أرقام تذكّر بأصداء من فييتنام تشير التقديرات الحالية إلى أن تكاليف الحرب الأميركية في العراق ستتجاوز قيمتها (700) مليار من الدولارات. وبنفس القيمة الراهنة للدولار كانت حرب أميركا في فييتنام قد كلفت (600) مليار. (خلال فترة امتدت من 1964 حتى 1975). وفي العراق تقدر تكاليف العمليات العسكرية شهرياً ب (6،5) مليارات في عام 2005، وبالمقارنة مع هذه التكلفة كان معدل ما تكلفه العمليات العسكرية الأميركية في حرب فييتنام في السنة الثامنة للحرب فيها ب (1،5) مليارات في الشهر الواحد. ومن الحقائق المثيرة أن استمرار الوجود في العراق وأفغانستان بالمستويات العسكرية الحالية سوف يؤدي إلى مضاعفة العجز الموجود في الميزانية الفيدرالية المقدرة للسنوات العشر المقبلة. فمنذ عام 2001 نشرت الولاياتالمتحدة ما يزيد على مليون جندي أميركي في العراق وأفغانستان (وبالطبع ضمن تبديل منظم) وتحولت تكاليف الحرب إلى أغلى حرب أميركية في الستين عاماً الماضية. وبلغ عدد رجال الصحافة والمراسلين الذين قتلوا في حرب العراق وأفغانستان (66) خلال سنتين مقابل (63) قتلوا في حرب فييتنام. \r\n \r\n \r\n كابوس من نوع جديد \r\n \r\n أجبرت الولاياتالمتحدة على استدعاء (21) ألفاً من الحرس الوطني الأميركي الذي يتمركز عادة في داخل الولاياتالمتحدة للخدمة في العراق وأفغانستان، علماً أن عدد أفراده الإجمالي يبلغ (330) ألفاً. ويجري استخدام هذه القوات في الحشد العسكري الخارجي لمدة (460) يوماً عادة. وتبين أن ثلث القوات النظامية وعددها (341) مجنداً ومجندة نفذت خدمة عسكرية لمرتين أو أكثر في بلاد خارج الولاياتالمتحدة. التكاليف بالنسبة للعراق 1 تسيطر الولاياتالمتحدة على (106) من القواعد العسكرية في مختلف أرجاء العراق وخصص الكونغرس (236) مليون دولار لبناء القواعد الدائمة في ميزانية عام 2005. 2 ارتفع عدد القتلى العراقيين المدنيين من (23589) إلى (26705) على الأقل. 3 يجري شهرياً مقتل (155) من قوات الأمن والشرطة العراقية تقريباً منذ كانون الثاني/ يناير 2005، في حين كان هذا العدد لا يتجاوز (65) شهرياً قبل تلك الفترة. 4 - بلغ معدل العمليات الانتحارية (50) عملية شهرياً خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2005 وكان المعدل في عام 2003 (20) عملية في الشهر و(48) في عام 2004. 5 لا يزال معدل عدد أفراد المقاومة العراقية على مستواه ما بين (14) ألفاً إلى (16) ألفاً رغم كل عمليات القتل الأميركية التي وقعت في صفوفها ورغم اعتقال (1600) من رجال وأنصار المقاومة شهرياً. 6 ذكرت تقارير وزارة الخارجية الأميركية أن عدد العمليات الهجومية الكبيرة بلغ (655) عملية عام 2004 في حين أنه لم يتجاوز (175) عملية في عام 2003. 7 تسببت الحرب في العراق بإضعاف سلطة الأممالمتحدة فيه وبعدم الثقة فيها. \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n أضواء مهمة على الكابوس في العراق \r\n \r\n بلغت الخسائر البشرية الأميركية وبين قوى التحالف في الفترة الممتدة من بداية الحرب في 19 آذار/ مارس 2003 و22 آب/ أغسطس 2005 (2060) قتيلاً (بموجب الأرقام الأميركية الرسمية) (1866) من الجنود والضباط. وبلغ عدد الجرحى في صفوف القوات الأميركية (14065) 96% منهم أي (13523) جريحاً منذ 1/5/2003. وقتل إلى جانب هؤلاء العسكريين (255) مدنياً من المتعاقدين