\r\n مع مقدم الربيع في كل عام وتحسن المناخ يبدأ موسم القتال ولكن هناك شيئا مختلفا هذا العام يتمثل في الوجود العسكري المكثف لطالبان وثقتها بالنفس مما دفع المسؤولين الأفغان والاجانب الى الاحساس بالخطر اكثر من السنوات السابقة وقد اخبر الحاج صفي الله قائد القوات الافغانية الحكومية الجنرال كارل ايكنبيري الذي قام بزيارة سوق احدى البلدات ان طالبان والقاعدة في كل مكان، الامر مقبول الى حد ما داخل المدينة ولكن اذا ما خرجت منها فانك ستجدهم في كل مكان ويتوجب على الناس تقديم المساعدة لهم. ويضيف الحاج «ليس امام الناس اي خيار آخر». \r\n \r\n والحقيقة ان القوات الاميركية بدأت في الانسحاب من جنوبافغانستان وستستمر عملية الانسحاب خلال الاشهر القادمة وتصر قيادة الناتو على انها لن تشن اي هجوم على المقاومين الذين تتنامى قدراتهم باستمرار. \r\n \r\n وقد ناشد قائد القوات الاميركية في افغانستان الشعب الافغاني بالتحلي بالصبر وقال اعتقد ان قادة افغانستان وقادة الاسرة الدولية يدركون هذا الوضع ان هناك اصلاحا في الطريق وسترون ذلك في هذا العام. \r\n \r\n وقد ادى وصول اعداد كبيرة من طالبان الى القرى وامتلاكهم المال الوفير والاسلحة الى توجيه ضربة لثقة الرأي العام في الحكومة الافغانية التي تعاني اصلا من ازمة ثقة نتيجة لضآلة التقدم وازدياد الاحباط والفساد اضافة الى قادة خاملين غير فعالين. \r\n \r\n انصار الحكومة في البلدات والقرى يشعرون بقلق كبير من الاوضاع ولا يرون سوى اشارات سلبية على مستقبل قاتم شديد السواد والاقاليم الافغانية بدأت تقع تحت النفوذ المتزايد لطالبان وهناك بعض العواصم الاقليمية على وشك السقوط ويدرك المسؤولون المحليون والاميركيون ذلك. \r\n \r\n \r\n اعضاء بعثة الاممالمتحدة يشعرون بنفس هذه المخاوف وقد بثوا مخاوفهم في لقاء اجرته مع بعضهم صحيفة نيويورك تايمز. الكثير من المناطق الافغانية بدأت تظهر بألوان حمراء على الخرائط العسكرية الاميركية ولا تزال الالوان الحمراء تتزايد عاكسة تدهور الوضع الامني. \r\n \r\n وقال احد اعضاء مجلس الوزراء الافغاني في لقاء له مع قادة قبليين ان الوضع الامني ليس جيدا. ان اعداد عناصر طالبان اصبحت تقارب ثلاثة اضعاف اعداد الشرطة والجيش الوطني في اقليم ترين كوت على سبيل المثال. وهذا الاقليم ليس الوحيد الذي بدأت تتغير فيه السيطرة فالاقاليم القريبة منه كادت ان تصبح تحت سيطرة طالبان. \r\n \r\n وتتحدث تقارير عن تحرك اعداد كبيرة من عناصر طالبان في المناطق الريفية تعمل على نصب الكمائن للعربات بل والتقدم للاشتباك مع القوات الاميركية او القوات الافغانية وقادة المقاومة بدأوا بإدارة اجزاء من اقاليم زابول وغازني وبكتيكا في الجنوب كما ازداد عدد الكمائن التي تنصب على طريق كابول قندهار السريع الرئيسي. \r\n \r\n ادارة بوش تشعر بالقلق الشديد كما يقول مسؤولو الاستخبارات الغربية وهناك مسؤولون في ادارة بوش يقولون ان الاوضاع في العراق ليست بذلك السوء الذي تتحدث عنه وسائل الاعلام ولكن من الواضح ان الوضع في افغانستان هو أسوأ بكثير مما يقال او يكتب عنه. \r\n \r\n وتقوم القوات التابعة للناتو بقيادة بريطانية بالانتشار في الجنوب الافغاني مفسحة المجال للأميركيين للانسحاب منه وقد طمأن احد القادة العسكريين الاميركيين بالقول «ان هذه القوات مسلحة بصورة جيدة وهي