ويوحي إعلان كاسي في العراق بأن رغبة الامريكيين في البقاء تضعف اكثر وأكثر. \r\n \r\n ويوضح آخر استطلاع للرأي في الولاياتالمتحدة ان 53 في المائة من المواطنين الامريكيين يعتقدون ان واشنطن لن تكسب الحرب في العراق. \r\n \r\n وخلال إيجاز صحافي مع رامسفيلد في بغداد الأسبوع الماضي، قال كاسي ان تخفيض القوات الامريكية سيبدأ بعد الانتخابات العراقية المقرر اجراؤها في نهاية العام الجاري. \r\n \r\n ويبدي كثير من المسؤولين العراقيين شكوكاً إزاء ادعاءات الولاياتالمتحدة بأنها تدرب قوات فعالة للجيش والشرطة العراقيين. ويقول اولئك المسؤولون ان المقاومة قادرة على الاستيلاء على المناطق السنية متى أرادت. \r\n \r\n وتستمر الولاياتالمتحدة في تولي المهام الأمنية في العراق على الرغم من السلطة الاسمية لوزارتي الدفاع والداخلية العراقيتين. ولا يتم تنفيذ أي عمليات عسكرية إلا بناء على اوامر امريكية. وكانت وثيقة حكومية بريطانية تم تسريبها في الشهر الماضي قد كشفت النقاب عن خطة امريكية لخفض عدد الجنود الاجانب في العراق الى 66 ألفاً بحلول منتصف عام 2006. \r\n \r\n ويعزو المواطنون العاديون في بغداد المشكلات التي يعانون منها إلى الوجود العسكري الامريكي ويقولون ان شيئاً لن يحدث اذا انسحبت القوات الامريكية. وقد تسبب نزوع الجنود الامريكيين الى معاملة جميع العراقيين كمفجرين استشهاديين محتملين بحوادث اطلاق نار متكررة راح ضحيتها أبرياء عراقيون. \r\n \r\n وقد لقي ضابط الشرطة، الذي يحمل رتبة لواء والمسؤول عن فريق الجرائم الخطيرة، مصرعه برصاصات في الرأس أطلقها عليه جنود امريكيون. ويلقي العراقيون أيضاً مسؤولية الافتقار الى الأمن الشخصي على الوجود العسكري الامريكي ويشيرون بوجه خاص الى عمليات الخطف والسطو المتكررة. \r\n \r\n ولكن، وفي ظل ضعف قوات الأمن العراقية يمكن ان يؤدي خروج امريكي سريع الى تفكك سلطة الحكومة في معظم اجزاء البلاد. ويقول محمود عثمان وهو عضو كردي مستقل في البرلمان انه يعتقد ان العدد الحقيقي لأفراد قوات الأمن العراقية هو 40 ألفاً وليس 150 الفاً كما يُزعم. \r\n \r\n وقد كان موقف الولاياتالمتحدة ملتبساً دائماً إزاء اعادة بناء القوات المسلحة العراقية، وعلى الرغم من ان الامريكيين يريدون من تلك القوات ان تكون قوية عند مواجهة افراد المقاومة إلا ان القوات الامريكية تتباطأ في تسليح قوات الأمن العراقية بالأسلحة الفعالة. ويشير المسؤولون العراقيون الى ان الامريكيين لا يثقون بهم. \r\n \r\n وقد قسمت القوات الامريكية العراق الى ست مناطق رئيسة تشرف عليها قوات الاحتلال متعددة الجنسيات التي تنتمي الى 26 دولة. وتتولى فرقة الفرسان المدرعة الحادية الامريكية المهمة في بغداد في حين تتولى فرقة المشاة الثانية والاربعين من ولاية نيويورك تغطية كركوك وتكريت وسامراء. \r\n \r\n ومنذ ان بدأ غزو العراق لقي اكثر من 1800 جندي امريكي مصرعهم قُتل حوالي 400 منهم في الفترة منذ 31 يناير/ كانون الثاني الماضي وهو التاريخ الذي جرت فيه الانتخابات العراقية. \r\n \r\n من جهة ثانية اختفى 5500 جندي امريكي من دون الحصول على اجازة رسمية منذ بدء العمليات في 2003. \r\n \r\n وفي ملف فساد القوات الامريكية أفادت صحيفة "لوس انجلوس تايمز" يوم الخميس الماضي ان 23 رجلاً من لواء حرس كاليفورنيا الوطني العامل في العراق يخضعون لتحقيق بتهمة اساءة معاملة معتقلين عراقيين ومخطط ابتزاز اموال تصل الى 30 ألف دولار ينطوي على وعود من جانب اولئك الجنود لأصحاب الحوانيت لحمايتهم من افراد المقاومة. \r\n \r\n \r\n \r\n * كاتب صحافي ومراسل غطى غزو \r\n \r\n واحتلال العراق وحصل على جائزة مارثا جيلهورن للعام 2005 المخصصة للتغطية الاعلامية لمناطق الحروب والنص منشور في موقع "انتيوور". \r\n \r\n \r\n