حتى فى أمريكا تتسبب البيروقراطية فى مضاعفة أعداد ضحايا الكوارث، فقد ذكر تقرير للكونجرس ان "الجمود البيروقراطي" خلال الاعصار كاترينا تسبب في وفاة عدد كبير من الأشخاص موضحا ان ذلك كان يمكن تجنبه فيما اقر مسؤول في الادارة ال أمريكية بان الحكومة واجهت مشكلة في التعامل مع الكارثة. وقال مجلس النواب الأمريكي في تقرير له ان الاخطاء التي ارتكبت تبدأ من التصدي "الضعيف" لادارة الرئيس الأمريكي جورج بوش للكارثة. وكان الاعصار كاترينا اسفر في من اغسطس عن مقتل اكثر من 1300 شخص وتدمير 300 الف منزل في منطقة نيو اورلينز. وذكر النواب في تقرير بعنوان "فشل في المبادرة" ان المخططين لم يستجيبوا للتحذيرات بان الاعصار كاترينا قد يضرب نيو اورلينز ولم يدركوا حجم الكارثة عندما صحت التوقعات بوقوعها. وقال المجلس الذي يسيطر عليه اعضاء الحزب الجمهوري الذي ينتمي اليه بوش "بدا ان المسؤولين من كافة المستويات كانوا ينتظرون كارثة تناسب خططهم بدلا من التخطيط وبناء قدرات تناسب ما القت به الطبيعة عليهم". واضاف التقرير ان "نشر القدرات اللوجستية للجيش لتلبية الاحتياجات الغذائية والصحية الهائلة والمأوى للعدد الكبير للمتضررين وبسرعة يحتاج الى تحرك رئاسي". وانتقد المشرعون البيت الابيض لتجاهله معلومات عن حجم الكارثة. وقال النائب توم ديفيس الذي ترأس لجنة التحقيق ان امتناع البيت الابيض عن توفير وثائق طلبها التحقيق "امر مخيب للامل للغاية". واكد التقرير ان "عدة وفيات كان يمكن منع حدوثها". واضاف ان "الاخفاق المؤسساتي والفردي الذي رصدناه اصبح اكثر وضوحا عندما تمت مقارنته بالجهود البطولية لهؤلاء الذين تحركوا بطريقة حاسمة ولم يترددوا ومن تولوا معالجة الامور بانفسهم عندما كان الجمود البيروقراطي يتسبب بوفيات واصابات ومعاناة". وقال التحقيق ان الحكومة لم تتعلم من الدروس العديدة التي اعقبت هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة حول تبادل المعلومات. ووجه التحقيق اعنف الانتقادات لوزير الامن القومي مايكل شرتوف ومساعديه بسبب فشلهم في التحرك لمواجهة العاصفة. وقال التقرير ان قرارات وزير الامن اتسمت "بالفوضى والارتباك البالغ". وفي جلسة لمجلس الشيوخ اقر شرتوف بالاخطاء وقال انه عندما ذهب الى فراشه ليل العاصفة لم يكن يصدق ان الاعصار كاترينا كان بالسوء الذي توقعه الكثيرون. الا انه اعلن قبوله الانتقادات التي وجهت اليه. وقال للجنة الامن القومي ولجنة الشؤون الحكومية في مجلس الشيوخ "انا مسؤول واقبل المسؤولية عن اداء الوزارة باكملها الجيد منه والرديء". واعترف بوجود العديد من الاخطاء. وقال "من الصحيح القول ان قدراتنا اللوجستية لمواجهة الاعصار كاترينا لم تكن كافية مطلقا" فيما وعد باجراء تغييرات بحلول موسم الاعصار المقبل في يونيو. واضاف انه لم يكن على علم ليل وقوع الاعصار بحجم الكارثة. وقال "عندما ذهبت الى النوم كنت اعتقد ان العاصفة لم تحدث اضرارا بالشكل الذي كان متوقعا وقد ساعد في ذلك الاعتقاد الصور التي رأيتها على التلفزيون". واشار الى ان وزارته ابلغته بوجود تقارير عن تحطم بعض الحواجز المائية في نيو اورلينز الا انه لم يتم تاكيد اي من ذلك. وفي الحقيقة فقد اخترق اعصار كاترينا الدفاعات المائية وغرق 75 بالمئة من المدينة تحت الماء. وقال مايكل براون الرئيس السابق للوكالة الفدرالية لادارة الطوارئ امام المشرعين الاسبوع الماضي انه تلقى تاكيدا بانهيار الحواجز المائية مساء 29 من اغسطس. من جهة اخرى افاد تحقيق رسمي كشف عنه الاثنين ان عمليات تزوير كثيفة بلغت بضعة ملايين من الدولارات شابت البرنامج الحكومي للمساعدة المالية التي منحت الى منكوبي الاعصارين كاترينا وريتا اواخر الصيف. واوضحت دارسة اعدتها الهيئة الرسمية لمراقبة الاداء الحكومي ان حوالى 900 الف من طالبي المساعدة المالية المباشرة الذين بلغ عددهم 2,5 مليون قدموا على الارجح معلومات مزورة. وقد نجمت عمليات التزوير هذه عن التقصير في التحقق من بطاقات الهوية من قبل وكالة ادارة الازمات التي كان في حوزتها 4,5 مليارات دولار لانفاقها. وانفقت الحكومة عشرات مليارات الدولارات على اعمال الاغاثة من الكارثة واعادة اعمار المنطقة المتضررة.