\r\n ان التنسيق الافضل للميزانية والافراد والايجاز اليومي الذي يقدم للرئيس ربما يساعد نيغروبونتي في اداء مهمته‚ ان القضايا المتعلقة ببرنامج ايران النووي في تزايد وعلى نيغروبونتي ان يعمل للاستفادة من من الدروس المستقاة في العراق‚ \r\n \r\n ان عليه ان يقرأ جيدا التقرير الجديد الذي اعد في بريطانيا في ظل الخبرة البريطانية العريقة لأن كلا البلدين يتخذان مواقف متطابقة ولكن ليس هناك تطابق في الاخطاء‚ ويقول التقرير البريطاني الذي اعدته لجنة بتلر ان جميع الانشطة الاستخبارية في مجال اسلحة الدمار الشامل لم تحقق فشلا كاملا‚ فأجهزة الاستخبارات كانت دقيقة بشأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية وليبيا والشبكة التي اقامها العالم الباكستاني عبدالقدير خان‚ \r\n \r\n اما فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل في العراق فقد اقر مفتش الاسلحة الاميركي ديفيد كاي «بأننا كلنا كنا مخطئين» سواء على مستوى جمع المعلومات او تحليلها او الطريقة التي قدمناها للرأي العام‚ \r\n \r\n لقد كان العراق هدفا صعبا لجمع المعلومات الاستخبارية‚ فقد كان صدام حسين دكتاتورا لا يتورع عن قتل اولئك الذين ينتقدونه فما بالك بمن يفكر بالتجسس عليه‚ \r\n \r\n يقول بتلر انه كان لدى البريطانيين جواسيس قليلون يمكن الاعتماد عليهم‚ فبعد طرد مفتشي الاممالمتحدة في عام 1998 فقدت الولاياتالمتحدة القدرة على الوصول الى الاستخبارات البشرية المحايدة مما دفعها لملء هذا الفراغ من خلال الاعتماد على اقوال المنفيين العراقيين الذين كانت لهم اجندتهم الخاصة بهم‚ \r\n \r\n والتحليل ايضا كان ضعيفا‚ فقد كان هناك اتجاه للاخذ بالمعلومات المبالغ بها التي تقول ان صدام حسين عمد عقب حرب الخليج الاولى الى تطوير برامج اسلحة الدمار الشامل‚وحتى لا تقع المخابرات في الخطأ الذي وقعت به قبل غزو العراق حيث مالت للتقليل لجأت الى عكس ذلك وأخذت بالمبالغة في تقديم تقديراتها‚ كان يتوجب على اجهزة الاستخبارات الاميركية والبريطانية ان تلجأ الى تشكيل فرق للتفكير بنفس الاسلوب الذي يفكر به العدو وهذا لم يحدث‚ \r\n \r\n ان تقديم التقارير الاستخبارية للقادة السياسيين شابه ايضا الكثير من الاخطاء‚ كان هناك الكثير من التحذيرات التي تنبه الى ان مصطلح اسلحة الدمار الشامل كان مشوشا وغير واضح كونه يجمع ما بين الاسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية وهناك تفاوت كبير بين شدة وقوة وفاعلية كل منها‚ \r\n \r\n وقد تضمن الملف البريطاني الذي نشر في سبتمبر 2002 الادعاء ان بامكان العراق نشر هذه الاسلحة خلال 45 دقيقة من اجل استخدامها‚ \r\n \r\n ليس بالامكان توجيه اللوم الى القادة السياسيين على الفشل التحليلي للمعلومات الاستخبارية ولكن يمكن توجيه اللوم لهم اذا ما ذهبوا الى ما هو ابعد من الاستخبارات وعمدوا الى تضخيم ما تشير اليه‚ \r\n \r\n فقد ذهب نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني الى القول انه «لا يوجد هناك شك» في ان صدام حسين يمتلك اسلحة للدمار الشامل‚ اما الرئيس بوش فقد قال ان هناك «ادلة متوافرة» على ان العراق قد بعث الحياة في برامجه النووية متجاهلا بذلك الشكوك التي اثيرت في التقارير‚ \r\n \r\n وهناك ثقة شبه عمياء لدى بعض الدوائر في الاجهزة الاستخبارية‚ فخلال الحرب الباردة كان ينظر لمسؤولي الاستخبارات على انهم ابطال‚ اما بعد حرب فيتنام فقد ذهبت هذه الحالة‚ وهجمات 11 سبتمبر اعادت ثقة الرأي العام باهمية وجود استخبارات جيدة ولكن الفشل في العثور على اسلحة الدمار الشامل في العراق احيا الشكوك من جديد‚ \r\n \r\n ان الدروس بالنسبة لنيغروبونتي واضحة للغاية‚ فبالاضافة الى المهام البيروقراطية لتنسيق الميزانيات والانشطة فانه يتوجب عليه العمل على تحسين الاساليب التي تجمع بها المعلومات وتحسين اساليب التحليل وتشجيع تقديمها للقادة السياسيين بصورة اكثر حذرا وكذلك الامر بالنسبة للرأي العام‚ \r\n \r\n ونأمل في ان تتم هذه التغييرات قبل ان تتزايد حرارة النقاش الدائر حول ايران‚ \r\n