إقليم هلماند إلى 77 ألف هكتار. \r\n \r\n العراق ساهم دون شك في ازدياد الأوضاع سوءا في أفغانستان حيث تم تحويل الكثير من المصادر المالية والبشرية التي كانت مخصصة لأفغانستان للحرب الأميركية في العراق، مما سمح لطالبان والقاعدة بإعادة تنظيم صفوفهما. \r\n \r\n ومما يزيد الوضع سوءا ان التكتيكات والأساليب التي يستخدمها المتمردون العراقيون مثل القنابل المزروعة على جوانب الطرق والعمليات الانتحارية بدأت تستخدم على نطاق واسع في أفغانستان مما حد من تحرك قوات التحالف وتعريضها لخسائر ليست بالقليلة. \r\n \r\n من الواضح انه سيتوجب على الناتو ان يزيد من أعداد قواته الموجودة في أفغانستان، الحكومة البريطانية قبلت بهذا الشيء من حيث المبدأ، ولكن دول التحالف الأخرى مثل فرنسا وهولندا مترددة وسيتوجب عليها في النهاية العمل على زيادة أعداد قواتها هناك. \r\n \r\n ليس مستقبل أفغانستان فقط في خطر، بل مستقبل الناتو أيضا، ان مهمة الناتو في أفغانستان بحاجة إلى اعادة تعريف وضرورة الاتفاق على التكتيكات التي سيتم استخدامها في النهاية، ففي الوقت الذي يتفق فيه الجميع على أنه تم فعل بعض الأشياء مثل بناء عدد محدود من المدارس والطرق وأنظمة الري، إلا أن معظم الأفغان يرون ان التدخل الأجنبي قد فشل في جلب السلام والرخاء لبلادهم. \r\n \r\n وإلى أن يتم إقامة جيش وطني أفغاني، فإن هناك حاجة للمزيد من القوات من الغرب لإقامة أجواء مناسبة لإعادة التعمير \r\n