هجمات المتمردين اصبحت اكثر دقة واكثر تطورا واكثر احترافية كما ان قوتهم في تزايد وليست في تراجع‚‚القادة الاميركيون الذين ليس لديهم صورة واضحة عن عدوهم بعد عامين من تورط بلادهم بغزو العراق يتحدثون الآن صراحة عن انهم يحاربون اشباحا وليس آدميين قيام الطائرات الاميركية بقصف غرب العراق لن يساهم في جعل المتمردين مكشوفين للرؤيا‚ \r\n \r\n الخسائر الاميركية في تصاعد مستمر والخسائر في اوساط المدنيين العراقيين ورجال الجيش والشرطة اكثر من ذلك بكثير وتتركز هذه الخسائر اساسا في صفوف الشيعة مما ينذر باندلاع حرب اهلية داخل العراق لتتطور فيما بعد وتشمل كامل دول المنطقة‚ \r\n \r\n المتمردون السنة عملوا منذ البداية على اشعال مثل هذه الحرب عندما اقدموا على اغتيال امير الله محمد باقر الحكيم وحوالي مائة مصل شيعي آخر في ضريح الامام علي في النجف الاشرف قبل عامين‚ \r\n \r\n مثل هذه الاستراتيجية تأخذ بها بعض الجماعات علنا مثل جماعة ابو مصعب الزرقاوي الذي تبدي جماعته اهتماما اكبر بقتل الشيعة اكثر من قتل الاميركيين‚ \r\n \r\n ويشعر السنة بالغضب الشديد على غزو الولاياتالمتحدة للعراق حيث ساعد ذلك على وضع الشيعة في سدة الحكم‚‚الفشل الاميركي في ادارة الامور بعد النصر العسكري الذي تحقق لواشنطن زاد من العداوات الطائفية‚ حتى الآن ادى نفوذ آية الله السيستاني الى كبح جماح الجماعات الشيعية ومنعها من الرد على هجمات السنة واستفزازاتهم ولا يمكن الاعتماد على ذلك الى ما لا نهاية‚ \r\n \r\n اعداد متزايدة من السنة بمن فيهم رجال دين قياديون بدأ يتم العثور عليهم قتلى ويعود السبب في ذلك الى كون قوات الامن العراقية في معظمها تقع تحت سيطرة الشيعة كما ان انعدام الامن اوجد فراغا دفع الميليشيات المختلفة لأخذ القانون بيديها‚ \r\n \r\n ان هناك العديد من الاشارات التي تقول ان العراق يتجه نحو الحرب الاهلية‚ \r\n \r\n ان اعتماد الجيش العراقي الذي تقوم واشنطن ببنائه حاليا على البشمرغة كمقاتلين وحيدين يفتح ابواب المستقبل لعمليات ثأر واسعة النطاق يمكن ان تحدث لتصفية الحسابات والاحقاد وما اكثرها‚ \r\n \r\n بدأ النزاع الطائفي العراقي شأنه شأن الحرب الاهلية في لبنان خلال الفترة من 1975-1990 بشد جيران العراق اليه فإيران متورطة وبعمق الى جانب الاحزاب الشيعية‚ \r\n \r\n تركيا تهدد من جانبها بدخول شمال العراق اذا ما تحرك الاكراد اكثر باتجاه الاستقلال‚ \r\n \r\n هناك المئات من المقاتلين العرب الذين يتدفقون الى العراق من اجل محاربة الشيعة‚ \r\n \r\n الدستور الجديد الذي من المفترض ان يوضع في صيغته النهائية مع نهاية هذا الاسبوع يحمل في طياته الكثير من النزاعات الطائفية التي ستزيد الاوضاع سوءا بدل تحسينها‚ \r\n \r\n التفاؤل الذي يخرج من واشنطن يبدو مبالغا فيه ولا علاقة له بالواقع ويهدف في المقام الاول الى طمأنة الاميركيين اكثر من العراقيين‚ \r\n \r\n يحاول علماء الدين السنة والشيعة وقف الانزلاق هذا وذلك لن يوقف الجهاديين ولكنه يمكن ان يؤثر على قاعدة الدعم الذي يتوافر لهم‚ \r\n \r\n مطلوب من جميع قادة الطوائف العراقية ان يستثمروا المؤسسات العراقية الشرعية الناهضة من اجل اقناع السنة بالمشاركة‚ \r\n \r\n ان هذا هو الامل الاخير المتبقي والا فإن طوفان الحرب الاهلية قادم لا محالة‚ \r\n