\r\n \r\n ناشد بوش أميركا بأن »تمحو إرث العنصرية« الذي كشف عنه أولئك الذين تم التخلي عنهم في أعقاب كاترينا. وناشد الكونغرس بتخصيص أكثر من 60 مليار دولار لمساعدات الطوارئ، ووضع إطار برنامج لإعادة البناء ستصل تكلفته على الأرجح إلى 200 مليار دولار، أي ما يوازي تكلفة حرب العراق إلى الآن. \r\n \r\n وكل هذا دفع الصحافة إلى مقارنة خطط بوش بالبرنامج الجديد للرئيس الأسبق فرانكلين روزفلت أو برنامج المجتمع العظيم للرئيس الأسبق ليندون جونسون. لكن لا ينبغي لنا ان ننساق وراء هذه المقارنات غير الدقيقة. فان إمعان النظر في خطة بوش يظهر إنها ليست »برنامجا جديداً وإنما هي صفقة رديئة تتناقض مع مصالح الفقراء الذين كانوا الأكثر تضرراً من كاترينا. \r\n \r\n وجاء المفتاح الأول من أول خطوة اتخذها بوش. فلقد أصدر أوامر بإلغاء الحد الأدنى للأجور السائدة للعمال تمهيدا لمشاريع إعادة البناء، كما منحت إدارته لشركة »هاليبرتون« عقداً مغرياً بدون منافسة للبدء في العمل. \r\n \r\n ثم أعلن بوش عن ألاباما وميسيسبي ولويزيانا كمنطقة للمشاريع الخاصة، ثم استخدم سلطته الاستثنائية في أوقات الطوارئ لإيقاف ضمانات حماية العمال في المنطقة، بما في ذلك الضمانات للمساواة في التوظيف، وحماية المقاولين المنتمين للأقليات الإثنية وضمانات الصحة والسلامة والحماية البيئية. \r\n \r\n والآن بدأنا نفهم أن الرئيس بوش عندما وعد بالتخلص من ميراث العنصرية في نيو أورليانز، كان يعني التخلص من الفقراء الذين كانوا ضحايا تلك العنصرية. وقد كشف ألفونسو جاكسون، وزير الإسكان والتنمية المدنية عن تلك الحقيقة في مقابلة مع صحيفة هيوستن كرونيكيل. \r\n \r\n وقال الوزير: »لابد من قول الحقيقة، وهي ان نيو أورليانز لن تظل موطناً ل 500 ألف نسمة لفترة طويلة. ونيو أورليانز لن تعود مدينة للسود كما كانت« \r\n \r\n . وتنبأ جاكسون بأن نيو أورليانز ستجتذب تدريجياً حوالي 375 ألف شخص، لكن نسبة السود فيهم لن تتعدى 40 بالمئة. (قبل كاترينا كان حوالي ثلثي سكان نيو أورليانز من السود) وأضاف الوزير: \r\n \r\n أقول لكم من موقعي الرسمي ومن خبرتي الطويلة في التخطيط المدني بأن هذا ما ستؤول إليه الأوضاع في المدينة. وكشف جاكسون بأنه نصح العمدة راي رانغين بعدم إعادة بناء الحي التاسع الذي كانت تقطنه أغلبية ساحقة من السود. \r\n \r\n ولم يقل جاكسون بأن نيو أورليانز ستكون أصغر لان البعض قد يقرر عدم العودة اليها. لكنه قال بان أغلبية سكانها بعد كاترينا ستكون من البيض. \r\n \r\n وسكان الحي التاسع هم من الخدم والندال الذين يخدمون سياح نيو أورليانز . \r\n \r\n انهم الموسيقيون الذين يمنحون المدينة موسيقى البلوز المميزة. انهم الطهاة والموظفون الحكوميون الذين يكافحون لإعادة المدينة إلى الحياة. ونصف البيوت هناك مملوكة وليست مستأجرة. والكثير من هؤلاء العمال مازالوا مبعثرين في أكثر من 40 ولاية ولا يزال العديد منهم يعيش في الملاجئ بدون سكن او رعاية طبية. \r\n \r\n ولا أحد يفهم لماذا لم تعط إدارة بوش سكان نيو أورليانز المشردين قسائم إسكان لاستئجار مساكن في نيو اوليانز أو حولها. وبدلاً من ذلك أمرت الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ بتجهيز عشرات الآلاف من العربات ذات المقطورة لإيواء ضحايا كاترينا. \r\n \r\n الآن نحن نعرف حقيقة ما يجري. فالرئيس بوش لا يخطط لعملية تجديد مدينة، بل يخطط لعملية ازالة مدينة. لقد أعطت الإدارة لضحايا كاترينا تذاكر »ذهاب فقط« للخروج من المدينة دون وضع خطة لإعادتهم. وبدلاً من ذلك فسوف يحول المخططون المدنيون نيو أورليانز إلى مدينة أشبه بالحديقة التخصصية للطبقة الاورستقراطية. \r\n \r\n وسوف يقومون باعادة بناء أحياء البيض حتى تلك الأحياء المعرضة للفيضانات الشديدة مثل حي »جنتيلي« الذي يقطنه سكان من الطبقة الوسطى وحي »ليكفيو« الذي يقطنه الأثرياء. »هكذا سيكون الوضع« كما يقول وزير الإسكان والتنمية المدنية في إدارة بوش. \r\n \r\n لا ينبغي التعامل بوحشية مع ضحايا كاترينا مرة أخرى. يجب على الكونغرس ان يصر على منحهم حق العودة ويجب على وكالة إدارة الطوارئ (فيما) ان تطور خطة تجعل عودتهم امراً . \r\n \r\n ممكناً يجب ان يحصل هؤلاء على أفضلية في الوظائف التي ستنشأ في عملية إعادة بناء المدينة، ويجب إعطاؤهم قسائم إسكان لاستئجار مساكن مجاورة لمدينتهم. وإذا اقتضت الضرورة يجب فتح القواعد العسكرية لهم وتوفير وسائل مواصلات لنقلهم من وإلى العمل. \r\n \r\n ويجب أن تدفع لهم أجور حسب المعايير السائدة مع توفير رعاية صحية لائقة، وسكان الحي التاسع يجب أن يقرروا بأنفسهم مصير منازلهم، لا أن يترك الأمر للمخططين المدنيين العازمين على بناء نيور أورليانز جديدة بدون سكانها السود، وإذا لم يتم إعادة بناء أحيائهم يجب أن تبنى لهم مجمعات سكنية عامة معقولة التكلفة في أجزاء أخرى من نيوأورليانز. \r\n \r\n وهذا مالا يخطط له ألفونسو جاكسون وإدارة بوش، لذلك فإن الأمر سيتطلب حراكاً شعبياً ونشاطاً جريئاً في الكونغرس لتمكينهم من رؤية النور. \r\n \r\n لقد دمر الإعصار كاترينا منازل ضحاياه ولا ينبغي ان نسمح للإدارة بأن تجعلهم منفيين عن مدينتهم. \r\n \r\n خدمة »لوس أنجلوس تايمز« \r\n \r\n خاص ل »البيان«: \r\n \r\n