\r\n * من هو عمير بيريتس? وعلى ماذا يعتمد في تقديم نفسه كطامح لتبوؤ منصب على جانب كبير من الاهمية, كمنصب رئيس وزراء اسرائىل? \r\n \r\n - كانت اسرتي قد وصلت الى اسرائيل, قادمة من مراكش , عندما كنت في الرابعة من عمري. فانا واحد من بين اولئك الذين مروا بمختلف مراحل تكوين المجتمع الاسرائيلي. وامثل افضل تعبير بالنسبة لاسرائيل الجديدة, ونتاج التقاء مجموعات مختلفة من السكان, وجدت نفسها متوحدة في السنوات الاولى التي تبعت اقامتها. التي استطاعت, بالرغم من مجمل الصعوبات الداخلية والخارجية, من تكوين مجتمع قوي. مجتمع يتحتم على اناس مثلي الكفاح داخل صفوفه من اجل الحصول على النتائج المرجوة. وهو ما انوي فعله بخصوص المهمات التي سأضطلع بها في المستقبل. تماما كما كنت قد فعلت فيما مضى, وقت شغلت منصب رئيس بلدية سديروت, الواقعة في جنوب اسرائىل. واخص بالذكر كذلك مهمتي كرئيس للهيستدروت (مجمع النقابات الاسرائيلية المتنفذ), الذي يشكل واحدة من المؤسسات الاكثر تعقيدا, وتحملا للمسؤولية في طول البلاد وعرضها, وقد علمتني تلك التجربة ان الفقر لا يعني فقط نقصان الخبز, بل النقص في الثقافة والتعليم كذلك. كما انه يعني عدم قدرة طفل على الذهاب الى المسرح, والاتكال على الاتي, ووجوب التذلل من اجل العيش. والفقر كذلك هو الشرف وعزة النفس المهانة. وها انا مستمر في مقاومة هذا النوع من الفقر. \r\n \r\n * من المفترض ان تأخذ الحكومة الجديدة القضية الفلسطينية بالحسبان, والبحث عن حل لصراع بدا وكأنه ابدي; فكيف تتصرفون بشأن هذه المعضلة? \r\n \r\n - ومع كل الصعوبات والعقبات الموجودة, فالامر يتطلب البحث عن شريك بين الفلسطينيين, وتحاشي الاستمرار في التصرف كاولياء عليهم. ويبدو ان الجميع لدينا على معرفة تامة بكل شيء, سواء ما هو نافع بالنسبة لنا, او ما ينفع الفلسطينيين. وبالنسبة لنتنياهو, فهو على قناعة تامة انهم لا يفهمون سوى لغة القوة. اما ايهود اولمرت, رئيس الحكومة المؤقت, وزعيم حزب الوسط كاديما, فقد بات مقتنعا بعدم قدرتهم على ان يكونوا شركاء في عملية السلام, مما دفعه الى سلوك طريق الحلول احادية الجانب. فهو يعتقد انه اذا ما شب حريق في منزل الجار, فان النار لن تطالنا فيما لو قمنا باغلاق الباب. اما نحن فلا وكلا, حيث اعتقد ان الواجب يملي علينا فعل كل شيء من اجل العثور على شريك. فمن غير الممكن تأسيس امننا من خلال الاعتماد فقط على قوتنا العسكرية. فما ذلك الا ضرب من الوهم والخداع. ذلك الخداع المؤلم. ولاجل التوصل الى حل حقيقي للقضية, فان الواجب يقضي بالذهاب الى خط النهاية بالنسبة للطريق السياسي, الامر الذي لا يمكن تحقيقه من غير وجود شريك. اما فيما يتعلق بحركة حماس, فمن الواضح انه طالما ترفض الاعتراف باسرائيل, فسيكون اي نوع من المفاوضات عبثيا, وهو ما لا يحول دون السعي للبحث عن محاورين في الجانب الفلسطيني, يكونون على استعداد للمصالحة. وهو ما يعني, على سبيل المثال, عدم