\r\n إن تفشيا وبائيا لأنفلونزا الطيور من مثل النوع الذي شاهده العالم في عامي 1918-1919 يمكن أن يقتل مئات الملايين من الناس . والهجوم البيولوجي المميت الوحيد في الولاياتالمتحدة - وهو طرود البريد المحتوية على الجمرة الخبيثة - قتل خمسة أشخاص . ولكن الميزانية السنوية لمكافحة الإرهاب البيولوجي هي أكثر من 7 مليارات دولار , بينما مرر الكونغرس لتوه حزمة طوارئ قدرها 3.8 مليار دولار للاستعداد لتفشي أنفلونزا الطيور . \r\n لقد بدأ التضخيم والمبالغة في تهديد الإرهاب البيولوجي منذ أكثر من عقد مضى بعد أن أطلقت جماعة \" الحقيقة السامية \" اليابانية غاز السارين في أنفاق طوكيو في عام 1995 . لقد ازدادت المتاجرة بالخوف وأصبحت أكثرة حدة منذ 11 سبتمبر وكذلك إرسال خطابات محملة بالجمرة الخبيثة إلى الكونغرس ووسائل الإعلام في خريف عام 2001 . والآن يزداد عمل مجموعة من المعاهد والبرامج ووكلاء الدعاية والإعلان الذين لهم مصلحة معينة في التفزيع من تهديد الإرهاب البيولوجي بتمويل من الحكومة ومن مؤسسات . \r\n وفي العام الماضي - على سبيل المثال - وصف زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي بيل فريست الإرهاب البيولوجي بأنه \" أكبر تهديد قائم لدينا في العالم اليوم \" . ولكن كيف يمكن أن يبرر مثل ذلك الزعم ؟ فهل الإرهاب البيولوجي تهديد قائم أكبر من تغير المناخ العالمي ومستويات الفقر العالمية والحروب والصراعات والانتشار النووي وتدهور جودة المحيطات وإزالة الغابات والتصحر ونضوب مستجمعات المياه النقية أو توازن النمو السكاني وإنتاج الغذاء ؟ وهل من المحتمل أن يقتل أناسا أكثر من الإيدز والسل والملاريا والحصبة والكوليرا , والتي تقتل أكثر من 11 مليون شخص كل عام ؟ \r\n إذن ما الذي يجسد ويثبت الفزع والإنفاق الفيدرالي الهائل على الإرهاب البيولوجي ؟ هناك مصدران رئيسيان لتهديد الإرهاب البيولوجي : أولا , من الدول التي تطور أسلحة بيولوجية , وثانيا , من الجماعات الإرهابية التي قد تشتريها أو تسرقها أو تنتجها . \r\n والبرغم من الخوف من أن دولة معادية يمكن أن تساعد الإرهابيين في الحصول على أسلحة بيولوجية , إلا أن لا دولة قد فعلت ذلك - حتى الدول المعروف عنها أنها دربت الإرهابيين . \r\n من الأصعب تقييم خطر الإرهابيين الذين يستخدمون أسلحة بيولوجية , وخصوصا لأن الذين قاموا بعمليات إرسال خطابات الجمرة الخبيثة لم يتم تحديدهم . فإذا كان مرتكبو جرم إرسال خطابات الجمرة الخبيثة لم يكن لديهم سبيل للمساعدة أو الوصول إلى المواد اللازمة أو المعرفة المستمدة من برنامج الدفاع اليولوجي الأميركيي , ولكنهم تطوروا مثل ذلك التطور بشكل مستقل , فإن ذلك كان يمكن أن يغير وجهة نظرنا فيما قد تكون جماعة إرهابية ما قادرة عليه . على أنه حتى الآن , أظهر تاريخ التجربة الإرهابية فيما يتعلق بالأسلحة البيولوجية أن قتل أعداد كبيرة من الناس ليس أمرا سهلا كما وجهنا إلى اعتقاده . \r\n فأتباع \" باغوان شري راجنيش \" نجحوا في زرع وتوزيع السالومنيلا في ولاية أوريغون في عام 1984 , فأمرضوا 751 شخصا . كما أن جماعة \" الحقيقة السامية \" اليابانية فشلت في محاولاتها لحيازة وإنتاج ونثر الجمرة الخبيثة وتوكسين البلوتونيوم بين عام 1990 وعام 1994 . وقد حاولت \" القاعدة \" تطوير أسلحة بيولوجية من عام 1997 حتى الغزو الأميركي لأفغانستان في عام 2001 , ولكن الوثائق المنزوع عنها صفة الحظر والسرية والتي وجدتها القوات الأميركية خارج قندهار تشير إلى أن \" القاعدة \" لم تحصل قط على العوامل الممرضة اللاومة . \r\n وفي مؤتمر في طوكيو الأسبوع الماضي , دعا خبراء مكافحة الإرهاب البيولوجي إلى برامج جديدة لمواجهة إمكانية قيام الإرهابيين بهندسة عوامل مرضية جديدة وراثيا . غير أن هناك ثلاثة من العلماء البارزين في المجال يقولون إنه ليس هناك احتمال في هذا الوقت في إمكانية قيام جماعة إرهابية بأداء مثل ذلك العمل . \r\n والمشكلة الحقيقية هي عقدان من الزمان من المناقشة المذاعة على نطاق واسع لما يستلزمه الأمر لإنتاج سلاح بيولوجي قد وفر للإرهابيين على الأقل خارطة طريق كافية . وحتى الآن , ليس لدى أي جماعة إرهابية المحترفون الذين لديهم مهارات استغلال المعلومات - ولكن النشر والعلانية قد تجعل ذلك أسهل في المستقبل . \r\n ليس هناك مبرر عسكري ولا استراتيجي في أن نعزو أو ننسب إلى الجماعات الإرهابية في عالم الواقع قدرات لا يمتلكونها . غير أنه لا تحليل للخطر تم القيام به وإجراؤه قبل إنفاق 33 مليار دولار . \r\n إن بعض العلماء والسياسيين يعترفون بشكل خاص أن تهديد هجمات الإرهاب البيولوجي يتم تضخيمه والمبالغة فيه , ولكنهم يدفعون بأن الاتفاق على منع الإرهاب البيولوجي والوقاية منه والاستجابة له سيكون غير كاف بدونه . ولكن التفزيع والمبالغة المستمرة ليست أمرا حميدا . فمن المؤكد تقريبا أن ذلك هو العامل الوحيد الكبير في تحفيز وإثارة الاهتمام بين الجماعات الإرهابية . فقد كتب نائب أسامة بن لادن , الطبيب المصري أيمن الظواهري , كتب على قرص مرن تم الاستيلاء عليه ما يلي \" إنما أصبحنا واعين ومدركين ( للأسلحة البيولوجية ) عندما لفت العدو انتباهنا إليها بالتعبير مرارا عن المخاوف من أنها يمكن أن تنتج ببساطة بمواد متوافرة بسهولة \" . . نحن الأميركيين ننشئ أسوأ كابوس لنا . \r\n \r\n * عالم وباحث بارز بجامعة ميريلاند , ومؤلف كتاب \" تقييم الأسلحة البيولوجية وتهديد الإرهاب البيولوجي \" \r\n . خدمة \" لوس أنجلوس تايمز \" خاص ب\" الوطن \" \r\n