ومن المتوقع أن يرتفع عدد سكان هذه البلدان من 600 مليون نسمة الى 1.2 أو 1.3 بليون نسمة. وتفوق نسبة السكان في كل من مصر وتركيا وإيران النسبة عينها في أية دولة أوروبية، باستثناء المانيا. ويُتوقع كذلك أن يميل التفاوت السكاني أكثر فأكثر الى مصلحة دول الشرق الادنى وشمال أفريقيا في العقود المقبلة. \r\n \r\n ولا يزال الاتحاد الأوروبي يستقطب المهاجرين من هذه المناطق، ومن القارة السوداء بفضل جودة مستوى العيش فيه. ويعتقد كثير من الناس أن فتح الاتحاد أبوابه أمام المهاجرين هو الحل لارتفاع معدلات الشيخوخة المستمر، وعجز كبار السن عن الاسهام في القوة العاملة، وتأمين الرخاء الاقتصادي. ويحط الرحال في أوروبا، سنوياً، مليون مهاجر قانوني ونصف مليون مهاجر غير قانوني. وإذا استمرت وتيرة وصول المهاجرين الى الاتحاد الاوروبي على هذا المنوال، زادت نسبة المهاجرين، وهم يأتون في معظمهم من الدول الإسلامية، كثيراً عن توقعات الأممالمتحدة. \r\n \r\n ويتوجب على دول الاتحاد الاوروبي اعتماد سياسة هجرة مسؤولة، والتنسيق في ما بينها لتحديد نوع الهجرة البديلة المطلوبة وإيجاد بدائل اقتصادية واجتماعية لكثافة الهجرة. وبعد الحرب العالمية الثانية، أصبحت أوروبا قارة تستقبل العمال المهاجرين. ولكن العمال «المهاجرين» هؤلاء لم يغادروها الى بلدانهم الاصلية. ويجب وضع نظام يبقى المهاجرون بموجبه «منتقلين»، ولا يتحولون الى مهاجرين دائمين. وليست حركة الهجرة العالمية الكثيفة حلاً. فهي تحمل في طياتها احتمال منازعات اجتماعية واقتصادية وسياسية مهمة، قد تؤدي الى اضطراب الأوضاع في الدول المضيفة. وعلى سبيل المثال، ينبغي ملء فجوات اليد العاملة بواسطة اختراعات تقنية والاستثمارات، وتغيير نوعية الوظائف، وتحسين استغلال الطاقات المتوافرة. وذلك مع العلم أن الولاياتالمتحدة ترفض رفضاً قاطعاً إحالة رجال بلغوا سن الستين ولا يزالون يتمتعون بصحة جيدة، ويقدرون على العمل، إلى التقاعد. \r\n \r\n ومن الضروري ان تهتم الحكومات بالسياسات السكانية. فلا مسألة أهم من هذه السياسات على المدى الطويل. ولا شك في أن انخفاض عدد السكان مستمر لا محالة في أوروبا، إذ لا يمكن لنساء لم يولدن أن ينجبن. ويجب بذل الجهود لرفع معدل الولادات. ولكن التجارب الأوروبية السابقة تدفع الى التشكيك في الجدوى الايجابي للسياسات الإنجابية. \r\n \r\n فنسبة الولادات ومعدلاتها ترتبط بالقيم المجتمعية وأساليب الحياة المعتمدة. فعلى سبيل المثال، زادت نسبة النساء اللواتي يخططن لولادة طفلهن الأول، ويؤجلن حصولها الى ما بعد سن الثلاثين. \r\n