ان مشاكل بوش ليست بالجديدة، فقد بدأت مع الصيف عندما دشنت سيندي شيهان، وهي أم خسرت ابنها في حرب العراق، حملة احتجاجية ضد الحرب، وفي البداية لم يأبه البيت الأبيض للتحدي الذي مثلته، ولم يدرك كيف كانت تحشد وتجذب انتباه وسائل الاعلام والمعارضة الشعبية للحرب. \r\n وبينما كان الرئيس يستهل بناء دفاع وطني عن تعامله مع حرب العراق، جاءت كارثة كاترينا لتقضي على جهوده؛ إذ أن استجابة ادارته البطيئة لتلك الازمة زادت من تقليص الدعم الشعبي، بالاضافة الى سلسلة من الفضائح والادانات لكبار الشخصيات في البيت الابيض والحزب الجمهوري والاخفاق في ترشيح مستشارة الرئيس للمحكمة العليا، وأصبح الطريق ممهدا لفترة رئاسية مملوءة بالمشاكل. \r\n كل ذلك اقترن بتصاعد الخسائر البشرية في العراق ما ادى الى اهتزاز الثقة الشعبية في قيادة بوش والثقة في امانة رئاسته. \r\n ومع تراجع شعبية بوش وتصاعد وتيرة الجدل الدائر حول طريقة معالجته لحرب العراق بدأ اعضاء بمجلس الشيوخ والكونغرس من الجمهوريين والديمقراطيين ينأون بأنفسهم عن سياسة الادارة في الحرب والاعلان عن تحديها. \r\n وعندما انتقد اعضاء ديمقراطيون بمجلس الشيوخ امثال باتريك ليهي واداورد كينيدي وجون كيري وجون ادوارد الحرب استطاعت الادارة تجاهل انتقاداتهم، لكن في الاسبوع الماضي تلقت جهود الحرب التي يبذلها البيت الابيض توبيخا معتدلا ولكنه لاذع من اعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ ابدوا قلقهم من ان الاحباط الشعبي من طريقة معالجة الادارة للحرب قد يؤثر سلبا على حظوظ اعادة انتخابهم في 2006، الامر الذي حدا بالقيادة الجمهورية في مجلس الشيوخ الى ان تقرر التحرك وتلقف المبادرة قبل الديمقراطيين ومرروا مشروع قانون من جانبهم بهامش 79 الى 19 يدعو البيت الابيض الى تقديم تقرير ربع سنوي عن جهود الحرب واعلنوا ان عام 2006 يجب ان يكون فترة انتقالية مهمة من السيطرة الاميركية الى السيطرة العراقية على الحرب. \r\n وإذ يستمر النقد في التزايد، يحاول الرئيس ونائبه التصدي على امل استعادة السيطرة على النقاش، واتهما، هما والمتحدثون باسمهما، منتقدي الادارة بالعمل بلا مسئولية لخفض معنويات القوات الاميركية، وعدم الامانة والضمير في اعادة كتابة التاريخ, وترك العراق فريسة للارهاب, وتعريض امن الاميركيين للخطر. \r\n ومهما كانت هذه الانتقادات لاذعة الا انه فات اوان تحويل مد الجدل الوطني، فقد اشار السيناتور تشوك هاغل الجمهوري في رده على البيت الابيض الى انه على ادارة بوش ان تدرك ان كل اميركي له الحق في ان يشكك في سياساتنا في العراق والا يتم تخويفه كونه يختلف معنا، فمساءلة حكومتك لا ينافي الوطنية (بل ان عدم مساءلة حكومتك ينافي الوطنية). \r\n اعقب ذلك النقد اللافت الذي وجهه عضو الكونغرس جون مورثات صقر الديمقراطيين البارز والمؤيد القوي للحرب الذي احتل اواخر الاسبوع المنصرم عناون الصحف واشعل عاصفة من الجدل عندما صرح بأن الحرب سياسة معيبة مغلفة بوهم، واعلن انه توصل الى نتيجة مفادها انه حان الوقت لاعادة القوات الاميركية الى الديار. \r\n لن يحدث هذا، ولكن ما حدث هو ان الادارة فقدت سيطرتها على النقاش الوطني وقدرتها على وضع أطر كيفية سير الحرب، وخسارة ثقة الشعب شيء، اما ان يأتي مسئولون منتخبون في الكونغرس ويبدون قلقهم على مواقفهم مما يضطرهم الى التحرك فهذا يدل على ان البيت الابيض يواجه مشكلة. \r\n جيمس زغبي \r\n رئيس المعهد العربي الاميركي \r\n