\r\n وسوف يتم تقديم الجائزة رسميا في البرلمان السويدي في ستوكهولم في 9 ديسمبر. وتبلغ الجائزة 250 ألف دولار، وسيتم اقتسامها بين فرانسيسكو توليدو وهو أحد الناشطين في العمل الخيري المحلي في أوكساكا بالمكسيك، ومود بارلو الناشطة الكندية في مجال التجارة والعدالة الاجتماعية، مع إيرين فيرنانديز وهي إحدى الناشطات في التنظيم الاجتماعي والنقابي، ومنظمة شعب كلهاري الأول (فرست بيبل أوف ذي كلهاري)، وهي جماعة شعبية تنتمي إلى البوشمان، وتقاوم الجهود التي تبذلها حكومة بتسوانا من أجل طردهم من وطنهم الأصلي في صحراء كلهاري. \r\n وقد أُعطيت جائزة الحياة الحقة، والتي يُشار إليها غالبا باعتبارها \"جائزة نوبل البديلة\"، لأكثر من مائة ناشط من 48 دولة منذ تم إنشاؤها عام 1980 على يد جاكوب فون أوكسكول، وهو جامع طوابع بريدية سويدي من أصل ألماني، وقد باع مجموعته من الطوابع، والتي تساوي حوالي مليون دولار، من أجل تمويل الجائزة. \r\n ومن بين من تلقوا الجائزة سابقا ونجاري ماتاي، الناشط الكيني في مجال البيئة والحاصل على جائزة نوبل في السلام عام 2004، وكذلك كين سارو ويوا، الكاتب النيجيري والناشط الذي ينتمي إلى قبيلة أوجوني، والذي قُتل على يد النظام العسكري للجنرال ساني أباتشا. \r\n والفائزون بالجائزة ينبغي أن يكونوا مشغولين بعمل \"يحترم تماما الآخرين كما يحترم الحياة الطبيعية\"، ويتضمن شيئا من \"التضحية الشخصية\". \r\n ويُعرف توليدو، 65 عاما وهو من هنود أمريكا الوسطى (زابوتيك)، \"بتكريس نفسه وفنه لحماية وتحسين وتجديد التراث الثقافي والمعماري، والبيئة الطبيعية والحياة المحلية لوطنه أوكساكا. \r\n وتوليدو رسام قام بعرض لوحاته بمعارض في المكسيك وأوروبا وأمريكا الجنوبية والشمالية وآسيا، كما قام بالإضافة إلى ذلك بإنشاء مكتبات للأطفال في المجتمعات الهندية، كما قام بتأسيس عدد من المؤسسات الفنية والثقافية، ومن بينها متحف الفن المعاصر في أوكساكا، ومعهد الفن التصويري في أوكساكا، ومكتبة جورج لويس بوريس للعميان، ومركز سانتو دومينيجو الثقافي بأوكساكا، وكذلك دار النشر الخاصة به. \r\n كما ساعد أيضا في تأسيس منظمة برو أوكس، والمكرسة لحماية وتعزيز الفنون والعمارة والثقافة والبيئة في أوكساكا. وباعتباره ناشطا اجتماعيا قام بشكل ناجح بمحاربة تأسيس فنادق حديثة شديدة الفخامة، وساحات ركن السيارات، والطرق السريعة، والسيارات المعلقة في مدينة مونت ألبان ذات المواقع الأثرية، ومطعم ماكدونالد للوجبات السريعة في الميدان الرئيسي لمدينة أوكساكا. \r\n أما بارلو وكلارك فهما ناشطان ناضلا طويلا في قضايا التجارة والعدالة، ويركزان في الفترة الحالية بشكل خاص على المياه. وقد عملت بارلو، 58 عاما، لفترة طويلا قائدة في حركة النساء الكندية، كما ساعدت في تأسيس مجلس الكنديين، وهي جماعة تضم 100 ألف عضو ولها 70 فرعا والتي قاومت منذ البداية اتفاقية التجارية الحرة بين الولاياتالمتحدةوكندا من أجل ضمان سيادة كندا على مواردها الطبيعية ومن بينها المياه. وقد لعبت بارلو أيضا دورا رئيسيا في معرضة اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا). \r\n وقد قامت بارلو بالكتابة والمساهمة في كتابة 15 كتابا حول العولمة والتهديدات التي تفرضها العولمة على \"المشتركات العالمية\"، والتي صارت مؤخرا \"متقاربة جدا من أجل مستقبل أكثر راحة لكندا في حصن أمريكا الشمالية\". \r\n أما كلارك، 60 عاما، فقد عمل رئيسا لقسم التحرك الاجتماعي في المؤتمر الكندي للأساقفة الكاثوليك، كما رأس شبكة التحرك في كندا، وهي أكبر ائتلاف لجماعات المجتمع المدني ونقابات العمال في كندا من أجل معارضة أجندة التجارة الحرة المشتركة. \r\n وفي عام 2002 قام كلارك وبارلو بنشر كتاب \"الذهب الأزرق: المعركة ضد السرقة المشتركة لمياه العالم\"، والي نُشر في 40 دولة. وفي الفترة الأخيرة