\r\n \r\n فرئيسها التنفيذي، روبرت ميلر، يقول إنها لا تستطيع ان تواكب المنافسة العالمية وتدفع لعمالها أجوراً حسب المعايير النقابية، ولابد لها من التخلص من أعباء التزاماتها بالرعاية الصحية ومعاشات التقاعد للعمال المتقاعدين. \r\n \r\n وميلر هذا الذي أغدق حوالي 90 مليون دولار على شكل مكافآت نهاية خدمة على مدرائه التنفيذيين يريد من عماله القبول بتخفيض أجورهم من حوالي 27 دولاراً بالساعة الى حوالي 10 دولارات بالساعة. \r\n \r\n لكن هذه القضية لا تتعلق بشركة ديلفي وحدها، وانما بمدينة ديترويت كلها، فشركة جنرال موتورز تقف على شفير الإفلاس وكذلك الأمر بالنسبة لشركة فورد، وكل شركات السيارات تضغط على العمال للسكوت على تخفيضات كبيرة في أجورهم وتعويضاتهم، ومن الواضح ان صناعة السيارات تنحدر في الطريق نفسها الذي انحدرت فيه صناعة الفولاذ. \r\n \r\n وصناعة التعدين وصناعة الأجهزة المنزلية، فهي تتجه من الوظائف النقابية التي توفر عيشاً كريماً بمستوى الطبقة الوسطى الى وظائف بأجور متدنية وتعويضات متدنية تترك العمال يكافحون لتوفير المستوى الأدنى من الحياة الكريمة. \r\n \r\n وأولئك الذين كانوا من أشد المتحمسين للاقتصاد العالمي الجديد من أمثال توم فريدمان جادلوا بأن هؤلاء العمال ليسوا سوى الضحايا البطيئين المتبدلين الذين ستدوسهم الأقدام في الطريق السريع الى اقتصاد جديد وازدهار جديد. \r\n \r\n ثم انفجرت فقاعة ال \"دوت. كوم\" والكثير من وظائف البرمجة التي ضاعت في ذلك الانفجار ولم ترجع قط، بل ذهبت الى الهند. وكذلك الأمر بالنسبة لعدد متزايد من وظائف الخدمات في القطاع المالي والمصرفي وقطاع الاتصالات. \r\n \r\n والآن يصبح فريدمان الذي يتحدث بعفوية مطلقة معقود اللسان عندما يحاول تفسير كيف يمكن لهذا البلد الحفاظ على الطبقة الوسطى في وجه هجوم الشركات الكبرى على النقابات العمالية وتصدير الوظائف الجيدة الى الخارج والضغط على الأجور والتعويضات في الوطن. \r\n \r\n السنة الماضية كانت سنة ممتازة للنمو الاقتصادي، بحسب إدارة بوش والبيت الأبيض، فلقد ارتفعت مؤشرات الأسهم وارتفعت الأرباح وحلقت معها مرتبات المدراء التنفيذيين مرة أخرى، لكن أجور العمال العاديين انخفضت. \r\n \r\n وكما يشير معهد السياسات الاقتصادية، فإن متوسط أجور العمال الذكور بدوام كامل على مدار السنة لم يواكب الارتفاع الحاد في الأسعار وذلك كان قبل الارتفاع المهول الأخير في أسعار الوقود. \r\n \r\n نحن نعلّم أولادنا الانضباط. ونحثهم على الاجتهاد والابتعاد عن المشاكل وعن المخدرات، وعدم الانجاب خارج الزوجية وتحصيل أفضل مستويات ممكنة من التعليم. \r\n \r\n والوعد المنشود هو انك عندما تتسلح بالانضباط الذاتي والاعتماد على النفس، تستطيع أن تشارك في الحلم الأميركي: حياة كريمة، وظيفة آمنة، منزل، تقاعد مضمون وتعليم جيد للجيل المقبل. \r\n \r\n لكن ماذا يحدث عندما ينكسر السلّم المؤدي الى الطبقة الوسطى؟ عندما تضيع الوظائف التي توفر طريق الارتقاء إلى أعلى؟ ماذا يحدث عندما لا تستطيع ان تجد وظيفة نقابية توفر لك أجراً في حدود 27 دولاراً في الساعة مع رعاية صحية. \r\n \r\n ومعاش تقاعدي مضمون، وتجد نفسك مضطراً للقبول بعمل يقدم لك 10 دولارات في الساعة، بدون رعاية صحية وبدون ضمان للتقاعد؟ ماذا يحلّ بالفرص، بالحلم وبأميركا؟ \r\n \r\n هذا تحدي جوهري يواجه بلدنا. وما من زعيم، سوى جون ادواردز، يكلف نفسه حتى عناء الحديث عن هذا الموضوع. الرئس بوش يهدر 250 مليار دولار وآلاف الأرواح في مسعى فاشل لبناء ديمقراطية موحدة في عراق تمزقه الانقسامات المدنية والدينية. \r\n \r\n وفي الوطن، فإن بوش يشكل جزءاً من المشكلة، والخطوة الأولى التي قام بها بعد كاترينا هي الغاء معايير أجور العمال السائدة في العقود الممنوحة لإعادة بناء المدينة، والتخلي عن الأنظمة التي تضبط استخدام العمال غير المسجلين. \r\n \r\n وبدلاً من توفير وظائف نقابية لائقة لضحايا كاترينا وإعطائهم أجوراً عادلة تمكنهم من الوقوف مجدداً على أقدامهم، سيقوم بوش بإعادة بناء نيواوليانز، على يد العمال المهاجرين غير الشرعيين الذين يمكن استغلالهم للعمل بأجور متدنية جداً. \r\n \r\n ومن ثم ترحيلهم إلى خارج البلد بعد انجاز المهمة. ولا يزال بوش ومعه الكونغرس الجمهوري يضغطان لتمرير المزيد من التخفيضات الضريبية للأثرياء بينما هم يمنعون أي زيادة في الحد الأدنى لأجور العمال. \r\n \r\n لكن الديمقراطيين ليسوا أفضل حالاً بكثير. فهم يتكلمون عن التعليم باعتباره الحل، لكنهم يتجاهلون حقيقة أن رسوم الدراسة الجامعية آخذة بالارتفاع بدرجة تفوق قدرة العائلات المنتمية الى الطبقة العاملة. \r\n \r\n أو حقيقة أن الأولاد الفقراء الأكثر حاجة للمساعدة يذهبون إلى مدارس مكتظة بالتلاميذ، ويتلقون دروسهم من اقل المعلمين كفاءة ومن كتب عفى عليها الزمن وفي مدارس مهملة خطرة على صحتهم. وبدلاً من ان يقدم نظامنا المدرسي سبيلاً للفرص، فإنه في وضعه الراهن يعزز انقسام أميركا. \r\n \r\n يجب على الأسر العاملة ان تستيقظ. فنحن بحاجة إلى حركة جديدة وأجندة جديدة وقيادة جديدة. والآن بعدما رأيناه من حادثة ديلغي التي تشير إلى أن ديترويت في طريقها للسقوط، فإنه لم يعد أمامنا متسع كبير من الوقت. \r\n \r\n خاص ل \"البيان\" \r\n \r\n