تعامل الإدارة الأمريكية مع ضحايا إعصار كاترينا وسياساتها الأمنية والصحية حرمت الأقلية الفقيرة من إعادة اعمار دمره الإعصار والعودة إلى منازلهم. إن هذا الأمر لا يشكل انتهاكاً لحقوق الإنسان فحسب وإنما تهديد للتوازن الديموجرافى فى هذه المنطقة، بهذه الكلمات بدأت منظمة العفو الدولية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان تقريرا اصدرته امس وجهت فيه انتقادات شديدة اللهجة لتعامل الحكومة الامريكية مع كارثة إعصار كاترينا الذي ضرب الساحل الشرقي للولايات المتحدة في أغسطس عام2005 مخلفا1800 قتيل, ومئات الآلاف من المشردين الذين اضطروا إلي مغادرة منازلهم, بعد أن غرقت مدن الساحل الشرقي الأمريكي وأبرزها مدينة نيو أورليانز وحالة من الفوضي والسلب والنهب, وسط مخاوف من تفشي الأوبئة والأمراض. وأوضحت المنظمة الدولية أن الانتقاد لا يقتصر علي إدارة الرئيس السابق جورج بوش فحسب, إنما يمتد إلي إدارة الرئيس الديمقراطي الحالي باراك أوباما التي في ظل الأزمة الاقتصادية لم تسع لمداواة جراح منكوبي الاعصار الذين لم يتمكنوا من استعادة حياتهم بعد وفقا لما جاء في نص التقرير. وكان الإعصار قد خلف دمارا واسعا في ولايات لويزيانا والمسيسيبي وألاباما علي ساحل خليج المكسيك. وكانت إدارة بوش قد تعرضت لانتقادات حادة بسبب إهمالها تدعيم السدود بعد وقوع الاعصار, الأمر الذي أدي إلي تهدم السدود بسرعة وعدم حجزها للمياه, مما ضاعف من المشكلة, كما وجهت المنظمة في تقريرها الصادر عام2006 اتهامات لإدارة بوش بالعنصرية بسبب إهمالها ضحايا كاترينا لأصولهم الجنوبية والعرقية. أما في تقرير الامس فقد ضمت المنظمة الدولية إدارة أوباما إلي الانتقادات حيث أكدت أن الدراسة الميدانية التي أجرتها في مدينة نيو أورليانز بعد خمسة أعوام من الإعصار كشفت النقاب عن أن مجمل المواقف التي اتخذتها الحكومة الأمريكية أسفرت عن انتهاكات واسعة النطاق ضد حقوق الإنسان. أما عن النظام الأمني والعدالة فحدث ولا حرج ووفقا لما جاء في التقرير فإن الشرطة عرقلت نظام معاقبة المجرمين في الولايات المتضررة كما أنها مارست القوة المفرطة في مراكز الاعتقال. كما وجهت المنظمة انتقادات للإدارة بسبب عجزها عن تمويل النظام القضائي بما يحتاجه لتطبيق العدالة, الأمر الذي تسبب في انتشار عمليات السلب والنهب وغياب الإحساس بالأمان. وكتبت جاستين مازويلا الباحثة المشاركة في التقرير لوصف الموقف بعد أعوام من الإعصار: لقد تحول سجن مدينة أورليانز إلي أكبر مصحة نفسية في ولاية لويزيانا. من جانبها, ردت موريا ماك المتحدثة باسم البيت الأبيض علي التقرير بالقول إن إدارة أوباما أصدرت قرارات بمنع كل الإجراءات الروتينية التي تعرقل عمليات إعادة الإعمار, كما أنها عززت التعاون مع المنظمات غير الحكومية لمواجهة الأزمة. وأكدت أن الإدارة خلال العام الماضي أفرجت عن2.4 مليار دولار لإعادة بناء المناطق المنكوبة, مشيرة إلي أن هذه الأموال كانت مجمدة خلال الأعوام التي تلت الإعصار في اتهام مبطن لإدارة بوش.