كتب كلارك \"داخل الزجاجة\"، وهو عرض يتناول صناعة المياه المعبأة في العالم وتأثيرها على موارد المياه الخاصة بالفقراء في العالم. \r\n أما فيرنانديز، 59 عاما، فهي من أكثر الناشطين الماليزيين البارزين في الدفاع عن حقوق الفئات الضعيفة، ومن بينهم العمال المهاجرين، والمزارعين، والعمال المحليين، وبائعات الهوى وضحايا الإيدز. وقد قامت فيرنانديز في أوائل السبعينيات من القرن العشرين بتنظيم أول نقابة لعمال النسيج في ماليزيا، وكانت في طليعة الجهود من أجل تأسيس نقابات واتحادات عمالية للعمال في المناطق الحرة الخاصة بالتصدير في ماليزيا. \r\n وفي عام 1976 التحقت فيرنانديز باتحاد المستهلكين في بينانج، والذي صار اتحادا رئيسيا في مجال حقوق المستهلك، والحماية البيئية، والأمان المهني. ومع أواسط الثمانينات من القرن الماضي قادت فيرنانديز التحركات من أجل إيقاف العنف ضد النساء، ومن بينها منظمة مجتمع تحرك كل النساء، والتي شغلت منصب الرئيس فيها لمدة خمس سنوات. \r\n وفي نفس الوقت ساعدت فيرنانديز في تأسيس قانون وتنمية المرأة في آسيا والمحيط الهادي، حيث شغلت منصب المدير لمدة أكثر من عقد. \r\n وفي بداية التسعينيات من القرن العشرين أصبحت رئيسة لشبكة التحرك بخصوص المبيدات الحشرية، والتي دعمت حملات ضد الكائنات المعدلة وراثيا والتحكم المشترك في البذور، وكذلك تأمين العمال. وقد قامت كذلك بتأسيس تيناجانيتا، وهي منظمة تعمل رئيسة لها، وتقوم بالتحرك من أجل حقوق ورفاهية العمال الأجانب في ماليزيا، والذين يبلغ عددهم ثلاثة ملايين، كما تدير المنظمة دارا لإعادة تأهيل لبائعات الهوى المصابات بفيروس إتش آي في المسبب للإيدز. \r\n وكانت فيرنانديز قد تم القبض عليها عام 1996 بعد نشر تقرير حول الإساءات المرتكبة ضد العمال المهاجرين، وتم اتهامها بأنها قامت \"بنشر أخبار كاذبة بطريقة خبيثة\". وقد وجدت المحكمة أنها مذنبة وتم الحكم عليها بالسجن لمدة سنة في عام 2003. ولا زالت القضية حتى الآن في الاستئناف. \r\n أما منظمة شعب كلهاري الأول فتمثل المئات من بوشمان جانا وجوي في بوتسوانا، الذين يمثلون آخر من يعيش على أراضي أسلافهم في محمية صيد كلهاري الوسطى، لكنهم تم طردهم منذ عام 1996 ليتم إعادة توطينهم في معسكرات خارج أرض الصيد، حيث يعيشون في الأساس على المنح الحكومية. \r\n أما قائد المنظمة، روي سيسانا، والذي سيحصل أيضا على نصيب من جائزة الحياة الحقة، فقد ولد في مجتمع البوشمان في مولابو، ويبلغ من العمر الآن حوالي 50 عاما. وقد عمل لعدة سنوات في جنوب إفريقيا قبل أن يعود إلى كلهاري الوسطى عام 1971 ليقوم بتعليم الناس باعتباره معالجا تقليديا. \r\n ويتلقى سيسانا دعما قويا من منظمة البقاء الدولية (سيرفايفال إنترناشيونال)، وقد قاوم بثبات –هو ومنظمة شعب كلهاري الأول التي يرأسها– عمليات الترحيل الإجباري، والتي يقولون إنها تأتي بتحريض من الحكومة بسبب مصلحتها في منح امتيازات لشركة الماس العالمية دي بيرز. ويقاوم سيسانا مع المنظمة هذا من خلال العصيان المدني والتحرك القانوني. وقد أوقفت الحكومة في عام 2002 إمداداتهم من المياه الطبيعية من أجل إجبار المئات من الرافضين على الانتقال. \r\n وبحسب منظمة البقاء الدولية كان قادة منظمة شعب كلهاري الأول ومن بينهم سيسانا، منذ خمسة أيام فقط، ضمن مجموعة مكونة من 28 فردا من البوشمان قامت الشرطة باعتقالهم بسبب محاولتهم نقل أطعمة ومياه إلى أقاربهم الذين لا زالوا موجودين في محمية الصيد. وأكدت المنظمة أن الشرطة قامت بضرب النشطاء بطريقة سيئة للغاية بعد اعتقالهم. وقد ادعت الشرطة أنهم جرى اعتقالهم فقط بعد أن قاموا بمهاجمة الشرطة \"بأنواع مختلفة من الأسلحة\". \r\n وقد كانت منظمة شعب كلهاري الأول فعالة بشكل خاص في حشد تأييد دولي لقضيتها، ومن بين مؤيديها الممثلة البريطانية المشهورة جولي كريستي.