مع الجيش منذ 1/5/2003 (91) من بينهم أميركيون. واضطرت قيادة أركان الجيوش الأميركية بسبب عدم قدرتها على إنجاز خطة تجنيد واسعة للجيش إلى استخدام قوات الحرس الوطني الأميركي، ويوجد الآن في العراق (48) ألفاً من هذه القوات، إضافة إلى قوات احتياط بلغت نسبتها 35% من مجموع القوات الأميركية المستخدمة في العراق. وتبين أن الولاياتالمتحدة تعرضت لخسارة بنسبة 44% من قوات الشرطة والإطفاء التي كان يتعين تجنيدها من الحرس الوطني للعمل في داخل الولايات. كما اضطر الجيش إلى إرسال متعاقدين للعمل العسكري في العراق أثار قسم منهم فضائح سجن (أبو غريب) والتعذيب فيه. \r\n \r\n \r\n التكاليف الاقتصادية \r\n \r\n صادق الكونغرس على أربعة مشاريع ميزانية نفقات للحرب في العراق بلغت (4،204) مليارات دولار وهو الآن يعد مصادقته على إضافة (3،45) ملياراً آخرين لتغطية العمليات العسكرية بانتظار وضع ميزانية نفقات أخرى قريباً وربما في ربيع عام 2006. وفي آب/ أغسطس 2005 أعلن مكتب الميزانية في الكونغرس أن التكاليف المستمرة للحرب في العراق وأفغانستان إذا استمرت على مستوياتها الراهنة فسوف تبلغ ضعف ما بلغت حتى الآن، وهذا يعني أنها ستتجاوز (700) مليار دولار في السنوات العشر المقبلة. وتبين أن (30) ألفاً من الذين استدعوا للعمل العسكري في العراق وأفغانستان كانوا يملكون مشاريع عمل صغيرة وسوف تتضرر أعمالهم هذه نتيجة استدعائهم وبسبب التأثيرات الاقتصادية التي تجلبها الحرب داخل الولاياتالمتحدة. وظهر من الأرقام الخاصة ببرامج الرعاية الاجتماعية وميزانياتها أن النفقات التي يتوجب على ميزانية عام 2006 إدخالها في حسابها كبيرة إلى حد سيدفع لجنة الميزانية إلى حذف (150) برنامجاً من هذه البرامج. وبالإضافة إلى هذا، ستزداد نفقات الرعاية الاجتماعية والمعنوية للأفراد في القوات المسلحة، ففي أيار/ مايو الماضي بلغ عدد الجنود الذين جمدت عملية إصدار الأوامر لهم لأسباب معنوية ونفسية (14082) أي (10%) من عدد الجنود الذين يخدمون في العراق ودون أن يتحدد موعد إعادة إصدار الأوامر القتالية لهم. وازدادت المشاكل الاجتماعية لعدد مهم من الضباط والجنود الذين يخدمون في العراق بسبب التوتر وزيادة مدة الخدمة في العراق، ففي عام 2004 وقع طلاق (3325) ضابطاً من زوجاتهم في الولاياتالمتحدة بزيادة 78% بالنسبة للعام 2003. وتزداد في الوقت نفسه نفقات الرعاية الصحية للجنود العائدين من العراق، وفي عام 2005 سيعود (23553) من الأفراد من العراق وأفغانستان لتلقي العلاج الطبي. وفي حزيران/ يونيو الماضي أعلن جيم نيكولسون أن عدد من يتلقى هذه الرعاية الطبية بلغ (103) آلاف، وفي تموز/ يوليو عام 2005 أعلن المسؤول الطبي الأعلى في الجيش الأميركي أن 30% من أفراد الجيش العائدين إلى الولاياتالمتحدة يعانون من مشاكل وأمراض ذهنية وصحية بعد ثلاثة أشهر من عودتهم من الحرب في العراق. وبما أن عدد الجنود الذين خدموا حتى الآن في العراق وأفغانستان مليوناً، فإن بعض الخبراء يتوقعون أن يتجاوز عدد الجنود الذين سيحتاجون لهذه النفقات (100) ألف. \r\n \r\n \r\n تكاليف الحرب على العراقيين \r\n \r\n بلغ عدد القتلى في صفوف العراقيين المدنيين حتى تاريخ 22 آب/ أغسطس 2005 ما بين (23589) و(26705) بسبب عمليات الجيش الأميركي أثناء الغزو والاحتلال، لكن العدد الحقيقي يفوق هذا الرقم الرسمي