قوات مستعدة للتعامل مع اي اخطار او تحديات» وقال ان الولاياتالمتحدة ستستمر في تشكيل اكبر قوة في افغانستان وستستمر ايضا في تحمل القيام بالعمليات المضادة وتدريب وحدات الجيش الافغاني حتى مع تسلم الناتو لبعض مناطق الجنوب. \r\n \r\n احدى اكثر التطورات خطورة قيادة 200 عنصر من طالبان بالتحرك الى اقليم بنجاوي الذي لا يبعد سوى 20 دقيقة في السيارة عن عاصمة الجنوب قندهار. \r\n \r\n وتصادمت القوات الأميركية والقوات الأفغانية مع قوات طالبان قبل اسبوعين ويلاحظ ان قوات طالبان تتحرك بحرية وعلنا بين القرى حاملين معهم أسلحتهم ويشاهدون وهم يجلسون تحت الأشجار يتناولون الفاكهة. \r\n \r\n وذكر أحد سكان المنطقة ان السكان يمدون طالبان بالأغذية وأدت جرأتهم الزائدة وفشل القوات الأميركية في ردعهم إلى قلب الرأي العام ضد السلطات الحكومية وحلفائها. \r\n \r\n وقد أرسلت الحكومة الأفغانية ولأول مرة 500 جندي من العناصر الجديدة التي دخلت الجيش إلى ذلك الاقليم المهمل ويقدر الأميركيون عدد عناصر طالبان في الاقليم بما يتراوح ما بين 300 1000 عنصر، أما الحكومة فتقول انه يوجد ما لا يقل عن 300 عنصر لطالبان في كل ناحية من نواحي الاقليم. \r\n \r\n وتحذر طالبان السكان بتوقع المزيد من الهجمات، ويقول الحاج صفي الله: خلال النهار فإن الناس والشرطة والجيش يكونون مع الحكومة، أما خلال الليل فإن الناس والشرطة والجيش يكونون جميعا مع طالبان والقاعدة. \r\n \r\n ويقول مواطن آخر ان قيام القوات الأميركية والحكومية باعتقال أحد المواطنين يعني دفع الكثير من الشباب للفرار إلى الهضاب والجبال والانضمام إلى المقاومة. \r\n \r\n ويقول الملا حمد الله أحد الزعماء المحليين ان نسبة البطالة مرتفعة للغاية والناس هنا فقراء جدا. \r\n \r\n وتطالب الاقاليم المختلفة حكومة قرضاي بتقديم المزيد من رجال الجيش والشرطة والأسلحة لها، وفي مراجعة استراتيجية أجريت مؤخرا وافق قرضاي على زيادة الوجود الحكومي على خطوط الجبهة في الأقاليم. \r\n \r\n وذكر قائد الأركان الأفغاني جواد لودين اننا نسمع منذ زمن بأن هناك 40 شرطيا فقط في كل ناحية نصفهم يعملون على حماية حاكم الناحية كحراس شخصيين أما النصف الآخر فيكونون عادة في اجازة. \r\n \r\n وذكر نائب وزير الداخلية عبدالمالك صديقي أمام احد التجمعات ان لدى الحكومة خطة لإرسال 200 250 من الشرطة إلى كل ناحية من مقاطعة أوروزكان وتزويدهم بالمعدات اللازمة ودفع رواتبهم في آخر كل شهر، ويبدي القائد العسكري الأميركي حذرا شديدا تجاه هذه الفكرة قائلا انه ليس هناك ما يكفي من أفراد الشرطة المدربين جيدا والأكثر أهمية من ذلك وجود نقص في القادة الجيدين القادرين على فرض سيطرتهم على قوات الشرطة. \r\n \r\n وقد وقع اقليم أوروزكان في أيدي قوات طالبان علما بأن الطريق إليه يمر بمنطقة وعرة ساهمت في جعل الأمن وتطبيق الحكم أمرا بالغ الصعوبة. \r\n \r\n ويقول القائد العسكري الأميركي انه ليس هناك إصلاح للشرطة أو للتدريب وأنه لا وجود لقوات الجيش الوطني في هذا الاقليم، والأكثر من ذلك أنه لا يوجد أي تنمية من أي نوع تقريبا. \r\n \r\n خلال السنوات الأربع الماضية لم يتم سوى بناء مدرستين في هذا الاقليم بالكامل. \r\n \r\n ولا شك ان انتشار قوات طالبان يتعاظم جنبا إلى جنب مع تصاعد التذمر الشعبي في أقاليم أفغانستان. \r\n