\r\n فعلى شفا خارطة طريق بون يواجه الرئيس الافغاني حميد قرضاي معضلة كبيرة في شكل ثلاثة من المشاكل القديمة والمتفاعلة وهي المخدرات وقطاع الطرق وعناصر المقاومة فالافيون وامراء الحروب والتشدد الاسلامي يضربون افغانستان منذ عقود والان فانهم يبدأون في الاندماج لتشكيل هبة او عاصفة قوية.\r\n فقد زاد انتاج الافيون بشكل كبير منذ 2001 حيث وصل حسب بعض التقديرات الى اكثر من 60%من الناتج المحلي الاجمالي لافغانستان الذي يأتي من هذا الطريق واكثر من 90% من رؤساء الشرطة في افغانستان متورطون كما تفيد التقارير في او يحمون تجارة المخدرات ومحاولات التصدي للمخدرات حتى الان اكثر ما يمكن وصفها به هو انها مخيبة للامال. \r\n على الصعيد السياسي فان الاخبار الجيدة هي ان النساء فازت بمقاعد في البرلمان في انتخابات سبتمبر الماضي باكثر من ال25% المكفولة لهن بموجب الحصة الدستورية والاخبار السيئة هي ان نصف المقاعد على الاقل سوف يشغلها نفس امراء الحرب القدماء والشيوعيين السابقين والمتشددين الاسلاميين الذين ساعدوا على اكمال تدمير افغانستان بداية من السوفييت في 1979الى التقاتل فيما بينهم في الستعينات ومن بين هؤلاء مولاي محمد اسلام محمدي حاكم طالبان السابق لاقليم باميان الذي اشرف على تدمير معابد بوذا القديمة العريقة والاستاذ عبد رب الرسول سياف الذي تعتبره منظمة هيومان رايتس ووتش مجرم حرب ولايزال اغلب مثل هؤلاء الاعضاء يحتفظون بفصائلهم المسلحة التي غالبا ما تتنكر بوصفها قوات شرطة وتتورط في تجارة المخدرات وقليل جدا من هؤلاء يؤيدون قرضاي مما يجعل عودة الاختناق البرلماني القاسي في التسعينات امرا محتملا . \r\n ما يزيد المشهد قتامة هو المقاومة في الجنوب وطالبان هي فقط احدث عنوان او تجسيد في الصراع الذي عمره قرن من الزمن بين الاقلية الحضرية المتحدثة والاغلبية الاسلامية الريفية المحافظة والاعلانات الاميركية بان طالبان انتهت تتردد سنويا على مدار السنوات الاربع الماضية وهو ما يثير نوعا من الغوغائية بشكل متزايد وما يظهر نقصا مركبا في فهم الواقع في افغانستان هذا في الوقت الذي تتزايد فيه هجمات طالبان من حيث العدد والقوة كل سنة منذ 2001. \r\n والان فان الاكثر ازعاجا هو الدليل على تزايد الارتباط القاتل بين الارباح الطائلة للمخدرات وطالبان والجهاد المتعولم الجديد حيث يظهر المقاتلون الاجانب في افغانستان والافغان يذهبون الى العراق من اجل التدريب ويظهر ان اموال المخدرات الافغانية تمول ذلك. \r\n ما رأيته بصفتي مسئولا سياسيا في وزارة الخارجية في واشنطن وفي منطقة القتال على طول الحدود الباكستانية يوضح ان طالبان تشن ليس هجوما بل عرضا دفاعيا استراتيجيا وهي ترجئ تحقيق تنمية ملموسة في حزام القبائل البشتونية في الجنوب من خلال قتل او ترويع منظمات التنمية. \r\n في غضون ذلك أسمع كل يوم أن عناصر من طالبان يتركون خطابات ليلية بين القرى وتحذر منشورات دعائية من ان الاميركيين سوف يغادرون افغانستان قريبا ويهددون بعمليات انتقام ثأرية قاتلة ضد المتعاونين معهم بمجرد مغادرة الاميركيين وحتى الان فان استراتيجيتهم هذه تعمل بشكل كبير وتؤتي ثمارها في الجنوب بشكل اكبر من الشمال . \r\n يبدأ الامل بالنسبة لمستقبل افغانستان بالامن في المناطق الريفية والتطور التدريجي لحكم القانون خارج المراكز الحضرية ويمثل المستوى الحالي من القوات البالغ قوامها 18 ألفا أقل التزاما بقوات اميركية في مهمة بعد الحرب منذ الحرب العالمية الثانية والقوات الاميركية منتشرة هناك باقصى ما يمكنها على الارض لتوفير مظلة امن يعول عليه يمكن ان يعزز التنمية والتصدي للمخدرات ووقف اعمال العصابات المسلحة وتدريب الشرطة وهزيمة عناصر المقاومة. \r\n هناك سريتان فقط من المشاة ولاتوجد مروحية واحدة في كل اقليم باكتيكا على سبيل المثال وهي المنطقة التي تعادل مساحة ولاية فيرمونت وغالبا ما أرى قوات الرد السريع الاميركية في عربات همفي تأخذ اربع ساعات حتى تعبر 30 ميلا بغية الوصول الى مسرح هجوم لطالبان. \r\n من المقرر ان يتولى حلف شمال الاطلسي(ناتو) السيطرة العسكرية الكاملة في 2006 لكنه يفتقد الارادة السياسية والقدرة على صد المقاومة وقوات الامن الافغانية امامها 10سنوات حتى تصل الى الاكتفاء الذاتي. \r\n وتلعب وزارة الدفاع الاميركية لعبة الارقام منذ ثلاث سنوات مع الجيش الافغاني الهش الذي يبدو كبيرا على الورق لكن ليس لديه اي قدرة من الناحية الفعلية على تحريك او تعزيز نفسه او القتال من نفسه في باكتيا يتم نقل الجنود الافغان الى العمليات في شاحنات مدنية مؤجرة ويتم اعطاؤهم وجبات جاهزة عسكرية حتى يظلوا بعيدين عن الجوع لاطول وقت ممكن. \r\n بدلا من سحب القوات فان الولاياتالمتحدة تحتاج الى نشر فرقة مشاة اخرى على الاقل في منطقة القتال اضافة الى مزيد جدا من المروحيات وعليها ان تقدم على استراتيجة مؤكدة في التصدي للمقاومة تقوم على مزيد من عمليات الحراسة في المناطق الريفية وتحترم الثقافة المحلية وتعبد الطرق وتؤمن القرى الصغيرة والرد السريع من القوات المحمولة جوا على انشطة المقاومة. \r\n الطريق المجهول للامام سيكون اكثر صعوبة واكثر خطورة عن الطريق الذي قطعناه في افغانستان وتقليص مستويات القوات الاميركية في اي وقت قريب في هذا البلد سيكون كارثيا . \r\n كريس ماسون \r\n مسئول السياسة الافغانية في وزارة الخارجية الاميركية في الفترة من 2001 الى 2005 ويعمل الان باحثا بارزا في مركز سياسات الدفاع المتقدمة \r\n خدمة ( لوس انجلوس تايمز- واشنطن بوست) خاص ب(الوطن).