الأميركي والدولي. فقد ذكرت المجلة الطبية البريطانية (ذي لانسيت) في 24/10/2004 أن عدد القتلى بلغ في صفوف العراقيين المدنيين ما يزيد على (98) ألفاً من آذار/ مارس 2003 حتى أيلول/ سبتمبر 2004. وتقدر لجنة «مشروع البدائل العسكرية» أن عدد الجرحى تجاوز (120) ألفاً. أما في صفوف قوات الأمن والشرطة العراقية المحلية فيقدر عدد القتلى ب (2945) منذ بداية الحرب، وتشير تقديرات أخرى إلى 6000 فرد. وكان معدل مقتل رجال الشرطة والأمن العراقيين حتى شهر كانون الأول/ ديسمبر 2004 (65) قتيلاً في الشهر ثم زاد هذا المعدل في عام 2005 إلى 155 قتيلاً في الشهر وبلغ عدد القتلى أوجه في تموز/ يوليو الماضي 2005 حين قتل 304 أفراد بسبب عمليات التفجيرات والمقاومة. وعلى الرغم من التقديرات العسكرية الأميركية التي تشير إلى مقتل أو اعتقال ما يزيد على 40 ألفاً أو 50 ألفاً من رجال المقاومة العراقية إلا أن المقاومة لا تزال مستمرة في التصاعد. فإذا كان عدد رجال المقاومة هو 5000 في تشرين الثاني/ نوفمبر 2003 فقد بلغ ما يزيد على 20 ألفاً في تموز/ يوليو 2005 ويقدر مدير المخابرات الوطنية العراقية وجود ما يزيد على 200 ألف متعاطف ونصير يقف إلى جانب مساعدة المقاومة. وازدادت عمليات الهجوم التي تشنها المقاومة بنسبة 23% في الأشهر الأربعة الماضية وازداد عدد العمليات «الانتحارية» فيها إلى معدلات كبيرة. ففي عام 2003 وقعت عشرون عملية «انتحارية» وفي عام 2004 (48) عملية، وفي الأشهر الخمسة الأولى من عام 2005 ما يزيد على 50 عملية. وبسبب أوضاع الحرب وسيطرة الجيش الأميركي شهد سجل الجرائم الجنائية تزايداً ملحوظاً في بغداد وتسبب فيها بمقتل 8035 بظروف غير طبيعية في عام 2004 بالمقارنة مع 6012 في عام 2003 في حين كان هذا السجل يشير إلى 1800 جريمة في عام 2002 قبل احتلال العراق وبلغ هذا العدد 1100 خلال شهر واحد في تموز/ يوليو عام 2005. \r\n \r\n \r\n التكاليف الاقتصادية على العراق \r\n \r\n تشير الأرقام الخاصة بنسبة العاطلين عن العمل في العراق إلى 20% إلى 60% من عدد القوى البشرية العاملة. ويذكر بالمقارنة أن نسبة العاطلين عن العمل في الولاياتالمتحدة في أسوأ ظرف اقتصادي شهدته في تاريخها في فترة بداية الثلاثينات وهو ما عرف باسم «الركود الكبير» لم تتجاوز 25%. وفي العراق ثمة 60% من الأفراد يعتمدون على المخصصات التي تمنح للطعام وانخفض مستوى الدخل الفردي من 3000 دولار سنوياً في الثمانينات إلى 800 دولار عام 2004. وعلى صعيد الأعمال والبناء وإمكانية استفادة الشركات ورجال الأعمال العراقيين فيها، تبين أن الحرب أدت إلى التعاقد مع الشركات الأميركية وليس الشركات العراقية. واستنكرت وسائل إعلامية أميركية كثيرة الرشوة والفساد والهدر التي التصقت بالشركات الأميركية بموجب وثائق وضعها محاسبون أميركيون. وتحتل شركة (هاليبرتون) الأميركية (التي كان يرأسها تشيني نائب الرئيس الأميركي) أكبر سجل حين حصلت على مشاريع بقيمة 10 مليارات دولار. وظهر للمحاسبين في البنتاغون أن شركة «هاليبرتون» فشلت في تلبية مهمة كلفت بها لإطعام وإسكان عدد من القوات الأميركية عبر عقد بقيمة 8،1 مليار دولار. ومن ناحية النفط العراقي، ما زال إنتاج النفط يقف عند مستوى أقل بكثير من فترة ما قبل احتلال العراق. وفي عام 2003 انخفض إنتاج العراق من النفط وبلغ 33،1 مليون