\r\n \r\n \r\n ففي رسالة حافلة بالوعود والتعهدات قُدمت إلى البرلمان، مد \"كويرالا\" يده إلى المتمردين \"الماويين\" متعهداً بالجلوس معهم إلى طاولة المحادثات، وبإعلان وقف لإطلاق النار رداً على إعلان المتمردين يوم الأربعاء الماضي الالتزام بهدنة لثلاثة أشهر من جانب واحد، وبتنظيم استفتاء حول دستور جديد من المتوقع أن يحسم مصير الملكية بالبلاد، وهو ما يعكس أبرز مطالب المتمردين. ومن المرتقب أن يناقش البرلمان اليوم الأحد هذه المواضيع التي تندرج في إطار اتفاق وُقع الخريف الماضي بين الماويين والأحزاب السياسية في نيبال. \r\n \r\n والواقع أن هذه التعهدات شكلت مفاجأة على أكثر من صعيد بالنظر إلى العداء الذي كان يكنه \"كويرالا\" في ما مضى للمتمردين. حيث أمر، منذ خمس سنوات حينما كان في ولايته الرابعة، الجيش الملكي النيبالي بالتصدي لحركة التمرد الماوية التي نشطت في المرتفعات. إلا أن كبار ضباط الجيش، المعتادين في المقام الأول على الأدوار الاحتفالية والخاضع لإمرة ملك النيبال، رفضوا. \r\n \r\n وبعد ثلاثة أسابيع من المظاهرات الاحتجاجية الساخنة في شوارع العاصمة وتنازل الملك \"جيانيندرا\" المتمثل في تخليه عن السيطرة المطلقة على الدولة، يتوقع المحللون أن يواجه \"كويرالا\" والحكومة التي سيشكلها عندما ينعقد البرلمان من جديد العديد من الصعوبات. فالجيش الذي تحدى ذات يوم تعليمات \"كويرالا\" مازال خاضعاً للقصر الملكي. ورغم أن قائد أركان الجيش تعهد بالتعاون مع الحكومة الجديدة، فمن غير المعروف ما إذا كانت القوات في الميدان ستلتزم فعلاً بوقف إطلاق النار واتباع توجيهات الحكومة الانتقالية المقبلة التي يمكن أن تضم الماويين. \r\n \r\n وتواجه الحكومة الجديدة خياري تبني الصرامة والتشدد في وجه المتمردين أو التعامل معهم كشركاء في الضغوط الرامية إلى حمل الملك على التنازل. ومما تجدر الإشارة إليه أن الحرب الماوية أودت بحياة نحو 13000 شخص على مدى عشر سنوات. وقد تعهد الماويون بالتزام قواعد الديمقراطية البرلمانية، وإنْ لم تصدر عنهم إشارات توحي بذلك. ومن غير المعروف ما إن كانوا سيقبلون بحل توافقي من أجل الحصول على السلطة في الحكومة الجديدة –أو \"الديمقراطية البورجوازية\" كما يصطلحون عليها. كما أنه من غير المعروف ما إن كانوا يستطيعون التحكم في جنودهم في حال اختاروا ذلك. \r\n \r\n وقد دعت الولاياتالمتحدة، التي تعد من أشد منتقدي الماويين، إلى ضرورة تخلى المتمردين عن أسلحتهم قبل تنظيم الانتخابات. غير أن الماويين رفضوا، ولكنهم وافقوا بالمقابل على وضع قواتهم تحت إشراف دولي إذا قام الجيش الملكي النيبالي بالمثل. وإلى ذلك، يطالب الماويون بأن تصبح قواتهم، المسماة \"جيش التحرير الشعبي\"، جزءا من الجيش الوطني الجديد. غير أن قيادة الجيش لم تعلق على هذا المطلب. \r\n \r\n وتعد مراقبة القوات الماوية وضبطها خلال الانتخابات المزمع تنظيمها حول دستور جديد للبلاد واحدة من أصعب التحديات التي تواجهها الحكومة الجديدة ومساندوها الخارجيون. كما أن ثمة تحدياً آخر يتعلق بما إذا كان الاستفتاء حول الدستور الجديد \"لن يكون مشفوعاً بشروط\"، كما يطالب بذلك الماويون، وهو ما سيسمح للمواطنين النيباليين بأن تكون لهم الكلمة الفصل في موضوع الملكية. والواقع أن الملك جيانيندرا، الذي أخضع جميع مؤسسات الدولة لسيطرته منذ خمسة عشر شهراً فيما وصفه بالجهود الرامية إلى مواجهة المتمردين الماويين، تنازل عن أكثر مما كان ينوي التنازل عنه في البداية. ومن المرجح أنه سيسعى إلى الاحتفاظ على الأقل بدور فخري للملكية. \r\n \r\n غير أن أصواتاً عديدة طالبت خلال مظاهرات الشارع برأس الملك، حيث كان شعار \"احرقوا التاج\" من بين الشعارات التي رفعت في هذه المظاهرات والتي رددها المتظاهرون كثيراً. ومما يذكر في هذا السياق أن مجموعة من الشباب النيبالي تطالب بجمهورية ديمقراطية في النيبال، بدون ملك. وهو ما يعكس في الواقع أحد أبرز مطالب الماويين الذين تعهدوا مع ذلك بقبول نتائج تصويت شعبي حول مستقبل الملكية. \r\n \r\n والحقيقة أنه يجهل ما إن كان النيباليون سيكونون أحراراً في تحديد مصيرهم والإدلاء برأيهم حول الملكية. ومما يذكر في هذا السياق أن الاستفتاء حول الدستور يعد جزءا من اتفاق يضم 12 نقطة وقع الخريف المنصرم من قبل الأحزاب السياسية والمتمردين. كما تضمن الاتفاق تعهدا من قبل الماويين بوضع قواتهم تحت الإشراف الدولي خلال الانتخابات المزمع إجراؤها حول الدستور وتشكيل حكومة انتقالية يشارك فيها الماويون. ويمكن القول إن الاتفاق شكل تراجعاً عن الهدف الأصلي الذي أعلنه الماويون في البداية، وهو تأسيس دولة شيوعية ذات حزب وحيد. \r\n \r\n وقد أشار \"كويرالا\" إلى الاتفاق في رسالته إلى البرلمان يوم الجمعة، وجاء فيها \"أنا مسؤول أمام الشعب والأحزاب السبعة فقط\"، مضيفاً \"وأول تعهداتي سيكون تنفيذ خريطة الطريق المتعلقة بالتفاهم المتكون من اثنتي عشرة نقطة الذي قدمته الأحزاب السبعة\". \r\n \r\n \r\n تيلاك بي. بوكاريل، وسوميني سينغوبتا \r\n \r\n \r\n مراسلا \"نيويورك تايمز\" في كاتماندو ونيودلهي \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"نيويورك تايمز\"