في 1958 دعا الرئيس الاميركي ايزنهاور 11 دولة كانت تجري أبحاثا علمية في انتراكتيكا للمشاركة في مؤتمر سلام في واشنطن.وكانت النتيجة هي معاهدة انتراكتيكا التي تحظر كل الأنشطة العسكرية في هذه المنطقة.وانضمت الكوريتان إلى المعاهدة في أواخر الثمانينات ومن ثم تعهدتا باحترام وضع منطقة انتراكتيكا بوصفها منطقة خالية من الأسلحة النووية. \r\n اليوم جعل كوريا خالية من الاسلحة النووية هو هدف المحادثات السداسية التي يشترك فيها كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة والصين وروسيا واليابان.وقد انهارت المحادثات جراء إصرار كوريا الشمالية على الاحتفاظ بقدراتها النووية السلمية مقابل التخلي عن نزع أسلحتها.لكن لا أحد يثق في ان حكومة هذه الدولة يمكن أن تبقي منشآتها النووية سلمية.اضافة إلى ذلك تخشى كوريا الشمالية من هجوم تقليدي من الولاياتالمتحدة.إن إجراءات بناء الثقة مثل تلك التي في معاهدة انتراكتيكا مطلوبة بغية إحداث قفزة في المحادثات. \r\n بالعودة إلى 1959 فقد تم صياغة معاهدة انتراكتيكا بإجراءات تفتيش جوي وبري خلاقة بغية بناء ثقة بين الدول الأعضاء لدرجة أن أي انتهاكات للمعاهدة يمكن اكتشافها.وقد كان هذا التفتيش إنجازا تاما خلال السنوات الاولى من الحرب الباردة.وكان الاتحاد السوفيتي قبل ذلك بأربع سنوات فقط قد رفض خطة ايزينهاور للتفتيش الجوي المعروفة بالسماوات المفتوحة التي كانت يمكن ان تغطي الاراضي السوفيتية والاميركية.وكانت المعاهدة صغيرة لكنها جائزة ترضية ملموسة بالنسبة للولايات المتحدة ورؤية مسبقة للأمور المقبلة.بحلول التسعينات أصبح التفتيش الجوي أمرا مألوفا فوق أوروبا واميركا الشمالية من خلال معاهدة السماوات المفتوحة. \r\n والآن فإن التفتيش الجوي يمكن أن يساعد على تخفيف التوترات على طول الحدود الكورية.فهناك منطقة منزوعة السلاح تمتد لعدة أميال تفصل القوات المسلحة الضخمة للكوريتين.ويقف الجيش الكوري الشمالي البالغ قوامه مليون فرد بالآلاف الدبابات وقطع المدفعية على أحد جوانب هذه المنطقة.وعلى الجانب الآخر في كوريا الجنوبية هناك حوالي 700 ألف من القوات الكورية الجنوبية و37 ألفا من القوات الاميركية.كما تمتلك كوريا الشمالية ايضا قدرات صاروخية متطورة لاتثير أعصاب جارتها الجنوبية فقط بل والولاياتالمتحدة أيضا. \r\n الرحلات الجوية الكثيرة المنتظمة للطائرات غير العسكرية من كل دولة يمكن أن تعطي ضمانة أو تأكيدا بعدم إجراء أي استعدادات عسكرية مفاجئة.والأهم أن رحلات التفتيش الجوية يمكن أن تعزز التعاون من خلال السماح لمسئولين عسكريين من الكوريتين بالتعاون مع بعضهم في هذه المهام.و الشعب الكوري من خلال مشاهدة مثل هذا التعاون يمكن أن يكسب ثقة بأن السلام أمر ممكن في شبه الجزيرة الكورية.وعلى الولاياتالمتحدة أن تحاول ترتيب رحلات مراقبة جوية واضحة فوق أجواء منطقة الحدود الكورية.هذا العمل من حسن النية يمكن أن يبدد المخاوف المدركة لدى كوريا الشمالية من هجوم أميركي. \r\n إجراء آخر من معاهدة انتراكتيكا هو الإبلاغ عن الأنشطة والمشاركة في المعلومات.في الوقت الذي ينسحب فيه هذا النوع من الأخطار في معاهدة انتراكتيكا على الأنشطة العلمية ففي كوريا فان مثل هذا الامر يمكن ان ينسحب على المناورات العسكرية.كما أن المراقبة الواضحة للتدريبات او المناورات العسكرية يمكن أيضا أن تبدد الشكوك بالنوايا العدوانية.ويمكن بناء عمليات التفتيش هذه على الخط العسكري الساخن الذي تمت إقامته مؤخرا بين الكوريتين. \r\n قليل من العلماء الكوريين الذين يقومون بمغامرات في انتراكتيكا يمكنهم ان يعيشون في منطقة خالية من الحروب والاسلحة النووية في الوقت الذي لايستطيع ذلك بني وطنهم العائدين إلى بلدهم.وان كانت هذه الرقعة المعزولة من الارض المشتركة التي يشترك فيها الكوريون يمكن أن تؤدي إلى شيء ما أكبر.إن المبادئ التي تحكم معاهدة انتراكتيكا يمكن أن توفر دفعة مطلوبة بشكل كبير لمفاوضات نزع التسلح النووي وتساعد على وضع المتصارعين الكوريين منذ وقت طويل على طريق السلام. \r\n \r\n \r\n وليام لامبرز \r\n كاتب لخدمة هيستوري نيوز سيرفيس ومؤلف كتاب ( الطريق إلى السلام: من نزع سلاح البحيرات العظمى إلى معاهدة حظر إجراء التجارب النووية ) 2004.خدمة (كيه ار تي ) خاص ب(الوطن).