من اجل تشغيلهم في اعمال الحماية او الرقابة, ليسوا من المقاولين العاديين, الذين يتم ارسالهم للموت في عراق ما بعد صدام حسين, بل »جنود, ورجال سابقون سبق وان تلقوا تدريباتهم في الولاياتالمتحدةالامريكية, متمرسون بفنون القتال, خبراء في محاربة المتمردين«, ومن الممكن القول بعبارات اخرى, ان يكونوا من المحاربين القدماء في صفوف القوات المسلحة ورجال امن سبق وان خدموا لدى الدولة الانديزية, مجهزين ومعدين ضمن نطاق المخطط الكولومبي, الذي يشتمل على برنامج محول بالكامل من قبل البيت الابيض لهدف الحاق الهزيمة بالارهاب وبتجارة المخدرات. \r\n \r\n وكان شيبّي قد اصيب بما يشبه الصعقة اثناء احدى الرحلات التي قام بها في العام الماضي الى بغداد. وعندئذ فقط, جاء تصريحه لصحيفة لوس انجلوس تايمز الذي ضمنه القول انه قد تنبه الى ان ذلك البلد »غني بالفرص« وكانت قد تنبهت لذلك ايضا الشركات الامنية متعددة الجنسيات, بدءا من ديان كورب ذاتها. حيث بات يعمل اليوم في العراق ما مجموعه 26 الف رجل يتولون اعمال الحراسة والرقابة, معرضين حياتهم للخطر في كل يوم, وبالنسبة للقسم الاكبر منهم, فان الامر يتعلق بمواطنين عراقيين, ولكن هناك ما نسبته 20% بالتمام والكمال كانوا قد قدموا من الخارج. \r\n \r\n اما القوميات التي تسجل الحضور الاكبر فهي تلك الفيجية, الاوكرانية, النيبالية, والصربية. ولكن وبمقارنتهم مع بقية زملاء المهنة, فان المحاربين القدماء الكولومبيين يقدمون سلسلة من الميزات, فيدعي شيبّي من خلال اعلانه الدعائي ان »هؤلاء الرجال, كانوا قد استخدموا في محاربة الارهابيين على مدى الاربعين سنة الماضية, واشرف على تدريبهم سلاح البحرية الامريكية, وادارة مكافحة المخدرات Dea , وذلك بهدف القيام بعمليات لمحاربة الارهاب, وتهريب المخدرات, يكون مسرحها تلك الغابات والانهر الكولومبية«, وهناك ما هو اكثر من ذلك, حيث يترتب على مواطني تلك الدولة الامريكية الجنوبية ان لا يستاءوا من مثل تلك القوانين الحكومية البغيضة, التي تنظم, وتعمل على الحد من مسألة الالتحاق بالمهنة, كما حدث بدلا من ذلك مع الفلبين والنيباليين بعد هجمات كثيرة وعمليات اختطاف كانوا قد مثلوا هدفا لها, وفي نهاية الامر, فان الشيء الذي لا يضير هو ان الكولومبيين لا يكلفون كثيرا: 2500 دولار, او 5000 في الشهر على اكثر تقدير وذلك في مقابل 100 الف يطلبها اي من زملاء المهنة من الامريكيين. \r\n \r\n ويعمل هذا المظهر الاخير على اثارة الاهتمام لدى وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) على وجه الخصوص, ويعلق شيبّي قائلا: »ان من الملاحظ في الوقت الحاضر الاهتمام الكبير الذي تبديه وزارة الخارجية الامريكية من اجل توفير مواردها المخصصة للقضايا الامنية, بحيث اخذت في خفض الاسعار, مما جعلنا نتوجه الى البحث عن اناس من العالم الثالث سعيا وراء تعبئة الثغرات«. ,بالنسبة للفصل الامني, فانه يتم في واقع الامر العمل على استقطاع ما لا يقل عن ربع الاموال المخصصة لاعادة الاعمار, والتي تقدر ب ̄ 18.4 مليار دولار. \r\n \r\n اما بالنسبة لكولومبيا, فان البيت الابيض لا يعمد بكل تأكيد الى انجاز استثمار بثمن بخس, فالقوات المستقدمة من بوغوتا المدربة من قبل الخبراء الامريكيين ضمن اطار, »مخطط كولومبيا«, انما يتم اخذها في حقيقة الامر من داخل صفوف قوات الامن الداخلي للدولة الانديزية, لذا فالامر يوجب الاستعاضة عنهم. وهي تكلفة تعود في غالبيتها لتثقل كاهل المواطنين الامريكيين, فكانت واشنطن قد انفقت منذ عام 2000 ما مقداره 4 مليارات دولار, وذلك من اجل محاربة تجار المخدرات الكولومبيين ولكن, ووفقا للقرار الذي اتخذته ادارة بوش في عام ,2002 فان الانفاق كان هدفه العمل بشكل اعم على تشتيت جمع الارهابيين. \r\n \r\n وكان مجلس الشيوخ الامريكي قد صوت في الشهر الماضي لصالح اعادة تمويل البرنامج, بحيث اقر منح حكومة الفارو اوروبي مبلغ 600 مليون دولار اضافية. \r\n \r\n وتتمثل النتيجة بخطة عسكرية على نطاق واسع لا تخدم في تحقيق اي من الاهداف المثبتة, بل من الممكن ان تنحصر فائدتها في مساندة الحروب المشتعلة فيما وراء البحار التي تضطلع البنتاغون بادارتها, علما بان الكوكايين كانت قد سجلت في عام 2004 زيادة في الانتاج وصلت نسبتها الى 3% , وذلك وفقا للتقارير الصادرة عن منظمة الاممالمتحدة.0 \r\n