الاجابة على السؤالين التاليين سوف توضح ما اذا كان العراق سينعم بالاستقرار خلال الشهور القادمة ام لا. \r\n الأول: هل الزعماء في كلا الجانبين يمتلكون الشجاعة الكافية للخروج بمعادلة يمكن من خلالها اعطاء كل طائفة نصيبا عادلا في مستقبل العراق؟ \r\n لكي نفهم المطلوب, فلنعقد مقارنة بين العراق في مرحلة ما بعد صدام مع جنوب افريقيا عقب التمييز العنصري مباشرة. حيث كان على اصحاب البشرة البيضاء هناك ان يعيدوا صياغة ادوارهم لتتناسب مع وضعهم الجديد كأقلية, وكان على الأغلبية السمراء ان تثبت للبيض انهم مازالوا يتمتعون بدورهم في ادارة دولتهم. \r\n ويشبه رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري السنة العراقيين بالأقلية البيضاء في جنوب افريقيا ويؤكد على انهم يفتقدون زعيما مثل اف دبليو دي كليرك الذي اقنع شعبه بقبول وضعه الجديد. ويشبه الجعفري الزعيم الديني الشيعي اية الله علي السيستاني بنيلسون مانديلا الذي طمأن البيض في جنوب افريقيا على وضعهم الجديد. لعب السيستاني دورا توفيقيا, ولكن وضعه الديني يحول دون وصوله الى المكانة السياسية التي وصل اليها مانديلا. ولايستطيع السيستاني كذلك السيطرة على السياسيين الشيعة. ورغم معارضته, الا ان زعماء بارزين من الشيعة طالبوا بالحق في تشكيل فيدرالية اقليمية في جنوب العراق يمكنها السيطرة على عملية تدفق النفط العراقي في المستقبل ويتم الاحتفاظ بهذا الحق في الدستور. هذا الأمر اقنع العديد من السنة بأن الشيعة يريدون تمزيق العراق. اما بالنسبة للسنة العراقيين, فهم بالفعل يفتقدون دي كليرك. حيث قام صدام بمحق اي زعماء سياسيين سنيين ذوي خبرة في العمل السياسي. كما ان السنة المسلمين ليس لهم تنظيم ديني هرمي يمكن من خلاله اختيار زعيم له سلطة عليا. ولهذا تتنازع الشخصيات السياسية السنية والقبلية والدينية حول ما اذا كانوا سيؤيدون النظام الجديد ام يؤيدون المقاومة. يرى زعماء احدى الجماعات السياسية السنية وهو الحزب الاسلامي العراقي ان السنة يجب عليهم الانضمام الى هذا النظام الجديد. وفي يوم الثلاثاء الماضي صوت العراقيون للدستور العراقي الجديد. ولكن الحزب الاسلامي العراقي كما يراه بعض العراقيين حزب غير واضح الوجهة. وقد عارض اعضاؤه صدام قبل الحرب وسجن الكثير منهم وعُذبوا كثيرا. وليس من الواضح اذا كان هناك سنة اخرون سيعملون بنصيحة الحزب الاسلامي العراقي ام لا. يبدو ان غالبية السنة لازالوا يؤيدون ويتفقون على انهم لابد وان يشاركوا في انتخابات ديسمبر البرلمانية. \r\n الثاني: هل يستطيع الزعماء السنة تجنب الضغط من أجل شن حرب أهلية على مدى واسع؟. ينكر الكثير من السنة الهجمات التي يشنها البعض ضد المدنيين. ولكن السياسيين السنة يقولون انهم لايستطيعون ادانة الزرقاوي لأن هذا سوف يجعل الجميع ينظر اليهم على انهم مؤيدون للاحتلال الأميركي. هذا العمى الأخلاقي يعجل بانهيار العراق ودخولها في حرب اهلية شاملة. ذكر توم ليستر مراسل كيه ار تي الأسبوع الماضي ان الوحدات الجديدة في الجيش العراقي قد تخضع للتوتر العرقي والطائفي. والعديد من هذه الوحدات يتكون اساسا من الشيعة ,كما انهم يعملون في بعض المناطق الخطيرة التي يكثر فيها افراد المقاومة السنية. وقد يميل الضباط الشيعة والجنود الذين فقدوا ذويهم في الانفجارات والهجمات الارهابية الى الثأر من بعض المدنيين السنة الأبرياء.ان هذا الطريق محفوف بالمخاطر الكبرى.ولهذا لابد وان يتعهد الشيعة بعدم ايذاء السنة وانهم لايريدون تقسيم العراق وانهم سوف يتقاسمون النفط فيما بينهم. هذه هي الخطوات التي يمكن من خلالها انقاذ العراق. وقبل ان يصبح الدستور فاعلا, لابد وان يتوصل الشيعة والسنة الى اجماع فيما بينهم على انهم سيبذلون اقصى ما في وسعهم لتجنب نشوب حرب اهلية شاملة. كما انهم لاوقت امامهم لكي يضيعوه. \r\n ترودي روبين \r\n كاتبة عمود وعضو هيئة تحرير صحيفة فيلادلفيا انكوير. \r\n خدمة كيه ار تي خاص بالوطن