\r\n اولاً جاءت نوبة العنف قبل اسبوعين بعد ان فقد سائق احدى الشاحنات العسكرية الاميركية السيطرة عليها وقت ذروة الازدحام المروري في كابول. هذا الحادث ادى إلى اشعال نار قوية ولكن من اين حصلت هذه النار على المادة شديدة الاشتعال لتزيدها توقداً؟ \r\n \r\n بصراحة يعيش الشعب الافغاني أوضاعاً مرهقة بعد «25» عاماً من الحروب المتواصلة وقد كاد يكفر بالسلام ويشعر بغضب شديد تجاه فشل الاسرة الدولية في جلب الازدهار والأمن لبلاده. \r\n \r\n ان إقامة حكومة منتخبة تدعمها عملية دستورية ليس بالانجاز القليل بكافة المقاييس ولكن علينا ألا نغفل وجود الكثير من العوامل السلبية المنتشرة في افغانستان مثل مستوى المعيشة المتدهور وانتشار الفساد وانعدام القانون والامن والعودة القوية لطالبان على الساحة الافغانية وانتعاش اوضاع امراء الحرب الذين يتاجرون بالمخدرات. \r\n \r\n إضافة إلى ما سبق قتل اكثر من «400» مدني افغاني في الشهر الماضي في الوقت الذي تزايد فيه العداء الشعبي للقوات الاميركية بسبب جنوح هذه القوات بصورة متزايدة لتوجيه ضربات جوية لما تقول عنه انه اهداف لحركة طالبان وهي غارات أدت إلى مقتل اعداد كبيرة من المدنيين. \r\n \r\n في هذه الاثناء نجد ان قوات الائتلاف الدولية موجودة تحت قيادة منفصلة تسعى لتحقيق اهداف مختلفة، أما القوات الاميركية فتقوم من طرفها بملاحقة حركة طالبان وفلول القاعدة في الوقت الذي تسعى فيه قوات الناتو البالغ عدد افرادها 9 آلاف جندي لتأمين البلاد وعلى وجه الخصوص جنوب البلاد. \r\n \r\n الناتو سيعمل في الشهر القادم على مضاعفة أعداد القوات التابعة له وسيعمل على اقامة قيادة موحدة ليتحرك بعدها مباشرة إلى بشتون الجنوبية الواقعة في قلب المناطق التي تتمتع بها طالبان بنفوذ قوي. \r\n \r\n وفي الوقت الذي يتحرك فيه الجميع لتنفيذ هذه المرحلة الحاسمة نجد أن حكومة قرضاي تعمل على إعادة تسليح الميليشيات الخاصة التي تنشط في الجنوب من أجل دعم قوات الشرطة والجيش التابع لها. \r\n \r\n ان هذا يعد خطأ قاتلاً وسيلغي عملية نزع السلاح التي تمت في السابق والتي تم تنفيذها على مدار سنوات من العمل المضني وسيظهر ذلك حكومة كابول بأنها حكومة لا حول لها ولا قوة وانها مجرد حكومة اقامتها قوى اجنبية تتحالف من اجل البقاء مع تجار المخدرات وهذا كله سيشكل هدية من السماء لطالبان. \r\n \r\n اي شخص يحتاج إلى ان يذكر بما تؤدي اليه التحالفات مع الميليشيات يمكنه ان ينظر إلى العراق الآن والى لبنان في السابق والى السودان والصومال. \r\n \r\n ان التاريخ مليء بحطام الاسر الحاكمة التي انتهت بسبب عدم اعتمادها على قواتها الخاصة بل على قوات الغير. \r\n \r\n ان الافغان ليسوا بحاجة إلى أحد ليذكرهم بهذه الويلات كونهم قد خرجوا للتو من عالم امراء الحروب وهم بالتالي ليسوا بحاجة لأن يساقوا إليه مرة اخرى. \r\n \r\n ان الناتو سيحتاج إلى مزيد من القوات من أجل خلق أجواء آمنة تساهم وتشجع على عملية إعادة الاعمار. وإذا كان الأمر كذلك فإن هذه المهمة يجب أن تمدد إلى أن يتم بناء القوات الوطنية الافغانية. \r\n \r\n ان الاعتماد على الميليشيات سيعيد عقارب الساعة إلى الوراء وسيقضي على أي انجازات تمت على الرغم من قلتها. \r\n