صدر مؤخرا للصحفية جوليا ريد كتابا عن إعصار كاترينا وتقول عن ذلك: "لم أخطط لتأليف كتاب حول الإعصار" الواقع أن التقرير الذي أعدته بعنوان "البيت في الشارع الأول: قصة نيو أورليانز" على حد قولها لم يكن كتاباً يتناول الإعصار كاترينا لكنه يتناول الحياة، بطبيعتها المختلفة وقيمتها وأخيراً تقلّباتها. ووفقا لصحيفة "الجريدة" الكويتية كانت محظوظة .. لم يقتلع سقف منزل عائلتها، وكأن ذلك حدث بفعل سحب مفاجئة، ولم تضطر للجلوس في صالة لويزيانا سوبردوم العملاقة مع تدفق تلك المياه كلها حاملة معها الأشجار والمنازل والجثث والأحلام. لكنْ لذلك كلّه دور معين، فهذا ما يحدث عندما تكون حياتك مرتبطة بشدة بمكان مثير ك نيو أورليانز. يدور الكتاب حول نضال ريد العنيف في سبيل إعادة تأهيل منزلها قبل العاصفة، تقول ريد: "ساعدني تأليف هذا الكتاب في فهم ما جذبني إلى تلك المدينة، وكيفية انجذابي إلى زوجي، وأعتقد أيضاً في فهم كيفية انجذابي إلى فكرة تأسيس عائلة". نيو أورليانز هي الموطن الذي تبنى ريد. موطنها الأساسي هو الميسيسيبي، لكن علاقتها بنيو أوليانز بدأت عندما كانت مراهقة. في الصفحات الأولى من كتابها تشير إلى أنه "لطالما كانت مدينة نيو أورليانز شقيقتنا الكبرى التي في الجنوب". عندما بلغت العشرينات من عمرها، أصبحت، "غريبة ترتاد المدينة بانتظام"، فتشارك في نوع الموسيقى والطعام الذي لا يستطيع إلا سكان نيو أورليانز القيام به. بعد سنوات، تملكت ريد شقة وحياة في منهاتن وبدأت تفكر في مسألة الإقامة. تكتب ريد: "التجول بسيارة كبيرة والاستمتاع بمكيف الهواء وصوت الراديو المرتفع جداً والنوافذ المفتوحة... شعرت وكأنني في موطني لأن تلك المدينة هي كذلك فعلاً". لكن ما حسم المسألة هو اللقاء الذي جمعها برجل مميز واستقرارها بهدف الزواج للمرة الأولى بعمر 42 عاماً في منزل بحاجة إلى إعادة ترميم في حديقة المقاطعة في نيو أورليانز. في هذا السياق تقول: "ها أنا لم أكن مرتبطة بأحد والآن فجأة سأرتبط برجل وستتغير أوضاعي بكاملها". ثم وبعد أربعة أسابيع من انتقالها هي وزوجها جون إلى المنزل، ضرب إعصار كاترينا. لم يتعرض المنزل لأي أذى. "لا يمكنني أن أدعي الذكاء الخارق وأنني خططت لتحدث الأمور بتلك الطريقة، لكن تأليف الكتاب ساعدني نوعاً ما في فهم مسيرتي الخاصة. أصبح مجتمعها هو عائلتها، والعائلة الأوسع نطاقاً، من بينها: مساعدها أنطوان، روز وعائلتها التي مدت لها يد العون في ما يتعلق بالأعمال المنزلية، الطهاة المحليون ، "تاجر السجاد العاري المجنون" الذي أبقى عينيه على منزلها في خلال فترة انتقالها إلى المنزل الجديد؛ ومجموعة من الأصدقاء؛ أصبحوا جميعهم من عائلتها في خلال الأسابيع التي تلت الإعصار. لكن أكثر ما كان عرضة للخطر بالنسبة إلى ريد، إلى جانب حصيلة الضحايا، هو طابع المدينة. في الأيام الأولى، كان السؤال الذي يجوب تفكيرها بإلحاح هو ما إذا كانت نيو أورليانز ستخسر كل تلك الأمور التي لا تجعل منها "الأخت الأكبر سناً" فحسب، بل العم المميز بما يخبئه من قصص. تقول: كان الهاجس الحقيقي هو "الخوف من أن أخسر هذه المجموعة من الشخصيات المختلفة والتي تنبض بالحياة". لكن الطهاة عادوا مع الموسيقيين، وبدأ الآخرون يحذون حذوهم. تتابع "رأى معظم الناس أن الوضع لن يكون كما في عالم ديزني، تقدم تلك الذكرى الثالثة على حصول إعصار كاترينا مرحلة جديدة بالنسبة إليهم". في الماضي، "كانت العبارة الأساسية التي غالباً ما رددها سكان نيو أورليانز "ما الذي يمكنك فعله؟" مثلا، "الفساد منتشر في مجلس المدينة، ما الذي يمكنك فعله؟ ليس لدينا نظام تعليم، ما الذي يمكنك فعله؟" لكن شعاع الأمل الوحيد في ذلك كله، إذا أمعنت النظر لتراه، هو أنه الآن "سنتخذ خطوات كثيرة، إذ أننا نستطيع القيام بالكثير" على حد قول ريد. بدأ ذلك كله مع تعزيز الحرس الوطني في الأسابيع التي تلت العاصفة، وامتد إلى مبادرات واسعة النطاق لجمع الأموال. تختم ريد بثقة واندفاع كبيرين "ما من شيء يوازي عقاراً قديماً ضخماً والكثير من الديون لتعرف أين أنت حقاً. لكن في الحقيقة هناك أمور كثيرة يستطيع المرء القيام بها على أرض الواقع في سبيل إعادة بناء المدينة. إنها مدينة تتمتع بفرصة لإعادة بناء نفسها".