اختيار سياسيين منهم, ممن يعملون على اضعاف رئىس السلطة الوطنية الفلسطينية \"ابو مازن\", اكثر مما هو عليه الان. \r\n \r\n * واذا ما استمر الارهاب? \r\n \r\n - حتى الداعم الاكثر تحمسا لعملية السلام, لن يكون بوسعه السماح بقبول التعايش مع الارهاب. فان من الواجب العمل على محاربته تمهيدا لالحاق الهزيمة به. ويقتضي الواجب من الناحية الاخرى العمل على الحيلولة دون القيام بردود فعل نموذجية. وهو ما ينطبق ايضا على العقابات الجماعية. وهذا لن يحرم اسرائيل من حقها في محاربة الارهاب. ولقد حان الوقت لكي تتجاوز اسرائيل الوضع الذي يكون فيه رئىس هيئة الاركان تحت امرة وزير الدفاع, الذي سبق وان شغل حقيبة رئاسة الاركان, بحيث خضع بدوره لامر رئيس وزراء سبق وان كان رئيسا للاركان. واعتقد ان الظروف التي تتحرك اسرائيل من خلالها في الوقت الحاضر قد اصبحت تتطلب ان تكون القرارات التي تتخذ غير خاضعة في الاساس الى تنقيتها من كل شيء باستمرار, عبر اللجوء الى استخدام عدسات النظارات العسكرية. \r\n \r\n * الى اين من المفترض ان تؤدي تلك القرارات التي يتخذها غير العسكريين? \r\n \r\n - العمل قبل كل شيء على منح فرصة للسلام; ويكون ذلك عبر التوجه الى مساندة القوى الفلسطينية المعتدلة. ومما لا شك فيه ان ذلك لن يكون صعبا فيما لو تمكن ابو مازن من اجراء تطهيرات داخل صفوف حزبه. وجعل الشفافية هي السائدة, واستعادة الثقة المفقودة لدى الفلسطينيين. وفيما لو جنحنا الى خنق الحكم الذاتي, بحيث يؤدي ذلك الى انبعاث ازمة انسانية, من شأنها العمل على اثارة السخط الشعبي, مما سيترتب عليه تقوية المتطرفين من حركة حماس. \r\n \r\n * ومتى سيتوفر الشريك, وفقا لاية اسس اقليمية سيكون من المفترض ان تتمحور المفاوضات? \r\n \r\n - من البدهي ان تكون نقطة المرجعية بالنسبة لاية مفاوضات, متمثلة في خط الحدود لعام ,67 مع ورود احتمالية استيحائها جراء التطورات الديمغرافية والمدينية, التي حدثت منذ ذلك الحين. فمن غير الممكن التفكير باخلاء او الغاء مدن قائمة. ومن الممكن, بل من الواجب العمل على ايجاد حل عادل, من خلال اتباع اصطلاح ينص على تبادل الاراضي. واشير هنا على وجه الخصوص الى غوش عيتسيون, ومعاليه ادوميم, اللتين تعتبران من كبريات المستوطنات في الضفة الغربية, ومن المحتمل ان يصار الى اخلاء الغالبية العظمى من المستوطنات الاخرى, ليتم الابقاء على قسم منها فقط, ويعمل على جمعها في مستوطنات تتواجد في اماكن بعينها, بحيث يتم الحديث بشأنها في عمليات تبادل الاراضي, التي تحدثت بشأنها سابقا. \r\n \r\n * كيف لكم ان تصفوا لنا اسرائيل بعبارة واحدة, في ظل زعامة عمير بيريتس? \r\n \r\n - بلاد معتزة بنفسها, بمكتسباتها; لكنها على معرفة تامة بالاعوجاجات التي يتوجب عليها تصحيحها, بلاد عادلة, متماسكة على المستوى الداخلي, وتجاه جيرانها الفلسطينيين على وجه الخصوص. بلاد تراهن على المستقبل.. مستقبل العدالة والسلام. \r\n