برميل يومياً رغم أنه بقي مستوى الانتاج أقل مما كان عليه عام 2003. وأصبح العراق الآن يستورد البنزين وآلاف الأطنان من وقود التدفئة والغاز المستخدم في البيوت والمنتوجات المكررة من النفط. وحول الأوضاع الصحية ومضاعفات الحرب عليها ذكرت تقارير عراقية مشتركة مع الأممالمتحدة في أيار/ مايو 2005 أن هناك ما يزيد على 223 ألفاً من العراقيين تسببت لهم الحرب بأمراض مزمنة، وأن الأطفال والمسنين والنساء العاجزين أو المعوقين زادت أعدادهم بشكل فاق نتيجة كل الحروب التي خاضها العراق. وعندما بدأ الغزو الأميركي أصيبت شبكات المياه والمجاري بالدمار وألقيت آلاف القنابل والقذائف الأميركية التي خلفت وراءها بيئة ملوثة، ناهيك عما تسببت به الدبابات من أضرار للمنطقة الصحراوية العراقية. وما زالت ألغام يقدر عددها ب12 مليوناً موجودة في مناطق عدة إضافة لانتشار مواد سالت من 5000 برميل من المواد الكيماوية أو المحترقة. وعلى صعيد المعتقلين العراقيين، بلغ عدد من اعتقل في عام 2005، 10783 عراقياً وهو ضعف عدد المعتقلين عام 2004 وتقوم قوات الاحتلال الآن بتوسيع ثلاثة سجون كبيرة وشرعت ببناء سجن رابع أكبر من الجميع بتكاليف بلغت 50 مليون دولار وبهدف استيعاب 16 ألف معتقل ولفترات طويلة. وتبين من إحصاءات عراقية أن ستة من بين كل عشرة معتقلين عراقيين تثبت براءتهم من أي أعمال كل فترة ويجري إطلاق سراحهم بعد اعتقالهم لفترات مختلفة.. \r\n \r\n \r\n \r\n أضرار الحرب الأميركية على العالم \r\n \r\n أ - تسبب القرار الأميركي الأحادي بغزو العراق بخرق فاضح لميثاق الأممالمتحدة وخلق سابقة خطيرة أمام دول أخرى ووفر لها استغلال هذه السابقة للقيام برد عسكري على أي أخطار مزعومة. كما خرقت الولاياتالمتحدة ميثاق جنيف وشجعت دولاً أخرى على خرقه. ب - تسببت جهود بوش التي أراد من خلالها دفع الأممالمتحدة إلى الاعتراف بالحكومة التي عينها في بغداد بعد احتلال العراق بتقويض المفهوم الطبيعي للسيادة الوطنية والاستقلال اللتين يؤكد عليهما ميثاق الأممالمتحدة. ج - لجأت إدارة بوش إلى ممارسة الضغوط على الدول التي عارضتها في مجلس الأمن الدولي من أجل دفعها للانضمام إلى إرسال القوات تحت إطار «تحالف الإرادة» فتسببت هذه السياسة بتقويض الأسس الديموقراطية لتلك الدول. فالشعب الإسباني عارض الحرب بأغلبية 90% ومع ذلك نجحت الضغوط الأميركية على أزنار رئيس الحكومة الإسبانية وشارك في الحرب ثم أسقط في الحكم بانتخابات ديموقراطية. وتبين حتى منتصف تموز/ يوليو 2005 أن 26 دولة من الدول ال45 التي أيدت تحالف الإرادة لم ترسل سوى عدد قليل جداً ورمزي من القوات إلى العراق ولو جرى إنفاق ما كلفته الحرب الأميركية في العراق على مشاكل الفقر والجوع في العالم وعلى مرض الإيدز وحصانة الأطفال وتنقية المياه وتطوير الدول الفقيرة لزالت نصف مشاكل العالم خلال تلك السنوات الثلاث من الحرب. وفي مجال زيادة التسلح تسببت الحرب الأميركية في العراق بزيادة بالغة في النفقات العسكرية وبلغت قيمة هذه النفقات في عام 2003، 956 مليار دولار في العالم ثم حلق هذا الرقم وأصبح ما يزيد على 5،1 تريليون عام 2005. وتسببت الذخائر التي استخدمتها الولاياتالمتحدة وهي من نوع يحمل يورانيوم غير مخصب بأضرار بيئية إقليمية لأن الأنهار التي تضررت منها تمر في إيران والكويت وليس العراق وحده». \r\n \r\n \r\n