ولمواجهة الركود العظيم , أعلن فرانكلين روزفيلت حالة الطوارئ في أميركا , اعتمادا على قانون قديم عمره جيل كان غير مناسب لأنه كان يعنى بوقت الحرب وأميركا ( وقتها ) لم تكن في حالة حرب . وبعد أن هاجمت اليابان بيرل هاربور وأستثارت الولاياتالمتحدة لدخول الحرب العالمية الثانية , أكد روزفيلت مزيدا من صلاحياته الرئاسية. \r\n وفي هذه الأمثلة وغيرها , أعتمد الرئيس على صلاحياته كقائد أعلى للقوات المسلحة . إن الدستور يمنح بكل وضوح الكونجرس سلطة إعلان الحرب , كما فعل ذلك خمس مرات فحسب منذ بداية أميركا . وعلى الرغم من أن الرئيس قد تمت تسميته قائدا أعلى للقوات المسلحة لتأمين السيطرة المدنية على المؤسسة العسكرية , إلا أن الآباء المؤسسين لأميركا قد أوضحوا إنه لديه ما سماه المؤرخ الأميركي آرثر شليسينغر صلاحية محدودة وفنية لقيادة قوات أميركا المسلحة في المعركة فقط بعد أن يعلن الكونجرس الحرب . \r\n لقد كان ريتشارد نيكسون يرى من وجهة نظره أن لديه صلاحية موروثة - حين تم غزو كمبوديا - للتصرف بدون تفويض من كونجرس أو دستور . ولم تكن كمبوديا تشكل تهديدا لأمن أميركا وكانت بلدا محايدا خلال حرب فيتنام . \r\n في الإدارات الأميركية الجمهورية منذ إدارة نيكسون , ووفقا لما يقوله الأستاذ بجامعة جورجيا , نيل كينكوبوف , هناك جهد ومحاولة متواصلة لبناء أساس للرئاسة الإمبريالية في القانون لم يكن متصورا حين كتب الدستور الأميركي . ويرتكز هذا الجهد وتلك المحاولة على رؤية أن الفصل بين السلطات كانت لوقت طويل مسألة مثيرة للجدل . وتدفع - وهي تسمى بالرؤية الحصرية - بأن فصل السلطات هو تقسيم للعمل الذي يكون كل فرع فيه من فروع الحكومة الفيدرالية مسئولا بشكل منفرد عن مهام يحددها له الدستور . \r\n إن هذه الرؤية الحصرية من شأنها - إذا ماتم استخدامها في الشئون الخارجية - أن تعطي الرئيس صلاحية غير محدودة تقريبا - على سبيل المثال , كما تحاج إدراة بوش في حجتها الشهيرة , بأن تعذيب المقاتلين الأعداء هو جزء من عملية استجواب . وتتمسك تلك الرؤية حتى بأن قانونا أصدره الكونجرس يحظر التعذيب لا يطبق عندما يمارس الرئيس سلطته أو صلاحيته الحصرية . \r\n لقد رفضت المحكمة العليا الأميركية باستمرار هذه الحجة منذ ثمانين سنة تقريبا وحتى السنة الماضية . لقد حبذت المحكمة رؤية الفصل بين السلطات التي يتشارك فيها الرئيس والكونجرس في المسئولية والسلطة على كل ناحية تقريبا من نواحي الحكم . \r\n كانت رؤية نيكسون هي أنه فوق القانون . ولكن فضيحة ووترغيت صححت له فكرته . وموقف الرئيس جورج بوش هو أنه هو نفسه قانون في حد ذاته . وبثقة أولئك الذين يسيطر حزبهم على كل فرع من فروع الحكومة ، مثلما لم يفعل حزب نيكسون أو ريغان أو بوش الأب , يسعى محامو الرئيس بوش الابن بعزم وتصميم لجعل وجهة نظرهم هي وجهة نظر أميركا . ورؤيتهم هي صيحة بعيدة عن نية واضعي الدستور الأميركي وتعكس رئاسة يمكن تسميتها على نحو مناسب جدا بالأوتوقراطية . \r\n \r\n لينكولن كابلان \r\n محرر دورية ليغال أفيرز ( شئون قانونية ) , حيث تظهر أيضا هذه المقالة \r\n خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست - خاص ب (الوطن)