\r\n لقد وقفت الولاياتالمتحدة وحيدة تقريبا في الجمعية العامة, عندما صوتت ضد المجلس الجديد, مبدية متطلبات عضوية أقل تشدّدا مما كانت تطالب به في السابق, او مما اقترحه الامين العام كوفي انان في البداية. وكانت نتيجة التصويت: 170 مؤيداً, و4 معارضين, و3 ممتنعين عن التصويت (وهم ممثلو دول روسيا البيضاء وايران وفنزويلا). وانضمت اسرائيل وجزر المارشال وبالاو الى الولاياتالمتحدة بالتصويت »ضد« القرار. \r\n \r\n بهذا تكون الولاياتالمتحدة انحنت امام الغالبية العظمى, لكنها ظهرت ايضا وكأنها ترسم خطّا احمر ضد الانظمة التي تعتقد بأن شمولها سيجعل من المجلس الجديد مهزلة. فأخذ السفير الامريكي في الاممالمتحدة, جون بولتون, حق الكلام في الجمعية العامة مباشرة بعد التصويت, مدرجا دول روسيا البيضاء وكوبا والسودان وايران وزيمبابوي وبورما »كحالات انتهاك خطير لحقوق الانسان«, تستحق التدقيق من جانب المجلس الجديد. \r\n \r\n وقال بولتون, »سيكون الاختبار الحقيقي في نوعية عضوية المجلس«, مضيفا بأن صوت الولاياتالمتحدة كان رفضا لجعل ضحايا الانتهاك يعتقدون بأن العالم »كان يريد الوصول الى تسوية طيبة بما يكفي, وهو افضل ما استطعنا القيام به«. \r\n \r\n لقد جاء استبدال لجنة حقوق الانسان غير الجديرة كجزء من اجندة اصلاح وافق عليها قادة دول العالم في قمة الاممالمتحدة في ايلول الماضي. لكنه بسبب تشكك بعض البلدان النامية في الدول الغربية, لاستعمالها قضية حقوق الانسان للتدخل في شؤونها الداخلية, تجمّد العمل في هذا المجال حتى الآن. \r\n \r\n فقال رئيس الجمعية العامة, السويدي يان الياسون, ان اكتمال عنصر حقوق الانسان, سيفتح الطريق امام الاضطلاع ببنود اخرى على جدول اصلاح الاممالمتحدة. وتشتمل قضايا الاصلاح الاخرى على ادارة الاممالمتحدة, وتحمّلها لمسؤولياتها, ومراقبة ميزانيتها.. وهي مجالات جرى التدقيق فيها العام الماضي من خلال التحقيق في فضيحة »النفط مقابل الغذاء«. ومثل حقوق الانسان, فهذه مواضيع حساسة بالنسبة للامم المتحدة. \r\n \r\n يعتبر المجلس الجديد تحسّناً عن الحال في اللجنة السابقة, كما يرى ذلك معظم المدافعين عن حقوق الانسان وانصارها, والذين يقرّون بأن توفير معايير ارقى للعضوية سيكون حتى افضل من هذا بكثير. اذ يقول كينث روث, المدير التنفيذي لمؤسسة »هيومان رايتس ووتش« في نيويورك, »ان المجلس الجديد يمثل تحسنا كبيرا عن اللجنة القديمة, لكن هذا مجرّد البداية, ذلك ان هذا الاصلاح يتعلق بمسألة العضوية, لاننا في الماضي وجدنا حكومات اشكالية تتوالى على اللجنة كوسيلة لتعطيل اعمالها. \"اما العضوية, التي تقر\" خلف ابواب مغلقة, من جانب المجموعات الاقليمية, \"كانت في الواقع طريقة لاحباط عمليات التحقيق\" ومضى روث يقول ان متطلبات العضوية الجديدة, التي حظيت باصوات الغالبية المطلقة في الجمعية العامة, او 96 صوتا, يجب ان تستبعد تماما معظم منتهكي حقوق الانسان الفظيعين. \r\n \r\n وكان كوفي انان قد اقترح بالاساس بأن تحصل البلدان المؤهلة للعضوية على ثلثي اصوات الاعضاء ال ̄ 191 في الجمعية العامة. وتمسكت الولاياتالمتحدة بذلك المعيار وهي توضح سبب تصويتها \"ضد\" ويذكر هنا ان انتخاب الاعضاء في المجلس سيجري في شهر ايار. \r\n \r\n اما جماعات حقوق الانسان, ففضلت حكم الثلثين ايضاً, لكن معظمها اجرى حسابا بأن مراجعات وتعديلات اخرى ستساعد في تعويض الخسارة. وسيجتمع المجلس ثلاث مرات على الاقل في السنة, ولمدة عشرة اسابيع, في حين كانت اللجنة السلف تجتمع مرة واحدة في العام. وفي هذا الخصوص, يقول روث \"ان الاجتماع المتعدد امر ضروري واساسي بالنسبة للقدرة على معالجة الحالات الطارئة\". \r\n \r\n وبموجب مبدأ \"المراجعة الدولية\" الجديد, ستخضع جميع الدول للتدقيق, بمن فيها اعضاء المجلس ال ̄ 47 فهذا التغيير وحده, يجب ان يعني \"ان كوبات \" (جمع كوبا) العالم\" لن تسعى الى العضوية كطريقة لتجنب تسليط الاضواء على موضوع حقوق الانسان. \r\n \r\n ومن جانب اخر, قد يفرض المجلس الجديد شراكاً ومآزق للترويج القوي لحقوق الانسان, ولمصالح الولاياتالمتحدة, كما يقول بعض المحللين, اذ قال نيل غادينر, الخبير في قضايا الاممالمتحدة لدى مؤسسة هيريتيج بواشنطن, \"بمعنى ما, يعتبر المجلس اسوأ من اللجنة السابقة, لانه يقدم تحسناً سطحياً لجهاز ما يزال اختيار اعضائه يتم على ايدي مستبدين\". \r\n \r\n وبرغم تعهد بولتون بأن الولاياتالمتحدة ستعمل مع المجلس الجديد, الا انها لم تقل علنا انها ستترشح لعضويته. اما غادينر فينصح بعدم الترشيح لعضوية المجلس, ويقول \"لا مصلحة للولايات المتحدة في تخليد مؤسسة تشيطن حرب امريكا على الارهاب, وتجعل من هذا احد اهدافها الكبرى\". \r\n