وفي الاسبوع الماضي, أثار زعيم الحزب, هوارد دين, خلافا عندما اوحى بان الانتصار في العراق غير ممكن, ويخشى بعض الديمقراطيين بان يؤدي هذا الموقف الى نسف مطلب حزبهم بالتخلي بالقوة فيما يتعلق بالدفاع القومي, واضعاف آمالهم بتحقيق مكاسب في الانتخابات النصفية العام المقبل, وفي هذا الخصوص, يقول روس بيكر, استاذ العلوم السياسية بجامعة روتغرز بولاية نيو جيرسي, انه »حتى صدور تصريح مورثا, كان بامكان الديمقراطيين التستر وراء حجة نحن ندعم القوات, ولكننا نأسى للحرب, اما بوضعه هذه العلامة الفاصلة على الحرب فيكون قد اقحم الديمقراطيين في موقف صعب«. \r\n وفي الوقت ذاته, لم يكن معظم الجمهوريين في عجلة من امرهم في الحصول على دفاع من الرئيس بوش, وهو الذي القى خطابين كبيرين, في غضون اسابيع, للدفاع عن سجل اداراته في حرب تبين استطلاعات الرأي انه فقد تأييد معظم الناخبين. \r\n تحت هذه التصدعات الحاصلة, علنا وسرا, في كلا الحزبين, هناك اجماع في الكونغرس على انه يتوجب على البيت الابيض ان يكون اكثر تحديدا وواقعية في تعريف ما يشكل انتصارا في العراق, واكثر اقترابا في المقاييس المطلوبة لقياس التقدم. \r\n بعد اجتماع استغرق ساعتين, عقد يوم الاربعاء الماضي, حول الحرب خرج الديمقراطيون منقسمين كما كانوا دائما, فقالت نانسي بيلوسي, المؤيدة لاقتراح مورثا, »اننا فخورون جدا بانفسنا لاننا لسنا تنظيما بصمجيا« اما النائب الديمقراطي ستيني هويار/ولاية ماريلاند, فيعارض ذلك. \r\n ومهما يكن من امر, فان الديمقراطيين متفقون على نقاط بارزة يريدون تحقيقها في العراق, ففي لقاء عقد مع الديمقراطيين يوم الاربعاء طرح مورثا, وهو نائب ديمقراطي من ولاية بنسلفانيا لسبع عشرة دورة, ورقة يتتبع فيها محاولاته للحصول على معلومات اكثر من البنتاغون والبيت الابيض, عن دليل ملموس لتحسن الاوضاع في العراق, واستند بشكل خاص الى تقديرات الادارة بشأن التقدم في نمو عدد القوات العراقية المستعدة لتحمل المسؤولية من القوات الامريكية, فجاء في تقرير مجلس الامن القومي, الصادر الشهر الفائت, تحت عنوان »الاستراتيجية القومية لاحراز النصر في العراق«, ان اكثر من »212000 من قوات الامن العراقية المدربة والمجهزة قائمة هناك, مقارنة مع 96000 في شهر ايلول من العام المنصرم«, لكن هذه التقديرات تختلف عن تقديرات البنتاغون لعام ,2004 التي تقول ان اكثر من 200000 من العراقيين قد تم تدريبهم حتى ذلك الوقت, ووضعوا تحت السلاح, وقال مورثا, »انا لا استطيع القياس الا بما ارى بعيني«, ويذكر هنا ان كبار الجمهوريين يثيرون النقطة ذاتها, ولكن على مستوى درامي اقل. \r\n وبعد مراجعة تقرير »الاستراتيجية القومية لاحراز النصر في العراق«, المؤلف من 35 صفحة, رحب السيناتور ريتشارد لوغار/ولاية انديانا, ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ, بالدقة الجديدة في الخطة, التي »تحدد بعض المعايير الواجب تحقيقها, او على الاقل تحدد بعض استراتيجية, وبالطريقة التي تمكن الرئيس بوش من الكشف عنها«. ومع هذا, فقد اضاف لوغار يقول ان على البيت الابيض ان يكون مهيأ ايضاً »لنقلة غير اعتيادية, من حيث التشاور مع اعضاء الكونغرس, ان كنا نريد حقاً الحصول على تأييد دائم وثابت لما يمكن ان يكون فترة زمنية طويلة ومعقولة«. \r\n وفي رسالة بعثها لوغار الى زملائه, دعا جميع اعضاء الكونغرس الى التعرف بصورة اعمق على تفاصيل الحرب. وقد تضمن تقرير جديد صدر الاسبوع الماضي عن لجنة العلاقات الخارجية, تثميناً للحريات المدنية والدينية الجديدة في العراق, ولكنه يلاحظ في الوقت ذاته, »ان البعض يجدون صعوبة في التخلي عن المنافع المالية لنظام مركزية الدولة«. \r\n ويشير التقرير الى جبهة اخرى, هي: بينما يختزن العراق ثاني اكبر احتياطي نفطي في العالم, فان الهجمات الدؤوبة كانت تعني ان »الاموال المخصصة اساساً لهذا القطاع اصبحت الان مقتصرة على اصلاح البنى التحتية القائمة«. \r\n وقال السيناتور الديمقراطي من ولاية رود آيلاند, جاك ريد, مخاطباً الشيوخ الديمقراطيين, انه يطالب بتدقيق اعمق من الكونغرس في اموال اعادة الاعمار, التي لم ينفق نصفها, فبعد ست سفرات له الى العراق, ما يزال يرى اقتصاداً عراقياً مدعوماً مالياً الى ذرى عالية, مع تزويد بالطاقة الكهربائية بمستوى ادنى من مستويات ما بعد الحرب العالمية الثانية. »فعلينا الاطلاع على المزيد من التفاصيل« وقال, ليست المشكلة الرئيسية فيما اذا كنا سننسحب, او متى يكون ذلك, بل في مقاييس النجاح«. \r\n ان من شأن هذه الهواجس المقلقة ان تحتل صدارة المسرح السياسي اوائل العام المقبل, عندما يبحث الكونغرس مشروع قانون الدعم المالي الاضافي لقضايا الدفاع, الذي يقول مورثا انه يتوقع ان يكلف حوالي 100 مليار دولار, وخلال فترة الاعياد, واجازة شهر كانون الثاني, سيعاود العديدون من اعضاء الكونغرس القيام بسفرات الى العراق, ومواصلة الاتصال مع دوائرهم الانتخابية حول الحرب. وفي هذا الصدد, تقول النائب الين توشر, الديمقراطية من كاليفورنيا, وعضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ, والعائدة لتوها من زيارة للعراق, وتلح على الديمقراطيين بضرورة المصادقة على مجموعة من المبادىء, بدلاً من التمسك بجدول زمني محدد للانسحاب, »اننا نعد مجموعة من المبادىء تمكن الناس من البدء بتبنيها« واضافت توشر تقول »لا بد للمعركة من ان تحال على العراقيين, وعلينا ان نعود الى معركتنا: الحرب على الارهاب الدولي«.