\r\n وقد تم اعتقال سيان غارلاند البالغ من العمر 71 سنة والمخضرم في الجيش الجمهوري الايرلندي في بلفاست في سبتمبر الماضي. وينتظر الرجل الترحيل الى الولاياتالمتحدة بناء على مذكرة اعتقال اتحادية تدعي انه هو واخرين اشتروا ونقلوا واما انهم تداولوا او اعادوا بيع اوراق مالية فئة 100 دولار مزورة بشكل عالي الجودة.\r\n وتتهم الولاياتالمتحدة غارلاند الذي ينكر بانه مذنب وافرج عنه بكفالة في انتظار استلام اوراق ترحيله الى الولاياتالمتحدة بالترتيب مع وكالات كورية شمالية من اجل شراء كميات من الاوراق المالية وتجنيد اشخاص اخرين لتوزيع الاموال المزورة المعروفة بالسوبر دولارات او السوبر نوتس. \r\n وقد كسر الادعاء الاتحادي الاميركي حاجز الصمت الرسمي الممتد منذ عقود بشأن طبع كوريا الشمالية وتوزيعها اوراقا مالية فئة 100 دولار مزورة عالية الجودة واعمال تهريب مرتبطة بها في السجائر والمخدرات والاسلحة في اغسطس الماضي. ففي كاليفورنيا وعدة ولايات اخرى تم اعتقال اشخاص مرتبطين بعصابة اجرامية اسيوية كبيرة. ووصف الادعاء بنك الدلتا الاسيوي في ماكاو المستعمرة البرتغالية السابقة في الصين بانها البؤرة الاساسية لغسيل هذه الاموال وذلك بمساعدة الكوريين الشماليين في توزيع عملة مزورة وانشطة اجرامية اخرى. وتبدأ قصة التزوير المتعلقة بكوريا الشمالية في نفس الوقت تقريبا الذي اشترى فيه شاه ايران الراحل في عامي 1975و1976 مطبعتين للطباعة الغائرة الملونة وهو النوع الذي كان يستخدم في ذلك الوقت من قبل وزارة الخزانة الاميركية في طباعة الدولارات الحقيقية من شارع غيوري في لوزان بسويسرا. وقد انقذ ذلك الشاه من الاطاحة به من قبل الثورات الاسلامية حتى عام 1979 ووفر قاعدة صناعية لصالح فيض من الدولارات المزورة ببراعة كبيرة. وظهرت عينات من هذه الدولارات المزورة بداية في سنغافورة في 1983 وبعد ذلك بعقد من الزمن غمرت اوروبا والشرق الاوسط والشرق الاقصى. \r\n ثم اشترى كيم ايل سونغ ديكتاتور كوريا الشمالية مطبعة مشابهة من نفس الشركة السويسرية في منتصف السبعينات ايضا. ووصف عدد من المنشقين من الكوريين الشماليين مكان المطبعة بانه في وسط بيونغ يانغ. وتم تنظيم شبكات التوزيع التي امتدت الى الصين وفيما بعد الى جنوب شرق اسيا ثم الى اميركا الشمالية. \r\n بعد شكاوي جنائية ضد دبلوماسيين من كوريا الشمالية الذين تم الامساك بهم وهم يوزعون الدولارات المزورة منذ 1994 اعلن فيل ويليامز الاستاذ في جامعة بيتسبورغ اننا نادرا ما نرى دولة تستخدم الجريمة المنظمة بهذه الطريقة. انها دولة اجرام ليس لانها يسيطر عليها مجرمون بل لان الدولة تتولى بنفسها القيام بالجريمة. \r\n في 1994 اكتشف محاسب يقظ في فرع البنك الجمهوري الوطني الذي مقره نيويورك في هونغ كونغ ان شحنات العملة من بنك الدلتا في ماكاو مكسوة او مزخرفة بالدولارات المزورة. وتعقبتها عناصر من الجهاز الخاص الاميركي الى رجال اعمال من كوريا الشمالية في ماكاو غير ان زعيم العصابة الكوري الشمالي هرب الى الصين الام وتوقفت المحاكمة. \r\n هاجرت الدولارات المزورة عبر المحيط الهادي الى اميركا الشمالية. واكتشفت الشرطة الكندية العقول المدبرة الرئيسية وهي عصابة اجرامية صينية تسمى داي هين جاي او اولاد الدائرة الكبيرة. وخلال منتصف التسعينات انفقوا وغسلوا الدولارات المزورة في مطاعم ومقاهي في بحيرة تاهوي ونيفادا وفي ضاحية المدينة الصينية ايست برود واي في نيويورك وغيرها. \r\n وكان اهم اختراق لقوات تنفيذ القانون يتم الاعلان عنه هو الاعتقال والادانة في تايلاند في 1996 لياشيمي تاناكا الارهابي في الجيش الاحمر الياباني السابق الذي كان يتخذ ملاذا له في كوريا الشمالية في 1970. وتم اعتقال تاناكا في كمبوديا لدى محاولته غسيل الدولارات المزورة بالعملة التايلاندية ب250 ألف دولار كقيمة اسمية مالية لها. \r\n في صيف 1998رفضت وزارة الخزانة الاميركية التعليق عندما صادرت البحرية اليابانية سفينة كورية شمالية مشحونة بدولارات مزورة. وداهمت الشرطة اليابانية مدعومة في ذلك بالمكتب الميداني للقوات الخاصة الاميركية في طوكيو الموزعين المقصودين في اليابان. وخلال 48 ساعة من مصادرة السفينة احجم المسئولون في طوكيو وواشنطن عن الحديث عن القضية. \r\n يستحق اعتراف واشنطن المتأخر وان كان محل تقدير بدور بيونغ يانغ في التزوير والتطورات الاخرى في قضية سيان غارلاند والقضايا الاخرى ذات الصلة تمحيصا حذرا للعلاقات بين الجيش الجمهوري الايرلندي المنزوع سلاحه الان حسبما هو مفترض وجماعات العنف الاخرى بما فيها تنظيم القاعدة ومطابع الاموال المزورة في كوريا الشمالية. \r\n جون كولي \r\n مراسل خارجي اميركي متقاعد ومؤلف كتاب (الحروب غير المقدسة: افغانستان واميركا والارهاب الدولي.) \r\n خدمة انترناشيونال هيرالد تريبيون نيويورك تايمز خاص ب(الوطن).